طباعة

"العيدية" أحد أهم طقوس العيد.. بدايتها وأصلها وبدائلها.. و"الفلوس الجديدة" أهم ما يميزها

الجمعة 23/06/2017 09:33 م

مى مصطفى

ساعات قيله ونستقبل أول ايام عيد الفطر المبارك ادامه الله علينا باليمن والخير والبركات ومن أبرز مظاهر عيد الفطر فى الدول العربية هى "العيديه "والعيدية هي عبارة عن مبلغ مالي يتم توزيعه علي الأطفال أيام العيد ويعتمد المبلغ المادي علي عمر الطفل والقدرة الاقتصادية لمن يوزع العيدية وكان الأطفال في السابق يلبسون الملابس الجديدة ويطوفون الاحياء والبيوت ويعودون بعد ذلك للمنزل يعدون ما جمعوه من عيديه، وترجع اصول هذه العادة الى عصر الفاطميين حيث ان العيدية لفظ اصطلاحي أطلقه الناس علي كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في موسمي عيد الفطر، وعيد الأضحي كتوسعة علي أرباب الوظائف، وكانت هذه العيدية تعرف بـ الرسوم في أضابير الدواوين، ويطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف، وإذا كنا نقدم لصغارنا عيدية العيد هذه الأيام.

فإن الفاطميين قد حرصوا علي توزيع العيدية مع كسوة العيد خارجا عما كان يوزع علي الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية، وعندما كان الرعية يذهبون إلي قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلي أحد أبواب قصر الخلافة، وقد أخذت العيدية الشكل الرسمي في العصر المملوكي، وأطلقوا عليها الجامكية، وكانت تقدم العيدية علي شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية، ويحيط به الكعك والحلوي، وتقدم العيدية من السلطان إلي الأمراء وكبار رجال الجيش، وتقدر العيدية حسب الرتبة التي تقدم لها.

والفاطميين أطلقوا اسم عيد الحلل علي عيد الفطر المبارك، حيث كانوا يتولون كساء الشعب، وخصصوا لذلك16 ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك، وذلك في عام515 هـ، أما بالنسبة للكعك فقد تم تخصيص عشرين ألف دينار، وتم إنشاء دار حكومية في العصر الفاطمي تحت اسم دار الفطرة التي كانت تعمل منذ شهر رجب حتي النصف من رمضان، وتستخدم مقادير هائلة من الدقيق والعسل والفستق المقشور، وكان أكثر من مائة عامل يتولون صنع الكعك.

فى أول أيام العيد كان الوزير الفاطمي او المملوكي يسير يوم العيد من منزله ومعه كبار رجال الدولة في ملابسهم الجديدة الي باب القصر ويظهر الخليفة في موكب مهيب وتكون ملابسه في العيد بيضاء موشاة بالفضة والذهب ومظلته كذلك وكان يخرج من باب العيد علي عادته في ركوب المواكب الا ان عساكره في هذا اليوم من الأمراء والأجناد والركبان والمشاة تكون أكثر عددا، وينتظم الجند للخليفة في صفين من باب القصر الي المصلي ويركب الخليفة الي المصلي ويدخل من شرفتها الي مكان يستريح فيه فترة ثم يخرج محفوفًا بحاشيته قاصدًا المحراب والوزير والقاضي وراءه فيصلي العيد.

فإذا انتهت الصلاة وسلم صعد المنبر لخطبة العيد فإذا انتهى الى ذروة المنبر جلس على الطراحة الحريرية بحيث يراه الناس ويقف أسفل المنبر الوزير والقاضي والحاشية ثم يشير الخليفة الي الوزير بالصعود فيصعد الي سابع درجة مقدمًا الي الخليفة نص الخطبة التي أعدها ديوان الإنشاء وسبق عرضها علي الخليفة.

ويبدأ الخليفة في قراءة النص الذي قدم له فإذا فرغ من الخطبة هبط من المنبر ودخل المكان الذي خرج منه يلبث قليلا ثم يعود بموكبه ويحضر مع افراد الشعب موائد الولائم المختلفة.

وفي العصر العثماني اخذت العيدية اشكالًا اخري حيث كانت تقدم نقودًا وهدايا للأطفال واستمر هذا التقليد الي العصر الحديث
ومن ثم اتخذها الآباء والأجداد بعد ذلك عاده متعارف عليها بالعيدين لتضفي على العيد لونا جماليا كبيرا يحمل معه الفرحة والبسمة وخاصة التي نراها على شفاه الأطفال.

وتعد العيدية من أهم مظاهر العيد في مصر وتضفي على أجواء العيد جمالا وروعة الصورة تكمن في روح المحبة والألفة والتواصل الذي يشيعه أطفال الحي وفي البيوت وفي اجتماعهم مع بعضهم وتوادهم مما يعطي الانطباع بمدى ما يعيشه المجتمع ككل من تواد وتراحم وتحاب وتعارف.

فالعيدية أحد المظاهر الهامة التي مازالت محتفظة بأصالة وجودها منذ القدم حتى الآن حيث تجد أن الغالبية من رجال ونساء مجتمعنا يحرصون على صرف المبالغ المالية على الأطفال واحيانا ينال الكبار نصيبا من تلك العيدية لتضفي الكثير من الفرحة على الجميع ولكن لم تعد ( الفلوس الجديدة) وحدها فقط هي التي يتم توزيعها فقد اصبح للعيدية معان متعددة في الوقت الحالي
حيث اصبح للعيدية اشكالا اخى غير تقديم المال فالبعض يقدم هدايا رمزيه الى من يحبوهم احتفالا بقدوم العيد فعلى سبيل المثال العيدية تلجأ بعض الفتيات على معايدة والدتها وصديقتها بهدايا ثمينة معبرة بذلك عن المحبة لهما حيث تقوم بشراء زجاجة من العطر الثمين وتقدمها لوالدتها وتهتم بتغليفها بغلاف جذاب وتكتب عليها كلمات رقيقة عن العيد وفرحة العيد اما صديقتها فتحرص على إهدائها باقة من الزهور والحلويات المغلفة وذلك تعبيرا عن المحبة والفرح بيوم العيد وبذلك تعتبر بعض انواع الهدايا بمثابة العيدية في يوم العيد.

كذلك بعض الاطفال لا يقدرون قيمة هذه العيدية ويفضلون من ابائهم شراء العاب لهم عن اعطائهم هذه العيد لذلك وفى النهاية قد يختلف الناس فى شكل العيدية من المال الجديد او الهدايا القيمة الا ان الجميع فى النهاية يشتركون فى فرح وبهجه العيد بما يسعدهم