طباعة

سفير مالطا بالقاهرة يكشف الأسرار التاريخية لدولته في "عالم المعرفة

الأربعاء 15/11/2017 11:45 م

آية محمد

تشارلز سلطانه

كشف سفير مالطا بالقاهرة تشارلز سلطانه، العديد من الأسرار التاريخية لبلاده في حديثه للبرنامج الإذاعي عالم المعرفة، الذي يقدمه الدكتور عمرو مبروك والدكتورة نجلاء نجيب على موجات الراديو المصري، وتطرق السفير للعديد من الملفات التاريخية والثقافية والاقتصادية.

وتحدث السفير عن بلاده قائلا إنه "رغم صغر حجمها إلا أن موقعها الجغرافي في جنوب أوروبا بالبحر المتوسط جعلها ذات موقع استراتيجي وعلى طريق هام للتجارة، فأصبحت مطمعا لقوى عديدة تتالت على التواجد بها من فينيقين ورومان وعرب مسلمين ونورمان وأراجون وفرسان الاستشارية أو فرسان سان جون الذين اتوا اليها بعد طردهم من عكا علي يد خليل ابن قلاوون، فاستقروا بها بعد شتات في كريت و قبرص".

وأضاف: "فرسان سان جون استقروا بها حتى تم طردهم من الجزر على يد نابليون بونابرت الذي قام باحتلال مالطا وهو في طريقه لغزو مصر و نهبت جيوشه ثروات فرسان سان جون التي استقرت في قاع البحر أمام أبو قير بعد تدمير أسطول نابليون".

وحكى سفير مالطا العديد من القصص التاريخية عن بلاده خلال هذه الفترة التي شهدت هزيمة نابليون النهائية وانهيار امبراطوريته ليحتل بعدها الإنجليز مالطا حتى إعلان استقلالها في عام 1964.

يذكر أن السفير سلطانه يحمل درجة الماجستير في العلوم السياسية والقانون وخدم في سفارات بلاده في بلجيكا واستراليا وكندا وكسفير في الكويت وهو الآن سفير لبلاده في القاهرة وسفير غير مقيم في السودان وإثيوبيا.

وتابع: "العرب المسلمون أثروا في لغة السكان بحيث ان 75% من اللغة المالطية هي اللغه العربيه، و فرسان سان جون انخرطوا في عمارة الجزيرة حيث قاموا بنشر العديد من أشكال العمارة القوطية والباروك في 365 كنيسة بنيت في كل أنحاء الجزر، من جهة أخرى، اتخذ البريطانيون من مالطا ميناء استراتيجي لأسطولهم في المتوسط و جعلوا الشعب المالطي كله يتحدث الانجليزيه بطلاقة".

وعن اقتصاد مالطا وتجربتها الناجحة، قال السفير تشارلز سلطانة "بعد الحرب العالمية الثانية، خرج اقتصاد مالطا منهكا، حيث أعلنت استقلالها في عام 1964 لكي تقع في أزمة اقتصادية مدمرة دفعت سكان مالطا إلى الهجرة حتى أن عدد من يعيش في المهجر ومن أصول مالطية أكثر ممن يعيش في داخل البلاد وخاصة في استراليا وكندا وأمريكا وبريطانيا وكانت الحكومة تشجع علي الهجرة و تمنح المهاجرين حوافز، خاصة ان كثير منهم كانوا يرسلون نقود لأقاربهم في البلاد".

وواصل قصصه التاريخية قائلا "استمر هذا الحال حتى أوائل الثمانينات عندما بدأت الثورة السياحية في مالطا التي أصبحت نقطة جذب للسائح البريطاني نظرا للجو الرائع والشواطئ الجميلة و اتقان شعبها للغة الإنجليزية ومع وصول السائح الألماني في التسعينات بدأ الشعب في تعلم الألمانية فازداد الإقبال السياحي كما بدأ الاهتمام بميناء فالتا وأصبح ميناء هاما لنقل وتجارة الحاويات".

وعن التجربة الاقتصادية لمالطا، كشف تشارلز سلطانة أن مالطا شهدت تحسنا كبيرا في قوانين الاستثمار وأصبحت نقطة جذب للمستثمرين خاصة بعد انضمامها للاتحاد الأوروبي ورغم صغر حجمها تولت رئاسة الاتحاد في أحد دوراته، كما أنها في العام القادم ستصبح عاصمتها فاليتا عاصمة للثقافة الأوروبية من يناير حتى يونيو 2018، وستستضيف فعاليات فنية وموسيقية و مسرحية وستكون العاصمة الزاخرة بمبانيها الأثرية الرائعة، وانتهز السفير تشارلز سلطانة الفرصة ووجه الدعوة المصريين لزيارة بلاده خلال هذه الفترة، خاصة أن الكثير من سكان مالطا كانوا يعيشون في مصر في القرن التاسع عشر والعشرين، حيث عملوا بالتجارة في الاسكندرية وبورسعيد والقاهرة.