طباعة

"الحال غلي ومحدش بيسمع حد" لسان حال بائع العيش بعد أن قضي نحبه

الأحد 01/01/2017 09:32 م

أحمد أبو حمدي

بوجه شاحب تتخلله ابتسامة رضا، يقف أمام عربته الصغيرة طوال اليوم، يتطلع في وجوه المرة لعله يظفر بزبون، على ناصية شارع علي عبد العزيز بمنطقة فايدة كامل، يقف "شريف النادي" ابن محافظة المنيا، والبالغ من العمر 39 عامًا، يقول:"بقالي أكتر من 10 سنين ببيع عيش في المنطقة دي وزبايني وكل أهل المنطقة يعرفوني وببيتعاملوا معايا من زمان أوي".

هبط شريف من محافظة المنيا إلى القاهرة بحثًا عن لقمة العيش وظل بها حوالي 10 سنوات أملًا في حياة كريمة آمنة:" اتعلمتها مع الوقت وحبيتها وبعتبر المهنة دي صنعة، جيت هنا مكنش في شغلانة غيرها ومعنديش صنعة اكسب منها، وبدأت اشتغل مع أخويا في الأول ولما عملت زبون فرشت لوحدي هنا".


"الحال غلي ومحدش بيسمع حد" بصوت خافت ردد الرجل الثلاثيني تلك الكلمات التي عبرت عن سوء معيشته، ويضيف:" أصحى بدري الساعة 5 الصبح وبخلص الساعة 8 بليل وأبدأ يومي بترتيب العيش، واستنى المحلات تفتح والمطاعم عشان أورد لها العيش المطلوب، واشوف الزباين اللي متعود دايمًا اصبح بيهم وعارف طلباتهم اليومية".


وعن المكسب المهنة، يقول "مكسب قليل جدا، وعندي أولاد منهم واحد في الشهادة الإعدادية، ومخلى زوجتي تشتغل في حضانة بالمنطقة بردوا عشان تساعد البيت، وعايز ابني يتعلم ويتفوق في الدراسة وياخد شهادته الجامعية عشان ميتعبش في الحياة زي أنا وأمه".

وعن مشاكل مهنته، يقول "بقلق من البلدية لأنها بتوقف حالي وتشيلنا في أي وقت حتى أنا خايف اطلع ميدان أبو عبده برا أقف ابيع هناك لحسن حد لا قدر الله ياخد البضاعة من بتوع الحي ولا غيره ومنعرفش نعمل حاجة".

واستطرد قائلًا: "العيش أبو نص جنيه إتلغى، والزباين قلوا في الشراء مش زي الأول، وكان الناس قبل ارتفاع الدولار بتشتري عيش بكميات كبيرة دلوقتي لأ"، وعبر عن يأسه في إصلاح مشاكل مهنته المتراكمة منذ سنوات، فيقول؛"احنا بنشوف كل المهن حولينا زي نقابة الزبالين ونقابة البقالين ونقابات أخرى وبتعملش حاجة ومحدش بيسأل في حد".