طباعة

لقاء "شكري" و"لافروف" يفتح ملفات الدفء بين مصر وروسيا.. والبرلمان: كلمة السر في عودة السياحة

الأربعاء 23/08/2017 11:59 ص

شروق ايمن

في إطار حرص الحكومة المصرية على الموازنة بين علاقاتها بدول الكتلة الشرقية والغربية، وبحث الأزمات بين كافة الدول لإيجاد طرق سليمة لحلها، استئنف وزير الخارجية سامح شكري، جولة أوربية منذ أيام لروسيا الاتحادية، واستونيا وليتوانيا، وذلك تعزيزًا للعلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية مع الدول الثلاث.

وبدأ "شكري" جولته، بلقاء "سيرجي لافروف" وزير خارجية روسيا، وسلمه رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الروسي "بوتين"، وذلك حرصًا من الرئيس على تقوية العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين، واستمرارا للتعاون بينهم.

ونظرًا لأهمية ملف السياحة المصرية الروسية المستهدف من قبل بعض الدول، والتي كانت متسببة في عملية إسقاط الطائرة الروسية لتخريب العلاقات بين البلدين، كان هدف هذا اللقاء هو العمل على استئناف الطيران الروسي للقاهرة في المقام الأول، ولأهمية هذا الملف رصد موقع "المواطن"، آراء بعض السياسيين والبرلمانيين حول أهمية اللقاء للدولة المصرية.

"في إطار المصالح المصرية الروسية"
أكد اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن اجتماع سامح شكري وزير الخارجية، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس، يحل نقاط كثيرة من العلاقات بين مصر وروسيا، ويُعد دليلًا على عدم وجود أي خلافات بين البلدين.

وقال "عامر"، في تصريح خاص لـ"المواطن"، إن هذا الاجتماع جاء تمهيدًا لتشغيل خط الطيران الروسي للقاهرة، بالإضافة إلى أنه سيؤثر بشكل كبير على مفاعل الضبعة النووي الذي وقع عقده مصر وروسيا، مشيرًا إلى أن اللقاء يأتي في إطار المصالح المصرية الروسية المتبادلة.

وأوضح رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، أن لقاء وزيرا خارجية البلدين لن يؤثر على علاقة مصر بواشنطن، متابعًا "مصر تحاول الحفاظ على علاقات متوازنة بينها وبين أمريكا وروسيا ومعظم قوى وبلدان العالم".

"كلمة السر" لعودة الطيران الروسي للقاهرة
قال طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن ملف السياحة الروسية كان أحد الملفات التي كانت مُمنهجة في عملية تخريب العلاقات بين مصر وسوريا بإسقاط الطائرة الروسية، ولكن العلاقة لم تضرر، في حين أن روسيا أصدرت قرار بتعليق السياحة لقلقها من استهداف رعاياها الروس مرة أخرى.

وأضاف "الخولي"، في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن لجنة العلاقات الخارجية استشفت أن قرار تعليق السياحة الروسية سياسي ومتعلق ب فلاديمير بوتين، رئيس الدولة الروسية، مشيرًا إلى أن بوتين كان يرى استهداف الطائرة عملية مخابراتية بسبب التدخل الروسي في سوريا.

وأكد أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن مشاورات سامح شكري وزير الخارجية، مع نظيره الروسي في اجتماعهما أمس الاثنين، تأتي في إطار الحل السياسي لهذا الأمر، متابعًا "التعاون بين مصر وروسيا مازال مستمر في كافة المجالات، ويوجد تفاهم مصري روسي واضح في ملف سوريا، بالإضافة إلى استمرارية التعاون العسكري، والتعاون الاقتصادي الذي جاء أبرزه مفاعل "الضبعة" النووي."

وأشار "الخولي"، إلى أن العلاقة المصرية الأمريكية اختلفت في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث شهدت تقارب بعد فترة من الجفاء في عهد أوباما، مضيفًا أن مصر تحاول الموازنة بين علاقاتها الدولية بين أمريكا وروسيا، وبين الكتلة الشرقية والغربية، معتقدًا أن تلك هي السياسة السليمة لأن الخطأ في الماضي كان بسبب اعتماد مصر على علاقات واحدة مع جانب الكتلة الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.

"خطوة لتمهيد عودة الملاحة المصرية"
قال العقيد أيمن عبد الله، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إن اللقاء المصري الروسي الذي تم بين سامح شكري، وزير الخارجية المصري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، خطوة على الطريق لتمهيد عودة الملاحة المصرية الروسية، مؤكدًا أن السياسة الخارجية المصرية تسعى إلى تحسين العمل المصري والسياسة على المستوى العالمي.

وأضاف "عبد الله"، في تصريح خاص لـ"المواطن"، "نحن ندعم قواعد الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب والخروج عن القانون والشرعية، ولن نتغاضى عن أي شيء يخص مصر في سبيل وجود ملاحة مشتركة بيننا وبين أي دولة، فيجب أن يكون في صالح الدولة المصرية أولًا".

وأوضح عضو لجنة الطاقة بالبرلمان، أن محطة الضبعة النووية التي وقع على عقدها مصر وروسيا، أمر مُنتهي ودخل الآن حيز التنفيذ، مشيرًا إلى أن تدخل روسيا كان مجرد خبرة حاضرة ليس إلا.

وأكد "عبد الله"، أنه لا يوجد خلاف بين مصر وروسيا في العلاقات على المستوى الدولي أو السياسي، ولكنها مقتضيات تأمين، فكل دولة من حقها الحرص على سلامة وأمن رعاياها.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن العلاقة بين مصر وروسيا لن تؤثر على علاقتنا بأمريكا، متابعًا: "تلك سياسات دول وليس أفراد، فكل دولة مستقلة بسيادتها وعلاقتها مع الآخر بصرف النظر عن علاقة الآخر بالغير".