طباعة

شهيدة "المرقسية".. الشرطية "أم البنات" تترك قمرين فداء لوطنها

الثلاثاء 11/04/2017 11:51 ص

محمد عبد العزيز

بأي ذنب يعيش القمر بلا نور، بأي ذنب تقتل ضحكة طفل برئ، وتفقد الأسرة مصدر حنانها ومنبع الأمان فيها، بطلة جسورة أبت أن تغادر الحياة وتترك أطفالها إلا بعزة الانتصار وروح الشجاعة، العريف أسماء احمد ابراهيم حسين، اسمًا سيخلد في تاريخ قوائم الشرف والفداء، تركت طفلتيها في الصباح الباكر بعد أن قبلتهما قبلة لم تعلم أنها الأخيرة، وبالتأكيد لو أدركا الصغار أنها لن تعود، لكبروا فوق أعمارهم أعمارًا على ألا تغادر.

لكنها خرجت، وذهبت تلبي نداء الوطن، بل أبعد من ذلك نداء الشهادة التي اختصها الله بها، بسمتها المعهودة استقبلت بها توزيعها للوقوف أسدًا يزأر في حماية إخوانها الأقباط في عيدهم، وقفت تستمع بكل حرص لكلمة مدير الأمن يتفقد موقعهم في الصباح يعطي النصائح والتعليمات ليمر اليوم بخير وتحفظ فيه أرواح أخوانهم، لحظات قليلة فرقت بين حياتها وموتها، فهي تفكر في بناتها وتفكر في حماية وطنها، لكن لم يخطر ببالها أن يقطع استشهادها حبل تلك الأفكار.

شاب غادر اختار الغشم والدناءة طريقًا لأفكاره الإرهابية، مر من أمامها، وفي لحظات قرر أن ينهي حياة أبرياء عزل، وفجر نفسه أمام الكنيسة اليي كلفت بتأمنيها وفداءها بحياتها، لترحل أم البنات، لكن شتان بين رحيل ورحيل، فوداعها إلى جنان الخلد، ووداعه إلى ويلات طفلتين صغيرتين تلعنهما عند ربها.