طباعة

"عم صابر".. صنايعي الألوميتال يتحدى شبح الأسعار للحفاظ على الصنعة

الثلاثاء 17/01/2017 05:37 م

أحمد أبو حمدى

يستيقظ في الصباح الباكر، ليذهب إلى مقر عمله داخل محله الخاص الصغير المتهالك، الذي استأجره من صاحب العمارة السكنية بشارع رشدي، بإحدى ضواحي المعادي، ناظرًا في وجوه المارة أمامه، على أمل أن يدخل أحدهم ليطلب منه شيئا في صنعته، ومتوكلًا على الرّزاق الكريم.

"عم صابر" رجل يبلغ من العمر43 عامًا، عمل في مهنة الألوميتال منذ صغره، وأحب مهنته وتعلمها في وقتٍ قصير، وأبدع فيها حتى انفرد بنفسه، وأصبح له زبائنه ومريديه في تلك الصنعة، يعاني كغيره من موجة الأسعار التي ضربت السوق بسبب القرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة فى شهور قليلة مضت.

ولم تسلم حرفة "عم صابر" من توابع الغلاء، فيقول: "الأسعار ولعت الفترة اللي فاتت عن الأول بنسبة 80%، الخام كنت بشتريه من فترة قريبة بـ 25 جنيه، دلوقتى للأسف بقى بـ 60 جنيه، وكنت الأول بعمل قطاع السعد (شباك ودولاب ألمونتال) بـ 350 جنيه، دلوقتي بيكلفني بس 750 جنيه غير المصنعية، ده حرام ولا حلال".

ويستكمل: "كل حاجة رفعت أكتر من الأول، طيب في الحالة دي أطلع نسبتي منين، وأجره الصنايعية منين، وايجار المحل، غير فواتير الكهرباء اللي رفعت برضه للضعف".

وتستمر معاناة عم "صابر" الرجل الأربعيني، لاسيما وأنه متزوج ولديه أربعة من الأولاد، يقول عنهم: "عندي 3 ولاد وبنت في مراحل تعليم مختلفة، لما يكون مكسبي في الأسبوع 150 جنيه، هغطى مصاريفهم ازاي، واكل واشرب بكام ومنين".

لا يطلب "عم صابر" من الممسئولين غير تخفيض الأسعار التي تكاد أن تعصف به، وبمهنته التي أحبها وعمل بها قرابة ال 25 عامًا، فيضيف: "أطلب من الحكومة إنهم يخفضوا الأسعار شوية، ويعملوا مراقبة على التجار، لأن النهارده كل تاجر بيغلي على مزاجه بشكل بشع، ويقولك أصل الدولار غالي، مفيش أي مراقبة خالص اليومين دول على التجار الكبار، وده كارثة بكل المقاييس".

لم يقف "عم صابر" عاجزًا أمام هذا الارتفاع الملحوظ في الأسعار خلال الفترة الماضية؛ بل سعى لكسر شوكة التجار مع ورش الألوميتال المختلفة داخل محيط عمله، ويضيف: "جينا في فترة من الفترات عملنا إضراب عشان الحاجة ترخص، بس للأسف ناس مننا توافق وناس لأ، والتاجر النهارده بيتعامل بميت ذمة وبميت مبدأ، لأن مفيش حد رقيب عليه من البداية".

يعتبر "عم صابر" أن الكفاح في الحياة متعة بالنسبة له، فيضيف: "يوميًا بفتح الصبح الساعة 10، وأبدا في عمل طلبات الزباين اللي حجزوها من امبارح، بفضل أشتغلها وبعد ما أخلصها اتصل بالزبون ييجى ياخدها، وعلى الحال ده كل يوم لحد الساعة 11 بالليل، وأنا بحب ده".

وبرغم تلك الأزمات الطاحنة التي يواجهها الرجل الأربعيني، إلا أنه راضى بقليله، ويختتم حديثه لـ "المواطن": "الحمد لله أنا احسن من غيري، وبعرف أكسب الزبون وأخليه ييجى أكتر من مرة، وبكسب الحمد لله، وفي غيري بيخسر وبيدفع من جيبه عشان يكفي الصنايعية بتوعه بس، لكن صرختى دي حبًا فى المهنة بتاعتي، وحرصًا على أصحابها من الضياع بسبب الغلاء ده اللي الناس عايشة فيه اليومين دول".