طباعة

مواجهات كركوك.. فرصة ذهبية في يد الشيطان لإزاحة إيران من الطريق

الثلاثاء 17/10/2017 05:54 م

عواطف الوصيف

نتنياهو وكركوك

شهد اليوم الثلاثاء، سلسلة من الأحداث، ربما يكون كل واحدًا منها في مكان بعيد الأخر، لكنها في حقيقة الأمر، عبارة عن سلسلة مترابطة الحلقات.

أحداث كركوك وعلاقتها بالأكراد..

شهدت كركوك في العراق اليوم، تطورات ملحوظة حيث سلسلة من الاشتباكات بين القوات العراقية، وقوات البيشمركة، مما أدى في النهاية إلى وضعها تحت وطأة وسطرة القوات العراقية، وهو ما أثار حالة من الغضب الشديد لدى الأكراد، لأنهم أعتبروا أن القوات العراقية، قد وضعت خطط لكي تمنعهم من فرض سيطرتهم عليها، لكن أكثر ما يلفت الانتباه، هو أن الأكراد وجهوا إتهامات مباشرة ضد إيران بالتحديد، واعتبرتها عامل رئيسي، فيما شهدته كركوك اليوم.

هجوم إسرائيل على إيران..

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم في اللقاء الذي أجراه مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو أن إسرائيل لن تقبل أو تسمح باستمرار التواجد الإيراني في سوريا، أو أنها تنمي من قدراتها العسكرية هناك، وذلك بالطبع لأنها تخشى على هضبة الجولان، التي تفرض سيطرتها عليها.

رسالة السودان لأكراد العراق..

دعا الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض، أصحاب فكرة الانفصال التي كرس لها الاستفتاء في إقليم شمالي العراق، دعاهم لأخذ العبرة من انفصال جنوب السودان عن الوطن الأم، ووصف هذه الخطوة ب"الخاطئة والخطيرة للغاية".

وتابع المهدي في تصريحات رسمية: "أعتقد أن أكراد شعب لديه قضية، ويريدون أن تكون لديهم هوية ثقافية معترف بها، ويرون أن لديهم مشكلة، لكن الانفصال ليس الحل".

المقصود..

ليس المقصود هو محاولة سرد لأهم الأحداث التي جرت اليوم، ولكن هناك ما يشبه الترابط بين هذه الأحداث، على الرغم من أن كل واحد منهم في مكان مختلف عن الأخر، وهو ما يحتمل أن يؤثر على الأوضاع في المنطقة خلال المرحلة المقبلة، وهو ما سنحاول توضيحه سيدي القاريء.

أكراد إيران..

يعرف عن الأكراد في إيران، أنهم مصنفون كمواطنون من الدرجة الثانية، كما أنهم يعانون من الحرمان الإقتصادي ولا يتمتعون بأيا من الإمتيازات التي يتمتع بها السكان الأصليون، وهو ما لم تداركه طهران، حيث خرج المئات من أكراد إيران، في مختلف شوارع وميادين إيران، يطالبون بالاستقلال على خلفية أكراد العراق، وبسبب معاناتهم ولأنهم على يقين من أن إيران لن تسمح لهم بالإستقلال خوفا على مصلحتها في المنطقة، فمن الممكن أن يصدقوا مزاعم إخوانهم في كركوك، من أنها ساعدت القوات العراقية حتى لا تزيد سيطرة الأكراد على العديد من المناطق في العراق.

استغلال إسرائيل للفرص..

ترى إسرائيل أن إيران واحدة من أهم الدول المعادة لها في المنطقة، وأنها تهدد أمنها وسلامتها، وتشكل خطورة عليها، وهو ما بات واضحا اليوم بعد التصريحات التي أدلى بها بنيامين نتنياهو لوزير الدفاع الروسي، التي أكد فيها رفضه للتواجد الإيراني في دمشق، لذلك من الممكن أن تستغل الفرصة، وترسخ في عقول الأكراد في طهران، فكرة أنها وراء ما واجهته كركوك، لكي يثوروا ضدها أكثر، ويكونوا هم السبب وراء زعزعة استقرارها في المنطقة.

رؤية استباقية..

تعد الدعوة التي وجهها الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي السوداني، للأكراد، والتي أختتمها بالتأكيد على أن ما يحدث من عمليات إنفصال واستفتاء وغيرها، يصب في مصلحة إسرائيل في المقام الأول، هو بمثابة رؤية استباقية منه، كما أنه يؤكد على أنها سوف تستغل الموقف وستعمل على إثارة الأكراد، وحينها ستكون طهران قد سقطت بالفعل، بفعلها ولكن بطريقة غير مباشرة.

الخلاصة..

يستوجب أن ننتبه أن ما تواجهه المنطقة الأن، من توترات ورغبة في الانفصال هو تهديد كبير، لأنه وببساطة يصب في مصلحة إسرائيل، لأنها معروفة باستغلال الفرص، وما نشهده الأن أيضا هو ما أعلنته الأحزاب الكردية من رغبة في التوحد قبل الدخول في أي مفاوضات مع الحكومة السورية، وهو ما يهدد مصير هضبة الجولان، لأن وببساطة سيكون من الصعب على القوات السورية أن تحارب في أكثر من جبهة خاصة وأن هناك محاولات لإعادة هيكلة دمشق بعد ما حل بها من خراب.