طباعة

الآلاف يتظاهرون في شمال المغرب بعد اعتقال قائد مظاهرة ضد الفساد

السبت 03/06/2017 01:23 م

عواطف الوصيف

تظاهر عدة آلاف من الأشخاص في مدينة بشمال المغرب، مطالبين السلطات بالإفراج عن ناشط معتقل، لقيادته مظاهرات مستمرة منذ أشهر، ضد فساد وانتهاكات المسئولين.

ووقعت المظاهرات في وقت متأخر، من مساء أمس الجمعة، في مدينة الحسيمة، التي يتصاعد فيها التوتر منذ اعتقال الناشط ناصر الزفزافي الأسبوع الماضي، واتهامه بتهديد الأمن القومي، فضلا عن اتهامات أخرى.

والاضطرابات السياسية نادرة في المغرب، لكن الحسيمة تشهد احتجاجات منذ أكتوبر، بعد موت بائع سمك سحقا داخل شاحنة قمامة، أثناء محاولته استعادة أسماكه، التي صادرتها الشرطة.

وتجمع عدة آلاف في ميدان سيدي عابد، في الحسيمة، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، ورددوا هتاف: "الشعب يريد إطلاق المعتقلين" و"كلنا الزفزافي"، ووضع بعض المتظاهرين شريطا لاصقا على أفواههم، وربطوا أيديهم في إشارة رمزية للاعتقالات.


وحمل كثير من المتظاهرين أعلاما، تمثل منطقة الريف التي لها تاريخ من المعارضة، وأعلنت من قبل استقلالا لم يدم إلا فترة وجيزة بقيادة زعيم محلي من الأمازيغ، في عشرينات القرن الماضي خلال الحرب مع القوات الإسبانية المستعمرة.

ونشرت السلطات عددا كبيرا من رجال الشرطة، في أنحاء المدينة والميدان وقال متظاهرون إنها منعت احتشاد المزيد من المحتجين.

وفي مدينة إمزورن المجاورة، أطلقت الشرطة، قبل ذلك بساعات، مدافع المياه لتفريق مئات المتظاهرين، ممن اشتبكوا مع قوات الأمن ورشقوها بالحجارة، وأصبح مقتل محسن فكري بائع السمك رمزا للإحباط من الانتهاكات، التي يرتكبها المسئولون وأعطى دفعة لحركة 20 فبراير التي نظمت مسيرات مطالبة بالديمقراطية في 2011، مما دفع الملك محمد السادس إلى التخلي عن بعض سلطاته.

وقال سليمان بن قادر، الذي قال إنه عرف بائع السمك خلال عمله في الميناء: "لم نتخيل مطلقا أن يصل موت فكري لهذه المرحلة، الناس غاضبون".

وفي حين وجه المتظاهرون في احتجاجات الحسيمة بعض الغضب نحو "المخزن"، وهي المؤسسة الملكية الحاكمة، فإن اضطرابات شمال المغرب، لم تستهدف الملك مثلما حدث في 2011، لكن اضطرابات الحسيمة ومنطقة الريف تأتي، في وقت حساس بالنسبة للمغرب الذي يقدم نفسه على أنه نموذج للاستقرار، والإصلاح المستمر وملاذا آمنا للاستثمارات الأجنبية، في منطقة يعصف بها عنف المتشددين.