طباعة

أمن وسلامة مفاعل الضبعة في ندوة علمية بجامعة أسيوط

الإثنين 27/03/2017 02:35 م

ليلي كامل

استقبلت جامعة أسيوط اليوم، العالم الدكتور يسري أبو شادي كبير خبراء الطاقة الذرية بالأمم المتحدة والحائز علي جائزة نوبل لعام 2005 بالمشاركة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية،  وذلك في زيارته الأولي للجامعة لإلقاء ندوة علمية حول "أهمية الطاقة النظيفة النووية والمتجددة في مصر والمنطقة العربية".
ينظم الندوة مركز تنمية جنوب الوادي بالجامعة تحت رعاية الدكتور أحمد عبده جعيص رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور حسن عبد الحميد مدير مركز تنمية جنوب الوادي، والدكتور محمود جابر مرسي أستاذ الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة بالجامعة ونائب رئيس الجامعة السابق، وبمشاركة لفيف من الأساتذة والمتخصيين في هذا المجال، وحشد كبير من طلاب كليتيّ الهندسة والعلوم.

وخلال افتتاح الندوة أوضح الدكتور حسن عبد الحميد أن زيارة الدكتور أبو شادي للجامعة تأتي تأتي عقب مشاركته المتميزة خلال وقائع المؤتمر الدولي حول الطفلة الزيتية ومصادر الطاقة غير التقليدية من أجل التنمية المستدامة في أفريقيا والذي نظمته الجامعة في مطلع هذا الشهر بمحافظة البحر الأحمر، مؤكدًا حرص إدارة الجامعة علي إقامة مثل هذه الفعاليات والأنشطة الهامة واستضافة كبار الأساتذة والقامات العلمية الرائدة في مختلف المجالات لعرض تجاربهم وطرح رؤاهم وأفكارهم واستفادة الطلاب منها علي النحو الأمثل.

وفي مستهل كلمته أعرب الدكتور أبو شادي عن سعادته البالغة بتواجده في رحاب جامعة أسيوط العريقة كقاطرة للتنمية باعتبارها الجامعة الأم في صعيد مصر والشريك الأساسي للتنمية، مشيدأ بما تتمتع به الجامعة من إمكانيات علمية وبحثية وأكاديمية تؤهلها للكثير من الرقي والتقدم العلمي والبحثي المنشود فى كثير من المجالات.

وحول تفاصيل المحاضرة أشار الدكتور أبو شادي إلي  أن الطاقة بشكل عام تمثل العمود الفقري لأي حضارة إنسانية وأهم عناصر التطور في مجالات الحياة المختلفة كالصناعة والزراعة والسياحة وغيرها كما تمثل الكهرباء أهم منتجات هذه الطاقة  ، مشيرًا أن مصادر إنتاج الكهرباء في مصر تعتمد علي 75 % غاز طبيعي، 15 % مازوت، 8% مياه، 1.9 % رياح، 1. % سولار، وبالتالي معظم هذه الطاقات محدود وله آثاره السلبية إلا أن الطاقة النووية ممتدة، وتلك النسب لا تتناسب مع إمكانيات مصر وما تمتلكه من مصادر متعددة للطاقة.

كما أضاف أنه خلال الفترة القامة سيبدأ العمل في أول أربع محطات نووية روسية لإنتاج الكهرباء في منطقة الضبعة علي الساحل الشمالي بمصر بقدرة إجماليه تبلغ 4800 ميجاوات حيث تبدأ أول محطة في الإنتاج في 2023 والأخيرة في 2026، وكذلك هناك مقترحات لإقامة أول نموذج لمحطة تستخدم الفضلات لإنتاج الكهرباء بالإضافة لإنتاج أسمدة وغاز بيولوجي (يعادل الغاز الطبيعي).

وعن المفاعل الروسي فقد أوضح الدكتور أبو شادي أن المفاعلات الروسية يعمل منها 44 وحدة في عدد من دول العالم منذ الثمانينات بقدره 1000 ميجاوات للوحدة، مؤكدًا أنه علي مدي عشرات السنين من عمل هذا التصميمات لم تحدث أية حادثة مؤثرة أو تسريب هام للإشعاع من هذه المفاعلات بالإضافه للتطويرات الهامة في تصميمات الأمان التي ادخلت علي تصميماته الفنيه خاصة بعد حادثتي تشرنوبيل وفوكوشيما وهما لأنواع مختلفة عن هذه المفاعلات.

وفي هذا الإطار أكد الدكتور أبو شادي علي ما يمتع به تصميم مفاعل الضبعة المصري من مطابقة لمعايير الأمن والسلامة والذي يمكنه تحمل زلزال بقوة من 8 الي 9 ريختر، وكذلك يمكنه تحمل التسونامي (أمواج البحر العالية) والأعاصير والفيضانات الكبيرة والمقذوفات الجوية الخارجية، كما أنه مصمم بغلاف حاوي خارجي مزدوج غير قابل للاختراق، ولا تسمح أنظمة تحكم وتشغيل المفاعل بأي خطأ بشري سواء مقصود أو غير مقصود  ، وكذلك تصميم أجهزة الحاسبات للمفاعل لا تسمح بالفيروسات أو القرصنة وبذلك كفاءة المحطة تمثل الأعلي في العالم  .

مستعرضًا في ذلك المميزات الاقتصادية لمشروع المفاعل المصري غير المسبوقة والتي من خلالها يمكن للمشروع أن ينتج كهرباء علي مدي حياته (بين 60 و80 عاما) بحوالي 280 مليار دولار وتكلفته تصل ل 45.4 مليار فقط أي مكسب المشروع كله قد يتخطي 200 مليار دولار.

كما قدّم سيادته عدة مقترحات للجامعات ومراكز البحوث المصري من خلال ثلاثة مشاريع تطبيقية للطاقة النظيفة محدودة القدرة والتي تستهدف تحويل مصر لمركز لإنتاج الطاقة النظيفة المحدودة، وويتمثل المشروع الأول في إنشاء مصنع للتخلص من الفضلات بكافة أنواعها ويستهدف التخلص من الفضلات دون إلحاق تأثير ضار بالبيئة وإنتاج الأسمدة والكهرباء والغاز الحيوي المماثل لغاز البوتاجاز، أما الثاني فهو مشروع إنشاء مصنع (أو ورشة) لتصنيع أجزاء من طواحين الهواء الصغيرة لإنتاج الكهرباء (من 1 – 4 كيلوات) للاستخدامات المحلية، والثالث مشروع إنشاء مركز للطاقة النووية وتكنولوجيا المفاعلات للتعليم والتدريب وإجراء الأبحاث والمشاركة في صناعة أجزاء المحطات النووية.