طباعة

"سوق الفسطاط".. ملتقى الحرفيين وأهل الفن على أرض المحروسة

الإثنين 09/01/2017 10:00 م

رحاب إدريس

وسط عبق التاريخ في منطقة "مارجرجس" بين مسجد عمرو بن العاص من جهة، وكنيسة "مارجرجس" من جهة أخرى، تجد لافتة لمبنى كبير معنونة باسم "سوق الفسطاط"، تعتقد للوهلة الأولى منذ النظر إليه أنه مجرد سوق عادي، ولكنه يتماشى مع رقي منطقة بها أقدم مزارات للأديان الثلاثة، وما أن تدخله لتكتشف أنه أول مكان يجمع الصناعات اليدوية والفنية للحرف على أرض المحروسة.

لوحات فنية وأعمال يدوية من الخيوط والبلاستيك والأوراق، محلات متراصة جنبًا إلى جنب، تشع منها الألوان الزاهية، تشد أنظار العابرين، وأغاني قديمة تُعيدك لزمن فات، فتسير وكأنك في فيلم عربي قديم ولكن بالألوان، والحقيقة أنك بـ"سوق على طراز خاص".. "سوق الفسطاط" أول ملتقى للحرفيين وأهل الفن.

16 عام، العمر الحقيقي لمشروع سوق الفسطاط، مشروع حرف التراث المصري اليدوي، هو مجمع لـ40 محل تجاري، على مساحة 3000م2، به مطعم وكافتيريا، تقام فيه ورش لتعليم الأطفال الصناعات اليدوية والفنية، كنشاط ترفيهي، لتعليمهم حرف يدوية بسيطة، كما يقوم الحرفيين في المكان بإعادة تدوير الأشياء القديمة المتهالكة، واستغلالها للحصول على عمل فني متميز، وبالسوق أيضًا يتم اكتشاف مواهب الأطفال في الصناعات اليدوية.

عندما تتجول سوق الفسطاط ستجد المشغولات والملابس والتحف الجميلة، التي عند النظر إليها ستتأكد أنها تستطيع منافسة أجود المنتجات العالمية بل ستتفوق عليها، السوق مفتوح على مصرعيه طوال أيام الأسبوع.

وبالرغم من شدة روعة المكان إلا أنه غير معروف، السوق يفتقر للزائرين، فهو بحاجة لمزيد من الزائرين لتشجيع هؤلاء الفنانيين، ولتنشيط سوق الصناعات اليدوية، وتنشيط السياحة في تلك المنطقة، وحسب حديث "محمود أحمد" أحد الفنانيين التشكيليين بالمكان، قال "إن المكان يعتمد على السياحة"، مشيرًا إلى أنه بسبب الأحداث التي مرت بها مصر في حربها مع الإرهاب، وضرب سوق السياحة، فالوضع في سوق الفسطاط ينحدر كل يوم عن الآخر، ووجه حديثه لـ"المواطن": "يا ريت الناس تهتم بالسوق وبالصناعات اليدوية ونشجع السياحة الداخلية ودي تكون أول خطوة لبناء مصر جديدة".