طباعة

"المواطن" ينشر بالتفاصيل.. دعائم الإلحاد وبداية ظهوره بمصر

الجمعة 11/08/2017 10:49 ص

مي أنور العطافي

يأخذ الملحد موقف معاكس لاتجاه المؤمن بنفس الحسم والجدية، إذ يعتمد المؤمن على أن لابد أن يكون لهذا الكون الذي يعمل بدقة وتعقد صانع مبدع فليس من الطبيعي أن ينشأ هذا الكون البديع المحكم من العدم، وفي الجانب الآخر يتسلح الملحد بالتفسيرات والنظريات العلمية التي توضح وتظهر حقيقة نشأة هذا الكون وظهور الإنسان معتمد على ذلك بنظرية الانفجار الكبير أو نظرية الطور، وهما من أشهر النظريات التي يعتمد عليهم الملحد في ردوده.

وينهل الملحد من علمين وهما الفيزياء والأحياء متسلحًا بهما لفهم حقيقة هذا الكون، معتبرًا أن كل الأديان ما هي إلا خرافة وأساطير غير منطقية، ورغم إيمان الملحد بالمادة والعلم فقط، إلا أنه يقف حائرًا أمام كيفية حدوث الانفجار الكبير أو ما هو مصدر المادة الأولى. 

الإلحاد في مصر

قال الدكتور أشرف السويسي أستاذ مقارنة الأديان بجامعة امستردام، في ندوة ببيت السناري، إن الإلحاد مذهبًا فلسفيًا بلغ ذروته في الماركسية التي هيمنت على أحزاب وحكومات أوروبا.وأضاف السويسي أن الإلحاد لم يظهر في مصر إلا في عام 1937 على يد الدكتور إسماعيل أدهم، عندما أصدر كتاب بعنوان لماذا أنا ملحد، كشف فيه عن إلحاده.

درس إسماعيل أدهم وعاش في الاتحاد السوفيتي، حيث تبنى الفكر الماركسي، وقابله علماء المسلمون بردود راقية ولم يكفره أحد ولم يهدرون دمه، ومات "أدهم" منتحرًا على شاطئ الإسكندرية عام 1940.

ويرى "السويسي" أن الحوار مع الملحد لابد أن يكون نقاشًا بالحسنى، وذلك لأن الإيمان والإلحاد موقف إيمان فأحدهما يؤمن بوجود الله والآخر لا يؤمن بوجوده.

الأزهر في مواجهة الفكر الإلحادي

قال مفتي الديار المصرية السابق، الدكتور علي جمعة، في تصريحات صحفية، إن قد أوضحت دراسة أجراها الأزهر الشريف على 6 آلاف شاب، أن بينهم 1203% ملحدين، وأرجع "جمعة" الوصول إلى هذه النسبة نتيجة لتقصير الأزهر، مؤكدًا وجود 56سببًا لإلحاد الشباب المصري. 

بينما أرجع بعض مشايخ الأزهر إلى أن تراجع الأعمال الدعوية الدينية، وتصرفات السلفيين والمتصوفين، والتصرفات التي تنتهجها جماعة "الإخوان" هي ضمن انتشار الإلحاد بمصر.

كما أن لوسائل الاتصال الحديثة مثل مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت الفرصة لتواصل مع أصحاب الفكر الإلحادي، موضحين أن الشباب لآن ليس لديه تكوين معرفي ديني لمواجهة التشكيك.

ويرى مجمع البحوث الإسلامية أن المسئولية تقع على عاتق جميع المؤسسات المعنية بالتثقيف وتنمية الفكر، حيث يواجه الشباب العديد من التحديات الفكرية نتيجة للانفتاح التكنولوجي الكبير، حيث أصبح الاتصال وتبادل الآراء والأفكار متاحًا بأي شخص في مكان من العالم الأمر الذي يفتح ثقافات الشعوب على بعضها، فينهل الشباب غير الواعيين منها دون الأخذ في الاعتبار أنه مناسب أو غير مناسب.