طباعة

تركيا في مهب الريح.. ألمانيا تعاقب "أنقرة" وتدرجها ضمن الدول المعادية لها وتوقف تصدير السلاح

الأربعاء 13/09/2017 12:18 م

عواطف الوصيف

قررت ألمانيا أن تتخلى عن تركيا وأن تتركها في مهب الريح، وربما تتوالى المفاجآت واحدة تلو الأخرى، لنجد العديد من الدول الأوروبية الأخرى، تقرر الوقوف ضدها، خاصة وأن مطالبات ألمانيا الآن تصب في بوتقة محددة وهي أنها تدرس عملية إدراج أسطنبول على قائمة الدول التي تشكل خطورة عليها.

لا شك أن القرار الألماني الأخير، حاصر تركيا وجعلها تتخبط، ما يجعلها تفكر في وضع استراتيجية جديدة، لتحديد مسارها في المستقبل، وفي نفس الوقت نجاح يصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيتضح خلال السطور المقبلة.

رفض تركيا كشريك:

أعلن أعضاء الاتحاد الأوروبي مسبقا رفضهم لفكرة انضمام تركيا معهم كعضو، وكانت حجتهم هو أن تركيا دولة تتعمد انتهاك حقوق الإنسان، وتقوم ببعض الممارسات غير المقبولة بأي شكل من الأشكال ضد مواطنيها، وهو ما نفته أنقرة مرارا بل ورفضته أيضا.

ألمانيا الحليف الأهم:

كانت ألمانيا بمثابة حليف قوي لتركيا، حيث أكدت وقوفها معها وأنها مؤيدة لها ولإنضمامها كعضو في الاتحاد الأوروبي، علاوة على أنها أعربت عن رفضها لكل المزاعم التي يحاول دول الأعضاء ترويجها، فيما يتعلق بأنها تتعمد اختراق القوانين الدولية وتنتهك حقوق الإنسان.

ألمانيا تدعم تركيا:

وأعربت ألمانيا عن دعمها ووقوفها في مصلحة تركيا، في الوقت الذي وقفت فيه ضدها كل دول الاتحاد الأوروبي، حيث أكدت أن كل ما يشاع عنها من ممارسات انتهاك لحقوق الإنسان لا تزيد عن مجرد مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة، مؤكدة أنه حال انضمام تركيا للاتحاد ستكون في صالحه كونها دولة ذات قوة، ولأن لديها قدرات حقيقية وفي انضمامها فوائد عديدة.

من جانبه أكد وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابرييل، أن اتهامات الاتحاد الأوروبي لتركيا سابقة لأوانها وتستحق الدراسة أولا.

ألمانيا تفاجيء الجميع:

لا شك أن دعم ألمانيا لتركيا، يعد أمرا غريبا ومفاجئا للعديد من الأطراف، فهي ببساطة وقفت بجانب دولة تعي جيدا أن كل ما قيل حولها والذي يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان صحيح، فمعتقلات تركيا مكتظة بالآلاف من الشباب فقط لكونهم يعارضون الرئيس رجب طيب أردوغان، ومن الممكن أن نتخيل كم الانتهاكات التي يتعرضوا لها خلف القضبان، هذا بجانب ما يتعرض له الأكراد، من عمليات تنكيل من قبل السلطات، والتي تجبرهم على ترك أراضيهم والنزوح عنها، ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول ألمانيا، خاصة وأن تصرفات تركيا سجلتها وأكدتها العديد من المنظمات الدولية والحقوقية.

الإسلام فوبيا:

من الصعب أن يكون رفض ممثلي الاتحاد الأوروبي، لتركيا كعضو معها سببه تأثرها لما يواجهه المواطنين الأتراك من انتهاكات أو ما يواجهه الأكراد، وإنما الأزمة الحقيقية تكمن في أنهم يخشون من فكرة "الإسلام فوبيا"، وإحتمالية أن تتمكن تركيا من فرض سيطرتها كدولة إسلامية على الاتحاد الأوروبي، لذلك يتطرق للأذهان، هل لم تبالي ألمانيا بفكرة هيمنة الإسلام التي تخشاها دول الاتحاد الأخرى؟، أم أن لها مصالح مع تركيا ستعمل على تطبيقها برغم أي عوامل أخرى؟.

ألمانيا تنتقم لنفسها:

يعد قرار ألمانيا بوقف تصدير أي أسلحة لتركيا، بمثابة قلب للطاولة في وجه تركيا، ومؤكد أن ذلك بسبب عدم اهتمامها أو إكتراثها لشأن المواطنين في تركيا، وإنما انتقامًا وثأرا لنفسها، حيث قامت الحكومة التركية بوقف 2 من المواطنين الألمانيين، بحجة أن هناك أسبابا سياسية، تلك الخطوة التي اعتبرتها ألمانيا صفعة ضدها، فرأت أنه يستلزم الرد عليها، بوقف تصدير أي أسلحة لها، معلنة أن السبب وراء هذا القرار، هو أنها تدين الانتهاكات التي تمارسها حكومة أسطنبول ضد مواطنيها والأكراد.

روسيا تتحدى ألمانيا

أصدرت روسيا قرارا اليوم بأنها تنوي، عقد اتفاق عسكري مع تركيا وأنها تنوي أيضا تصدير منظومات الدفاع الجوي "إس-400"، كونها ترى في ذلك تعزيزا ودعما لمصالحها الجيوسياسية في المنطقة.

وبات مؤكدا أن تركيا خسرت حليفا قويا مثل ألمانيا، كانت ستتيح لها فرصة حقيقية للدخول إلى الإتحاد الأوروبي ونيل عضويته، لكنها الآن كسبت حليف أقوى في المنطقة وهو روسيا، التي تمكنت من لفت الأنظار لها، بعد أن أصبحت قادرة على فرض سيطرتها وأصبحت ذات قرار يؤخذ به فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا.

ويعد السبب الذي يجعلها أقوى هو علاقاتها التي أصبحت مدعومة مع كوريا الشمالية، وطهران، والسؤال الذي يستلزم طرحه الآن والتفكير فيه، هو هل كان لتخلي ألمانيا عن تركيا مصلحة لها، لأنها اكتشفت موسكو، التي من الممكن أن تكون سبب في ترسيخ فكرة الإسلام فوبيا من قبل تركيا، التي يخشاها الإتحاد الأوروبي، والعالم أجمع منذ فترة طويلة.