طباعة

الدولة الفاطمية بدايته.. ومصر الأشهر في صناعته.. تعرف على أصل "فانوس رمضان"

الجمعة 12/05/2017 12:50 م

مي أنور العطافي

يعد فانوس رمضان، من أهم وأشهر رموز شهر رمضان، وهو جزء لا يتجزأ من زينة ومظاهر الاحتفال بقدوم الشهر المبارك، وما أن يهل الشهر المبارك، إلا وتخلع الشوارع عباءتها التقليدية لتزيين بالفونيس.

يرجع أصل الفانوس، للدولة الفاطمية بشكل بدائي، ولايزال المسلمون يتفننون في صناعته، حتى وصل إلى شكله الحالي.
 
أصل "الفانوس".

معنى وأصل كلمة فانوس، يعود إلى اللغة الإغريقية، التي تعني أحد وسائل الإضاءة، كما يطلق على الفانوس في بعض اللغات اسم "فيناس"، ويذكر أحد المؤلفين ويدعى الفيروز أبادي، مؤلف كتاب القاموس المحيط، إلى أن أصل معنى كلمة فانوس هو النمام؛ لأنه يظهر صاحبه وسط الظلام.

أول ظهور لـ"الفانوس".

ظهر الفانوس لأول مرة، في الـ"5" من شهر رمضان عام 358 هـ، مع دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلًا، إذ أمر القائد جوهر الصقلي، فاتح القاهرة، بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة، وهم يحملون الشموع؛ لإنارة الطريق أمامه، ولكي لا تتعرض الشموع للإطفاء لجأ الناس إلى وضعها على قاعدة من الخشب، واحاطتها ببعض السعف والجلد الرقيق، وهنا أعجب الخليفة بمشاهد الفوانيس التي يحملها المصريون، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الفانوس عادة رمضانية.

صناعة "الفانوس".

ازدهرت صناعة الفانوس، في عهد الحاكم بأمر الله في القرن 10 الميلادي، الذي أمر بألا تخرج النساء من بيوتهن ليلا، إلا إذا تقدمهن صبي يحمل فانوسا، كما أمر بتعليق الفوانيس على مداخل الحارات، وأبواب المنازل، وفرض غرامات، على من يخالف ذلك.

مصر الأشهر بصناعة "الفانوس".

وتعد مصر من أهم البلدان الإسلامية، التي تزدهر فيها صناعة الفوانيس، وهناك مناطق معينة مثل منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر، الغورية، ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب، من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس.

وانتقلت فكرة صناعة الفانوس، إلى أغلب الدول العربية، وأصبحت تقليدا من تقاليد شهر رمضان، لاسيما في دمشق، حلب، القدس، غزة، وغيرها.

ورغم أن صناعة الفوانيس صناعة موسمية، إلا أنها مستمرة طوال العام، إذ يتفنن صناعها في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة، وتخزينها؛ لعرضها للبيع في رمضان، الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة.

وظلت صناعة الفانوس تتطور عبر الأزمان، حتى ظهر الفانوس الكهربائي، الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلا من الشمعة.