طباعة

أية محمد تكتب: "البكيني" غازي قلوب الرجال

السبت 21/01/2017 08:02 م

آية محمد علي

قطعة قماش أو قطعتين تمنحك القوة والمتعة والرجولة وتشعرك أن هناك دماء تجرى في عروقك حمراء صافية تتمنى أن تبقى عقارب الساعة أياما أو أسابيع أو شهور لا تتحرك واقفة ساكنة مجمدة حتى تسيح من حرارة الشمس أمامها.

أنه البكيني موحد القطرين.. غازي قلوب الرجال.. قاتل عجزهم.. محرك الدماء في أوردتهم بلا جراحة أو أدوية، ألوانه خاطفة مداهمة الأحمر يجعلك خجولا أمامه لا تستطيع الرد لا من الأمام ولا من الوراء تحب النظر إليه.

"الأسود"
يسيطر عليك الإحساس بكراهية التحرك من أمامه يجعلك تمضي حوله في يسر وبساطة بعيدة عن تعقيدات الحياة.

ألوانه وأنواعه كثيرة تتنافس كل بلد على أن تبدع فيه بقدر جمال نسائها.. هذا هو حال البكيني في العالم.. أما في الإسكندرية وكما شاهدت ورأيت فالأمر مختلف تماما.. البكيني هناك بـ"سبعة ونص" أرخص وأدنى سعر قد تصادفه وأردأ نوعية قد تشاهدها، فهو لا يلبس تحت الشمس الحارقة ليعطي الجسد لونا برونزيا مدهشا بل يلبس تحت ستار الليل وفى ظلمة المخابئ كاللصوص.. بل ويلبس فوق الجينز والبنطلون الاسترتش..مصر هي الدولة الوحيدة التي حولت البكيني بكل روعته وتألقه إلى مجرد قطعتي قماش لا تختلفان كثيرا عن تلك القطع التي تستخدمها أغلب النساء في مطابخهن.. مجرد خرقتين قذرتين، لا ترى النظافة إلا في المواسم والأعياد، قطعتين مهملتين يكادان أن يصرخان طلبا في الإلقاء في سلة المهملات.

لم اندهش على الإطلاق من تزاحم البنات والسيدات على شراء البكيني واقتناصه، كأنه تحفة نادرة الوجود أو سلعة ضرورية.. شحت من الأسواق، أو معدن نفيس سيرتفع سعره بمرور الأيام، رغم استحالة ارتدائه على طبيعته أمام الناس، وهن يدركن ذلك جيدا..

ولم اندهش من ثمن المايوه الواحد الذي أصر البائع أن يكون بـ"سبعة ونص"،ولكن أدهشتي عندما رأيت شباب نصفهم كانوا برفقة فتيات البكيني كن يسبحن حتى مطلع الفجر معهم والنصف الآخر كانوا من البصاصين ويبدو أن أحدهم قد علق بكلمة فرد الآخرون بشتيمة فانتهت الحدوتة إلى مشاجرة على أذان الفجر لم تجد شرطيا يسجل لها محضرا رسميا.

تعليق بعض هواة النظر كان ساخرا جدا عندما سألتهم عن الخناقة، فقالوا:"دول شوية عيال جايين يعوموا مع بنات لابسة مايوهات عريانة في البحر، وزعلانين أن الناس بتبص..يعنى البكيني حلال والبصة هي اللي حرمت.

على الطرف الغربي من مدينة الإسكندرية وبالتحديد في العجمي، كان البكيني أكثر جراءة واحتمالا في عيون الناس، ففي شاطئ النخيل كان منظرا مألوفا أن تجد نساء مرتديات البكيني على طول الشاطئ مابين طلوع الشمس وحتى العاشرة صباحا من دون تلصص أو بصبصة ملحوظة.. ونادرا ما تجد بكيني بعد هذه الساعة على أطراف شاطئ الهانوفيل أو على حمامات السباحة التي تحيط بها الشاليهات الخاصة.