طباعة

النفط والملف السياسي أبرز محادثات "سلمان وبوتن".. ورفض روسي للانضمام لـ"الناتو العربي"

الأربعاء 31/05/2017 02:33 م

عواطف الوصيف

زار الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، العاصمة الروسية موسكو، أمس، لنجد أحد أبرز قادة المملكة العربية السعودية يقوم بزيارة إلى روسيا، مما أدى إلى تقديم أستاذ العلوم السياسية غيفورغ ميرزايان، تحليل لهذه الزيارة، وأهم القضايا التي من الممكن أن تتعلق بالطرفين، ويمكن مناقشتها:

النفط
تركزت المباحثات الروسية السعودية التي جرت في موسكو، أثناء قيام الأمير سلمان بزيارتها، على التعاون في مجال النفط، والذي يعكس رغبة البلدين في المحافظة على استقرار أسعار النفط، مع العلم أن النفط يمثل مصدرا مهما، للدخل في كل من روسيا والسعودية، وتوصلت موسكو والرياض إلى ما سمّته وسائل إعلام عالمية، بالاتفاق لخفض إنتاج النفط للمحافظة، على استقرار أسعار النفط.

وأعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أثناء وجود الأمير سلمان في روسيا، عن تهيؤ فرص جديدة لتطوير التعاون الثنائي في مجال النفط.

وتتطلع الدولتان إلى تطوير التعاون الاقتصادي المشترك بشكل عام، ومن أجل ذلك، تنوي السعودية الإنضمام إلى مشروع تنمية منطقة في شمال غرب موسكو احتضنت "مطار توشينو" في وقت سابق

السياسة
ولا يمكن أن يشهد التعاون الاقتصادي تطورا إلا عندما يتطور التعاون السياسي، فأعلن الأمير سلمان عن وجود نقاط تفاهم بين موسكو والرياض، وهذا لا ينفي أن هناك نقاط خلاف أيضا. إلا أن الدولتين تسيران إلى تسويتها حسب ما ذكر الأمير سلمان.

وثمة نقطة من الصعب تسويتها، تتعلق بالأزمة السورية التي تتباين مواقف الدولتين منها وكيفية حلها، كما تختلف مواقف الدولتين تجاه إيران. والأغلب ظنا أن الهدف من اقتراح إنشاء "الناتو العربي" هو تضييق رقعة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

تشير كل الدلائل إلى أن الأمير سلمان ناقش إمكانية انضمام روسيا، إلى مشروع إنشاء حلف على غرار حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط، ووفقا للمعلومات المتوفرة لا تتحمس موسكو لقبول هذا الاقتراح، لأنها لا تريد أن يكون هناك أي نزاع بين روسيا وإيران.

محاولة أخرى لإقناع موسكو
ويُتوقع أن تبذل الرياض محاولة أخرى، لإقناع موسكو عندما يزور الملك سلمان بنفسه روسيا.

وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن اعتقاده بأن أول زيارة لملك السعودية إلى روسيا في تاريخ العلاقات الروسية السعودية، تحفز الدولتين على تطوير العلاقات، أما بخصوص انضمام روسيا إلى مشروع إنشاء الناتو العربي، وتغيير الموقف تجاه سوريا، فمن المشكوك فيه أن الزيارة المرتقبة، ستعطي دفعا في هذا الاتجاه.

موقف فريد
في الحقيقة، تتخذ روسيا موقفا فريدا في الشرق الأوسط، لكونها الدولة الأجنبية الوحيدة، التي تحافظ على علاقات عمل مع جميع دول المنطقة، ولا تنوي إعادة ترتيب المنطقة، ولا تطمح للعب دور الزعيم في المنطقة، وهو ما يمكّن روسيا من القيام بدور الوساطة، في الكثير من الأزمات التي تريد السعودية حلها.

وبالتالي فإن حاجة الرياض إلى موسكو لا تقل، بل ربما تفوق حاجة موسكو إلى الرياض.