طباعة

نموذج واقعي للتخلص من عادة التدخين في شهر رمضان

الأحد 30/04/2017 04:30 م

محمود قمر

يعد شهر رمضان فرصة كبيرة لبدء بعض العادات الصحية الجديدة، والتخلص من بعض العادات السيئة مثل التدخين.

أقلع "أحمد عبدالرحمن" عن التدخين خلال شهر رمضان، بمساعدة مستشار التدخين في المسجد الذي كان يرتاد عليه، حيث كان شرطي المرور البالغ من العمر 36 عاماً يدخن ما بين 10 إلى 15 سيجارة يومياً لمدة 20 عاما.

 يقول أحمد "استطعت في بعض الأحيان التوقف عن التدخين لشهر كامل لكن في كل مرة أرى شخصاً يحمل سيجارة في يده أرغب بواحدة" "وكان يصل الإغراء في نهاية الأمر حداً كبيراً فأعود للتدخين ثانية". 

أصبحت زوجته تشعر بالقلق حيال صحته وكانت تريه مقالات في الجرائد عن سرطان الرئة والأمراض الصدرية.

يقول أحمد "لدينا طفلان وهي لا تريد تعريضهم لدخان السجائر لذا كنت أضطر للتدخين في الحديقة"

 

محاربة الرغبة الشديدة

 أخبر أحمد في عام 2005 صديقاً للعائلة برغبته في الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان.

 أضاف "لا يمكننا التدخين خلال النهار أي خلال وقت الصوم، لذا اعتقدت أنه إذا كان بإمكاني الإقلاع عن التدخين خلال النهار فلا سبب يمنع التوقف عنه تماماً في نهاية المطاف".

 نصحه صديقه بالتواصل مع أطباء محليين كانوا يديرون مجموعة لمكافحة التدخين تقدم الدعم لأشخاص يحاولون التوقف عن التدخين.

 كان هناك أربع إلى خمس جلسات أسبوعية في المسجد الذي يرتاده "أحمد" تضم أشخاصاً وقعوا على الالتزام بحضورها لمدة خمسة أسابيع، وكان يهاتف عامل الدعم كلما شعر برغبة للتدخين في فترات ما بين الجلسات.

يقول: "أحببت فكرة الإقلاع عن التدخين مع مجموعة من الأشخاص يمرون بنفس التجربة، وكان املااً رائعا أن أستطيع التحدث مع شخص يعرف ما أمرّ به" و"كان المشرف يقدم اقتراحات مختلفة لتخطي الأيام القليلة الأولى بعد 'تاريخ التوقف عن التدخين".

 

يصبح الأمر أسهل

 "كانت الأسابيع الأولى صعبة إن عدم تناول أو شرب أي شيء خلال النهار أمر صعب، ولكن كان عدم التدخين أمراً أصعب بالنسبة إلي".

 كان "أحمد" يمضع علكة نيكوتين كلما شعر برغبة في تدخين سيجارة في المساء.

 يقول: "التوقف عن التدخين ليس أمراً يمكنك الشعور بالفتور حياله"، "مرت لحظات قليلة في البداية كنت أقول لنفسي بأن تدخين عدة سيجارات لا يضر، لكن أدركت أني إذا استسلمت وأخذت واحدة، فسأعود لتدخين 15 سيجارة في اليوم بحلول نهاية الأسبوع ".

 وكان يذهب "أحمد" للجلوس في مقهى ويقرأ صحيفة  إذا شعر برغبة في التدخين خلال النهار حتى تزول الرغبة.

 يقول أحمد: "أعتقد أن السبب الرئيسي الذي مكنني في النهاية من التوقف عن التدخين هذه المرة هو أنني رغبت حقاً بذلك" "وقد أصبح الأمر سهلاً فعلاً بمرور الوقت، فاستطعت التوقف عن استخدام علكة النيكوتين بعد أربعة أسابيع وأنا فخور بأن أقول بأني لم أدخن منذ رمضان قبل عامين".

وأضاف "يمكنني الآن القيام بالتمارين الرياضية بذهن صافي ودون الشعور بإجهاد، حيث إنّ زوجتي فخورة بي حقاً ومن الرائع ألا أضطر للخروج أو الوقوف في البرد والمطر لأدخن".