طباعة

سفير فلسطين في حوار مفتوح مع "المواطن": من يقف في طريق الوحدة الآن خائن.. وتراجع ترامب وارد بشروط

الأربعاء 06/12/2017 11:48 م

أحمد زكي

الدكتور بركات الفرا سفير فلسطين السابق في القاهرة

أثار القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس موجة من الغضب الرسمي والشعبي في الشارع العربي، بالإضافة إلى ردود فعل عالمية واسعة النطاق عبرت في مجملها عن رفضها للقرار الأمريكي أحادي الجانب.

بوابة "المواطن" الإخبارية رصدت ردود أفعال الشارع السياسي الفلسطيني والعربي، وأجرت حوارًا مع الدبلوماسي الفلسطيني بركات الفرا، سفير فلسطين في جمهورية مصر العربية.

-كيف ترى قرار ترامب وما مدى خطورته؟
-القرار طائش وأرعن، لا يمكن تفسيره في خارج سياقه التاريخي الذي يوضح مدى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، أما خطورة القرار فتكمن في اعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، وهو ما يتنافى مع الثوابت الوطنية الفلسطينية، كما يقوض حل الدولتين الذي أقرته كافة المواثيق الدولية

-لماذا أقدم ترامب على هذا القرار الآن؟
-لا يخفى على أي منصف أن الولايات المتحدة تقدم الدعم الكامل لإسرائيل، ولا تتوانى عن مساندتها في أي لحظة، ولذا اختارت ظرف تاريخي مناسب جدًا، لا توجد فيه دولة عربية واحدة لا تعاني من وجود مشاكل داخلية، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الدول لا توجد بها حكومات ثابتة مستقرة مثلما يحدث في اليمن وغيرها.

-كيف يمكن مواجهة هذا القرار عربيا؟
-جامعة الدول العربية أعلنت عن اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يوم السبت المقبل، ونأمل من الله ان يتمخض عن قرارات قوية تساعد في اجبار الرئيس الأمريكي على التراجع عن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

-هل هذا الاجتماع كاف لتحقيق الهدف؟
-نأمل أن يقرر الاجتماع عقد قمة عربية طارئة تتبني توجه قوى يشعر الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل بخطأ وخطورة القرار الخاطئ الذي أقدم عليه ترامب، وأن يتمخض عنه قرارات قوية وحاسمة تشعر الولايات المتحدة بأن العلاقات العربية معها تضررت بالقرار، لأن عدم حدوث ذلك يهدد بحدوث ما هو أبعد من ذلك.

-كيف ستتعاطى السلطة الفلسطينية مع القرار؟
-مواقف السلطة الفلسطينية ثابتة ولا تتغير، وتحافظ على الثوابت الوطنية، والرئيس أبو مازن أعلن عن اجتماع اللجنة المركزة لبحث التطورات الأخيرة، للخروج بموقف موحد نستطيع بناء عليه مواجهة ما حدث، وعلى المستوى الشعبي هناك الآن تظاهرات سلمية للاعتراض على القرار الجائر.

-ما هي الخطوات الواجب على السلطة الفلسطينية القيام بها خارجيًا لمواجهة القرار.
منذ بداية الأزمة وقيادات السلطة الفلسطينية على تواصل مع قادة وزعماء العالم، لتوضيح الموقف الفلسطيني، ويجب علينا أن نكثف من حشد الدعم العالمي لمواجهة هذه التطورات الخطيرة، وتوضيح أن إعلان ترامب هذا يتنافى مع القرارات الأممية أرقام (478- 476 – 465 – 442 – 252 – 251)، والتي تنص جميعها على عروبة القدس ومنع أي تغيير في معالمها، أو تنص على الأقل على منع حسم موقفها إلا بالمفاوضات.

-هل يمكن أن يتراجع ترامب عن قراره؟
من الممكن جدًا أن يتراجع ترامب عن قراره الخاطئ، ولكن بشرط أن تستشعر إسرائيل وجود خطر حقيقي عليها، أو أن تستشعر الولايات المتحدة وجود خطر حقيقي يهدد مصالحها، وبالتالي سوف يكون ترامب مجبر على التراجع عن قراره فورًا.

-كلمة توجهها للفصائل الفلسطينية المختلفة.
أقول لجميع الفصائل الفلسطينية توحدوا، فمن يقف في طريق الوحدة الفلسطينية في مثل هذه الظروف العصيبة، فهو خائن لوطنه ولدينه ولعروبته، لا يدرك حجم الصعوبات في الوقت الراهن، ولا يدرك حجم التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني.