طباعة

المعدن الأصيل للسيدة المصرية.. "سيدة التروسيكل وبائعة العيش".. نماذج لم تهزمهن الحياة

السبت 20/05/2017 11:36 ص

مي أنور العطافي

"الأسطورة"، وصف ظالم لسيدات مصر، في زمن أصبح هذا اللقب يوصف به المارة، تحدين الظروف، لطيب أصلهن وجوهر معدنهن، لم يطلبن المساعدة من أحد، بل نسجن من صحتهن أطوابًا؛ ليفرشوها تحت أقدام أبنائهم.

الست سعاد
منذ عشرين عامًا، والست سعاد تتنقل من عمل شاق لآخر، تجوزت الست سعاد، سيدة التروسيكل، سن الـ"16"، مثل العديد من بنات جيلها، من عامل لحام، بمنطقة شبرا الخيمة، أنجبت منه 6 أبناء، وهم محمود، محمد، حسام، إسلام، حبيبة، وإحسان.

وتروي الست سعاد، بوجه يجمله ابتسامة الأقوياء: "عندما بلغ ابني الأكبر 7 سنوات، أصيب زوجي بالعجز البصري، وأصبح بلا عمل، حينها كنت في الواحد والعشرين من عمري".

وتابعت، بعدما استرجعت جميع ملامح وجهها ذكريات الصعبة: "تحملت مسئولية البيت كاملة، وقررت أن أشتغل لأول مرة في حياتي".

وسردت الست سعاد، جميع تجاربها في العمل: "اشتغلت بائعة متجولة للخضار والفاكهة بس الفلوس ماكانتش بتكفي المصاريف، فقررت أن اشتغل في محل لبيع الفراخ وصبية جزار، وخدمة في البيوت، واشتغلت في رفع المون الأسمنت والحديد".

مضيفا: "أنا دلوقتي كبرت وبقى عندي 41 سنة، واستأجرت تروسيكل، حتى أستطيع أن أبيع الحلوى والمخبوزات أمام محطة مترو الزراعة، متابعة: "بصحى من 3 الفجر عشان أكون عند المخبز وألحق أحملها وأروح بيها عند المترو".

أم ياسمين
سيدة ثلاثينية، اضطرت، منذ 3 سنوات، أن تبحث عن عمل، بعد مرض زوجها، الذي جعله طريح الفراش، وبين يوم وليلة أصبحت هي المعيلة للبيت و4 أطفال.

بدأت أم ياسمين، حديثها: "مارديتش أطلع عيالي من المدارس أبدًا "، مضيفا: "في الأول جربت أفتح بقالة لكن خسرت فيها وطلعت منها بديون".

وتابعت: "أهل الخير قالولي روحي لجمعية رسالة، ولما روحت ووفرولي فرن وأنبوبة، وبقيت أعمل عيش وأبيعه".

واستكملت أم ياسمين حديثها، بروح أنهكت من التعب: "أختي جوزها مات وأيضًا تربي أبنائها الثلاثة، ودلوقت بقسم معاها لقمت العيش مابنا إحنا الاتنين، بعجن العيش في بيت في إمبابة وأبيعه في ميدان لبنان".

وأكدت أم ياسمين: "أنني لا أطلب أي شيء سوى أن أفرح بأبنائي، طالبةً من الله أن تستطيع سداد ديونها، قائلة: "بحلم أسدد الديون اللي عليا وأشوف ولادي أحسن الناس.. ربنا يفرجها".