طباعة

في ظل محاربة الإرهاب والتطرف.."بيوت الثقافة" بالإسكندرية خارج نطاق الخدمة

الثلاثاء 12/12/2017 02:26 م

أحمد سعيد

حالة من التدهور والإهمال شهدتها قصور الثقافة بالإسكندرية، بعد أن كانت الإسكندرية هي مصدر الإشعاع الثقافي لكافة المحافظات، ذلك في الوقت الذي يعد غياب الثقافة وإهمال الدولة مؤسساتها أحد أهم الأسباب الرئيسية وراء ما نمر به من تمدد لأذرع أخطبوط التطرف الدينى، وانتشار العشوائية، وتدنى الذوق العام، وغيرها من الظواهر التى تساهم فى تشويه الشخصية المصرية.

وتعرضت العديد من مقرات الثقافة بالإسكندرية علي مدي السنوات الماضية إلي غلق أبوابها بفعل الانهيار أو الترميم أو الإغلاق وأصبحت قصور الثقافة في الكثير من المناطق تمارس من خلال شقة سكنية، فقصر ثقافة سيدي جابر للتذوق تم إغلاق المسرح الخاص به والذي كانت تقام علي خشبته المؤتمرات الثقافية وعروض الفنون الشعبية والكورال والمسرحية والندوات وذلك بقرار من الدفاع المدني لكون المسرح غير مطابق لمواصفات السلامة ويمثل خطرًا علي رواده وبالتالي أصبح نشاط القصر يقتصر علي بعض الحجرات أو صالة المدخل.

أما قصر ثقافة القباري، فكان قد توقف نشاطه لعدة أعوام بعد أن تعرض لانهيار جزء من السقف الخاص به لانعدام الصيانة، وذلك لحين تدبير الميزانية اللازمة، فيما تقلص دور قصر ثقافة برج العرب وفقد تأثيره الفكري والثقافي في الوسط المحيط به، واقتصرت أنشطته في الآونة الأخيرة علي مدينة برج العرب الجديدة وترك مسؤولو الثقافة الشباب والمبدعين والمفكرين في باقي المناطق بلا هوية ثقافية وغاب دور القصر كمتنفس للإبداعات في أماكن كثيرة مثل قري مناطق مريوط والساحل وبنجر السكر.

كما تحولت مكتبة سوزارن مبارك القابعة خلف أسوار قصر التين بالإسكندرية، بعد أن احترقت خلال ثورة 25 يناير 2011، إلي "وكر" للبلطجية ومروجي المخدرات ومأوي للأعمال المنافية، ذلك في غياب تام من جانب المسؤولين بالمحافظة.

ولم يعد يتبقي بالإسكندرية سوي قلة من قصور الثقافة التي تمارس عملها من شقق سكنية مستأجرة وتقدم ندوات محدودة بحكم طبيعة المكان.

وأكد محمود قطب، مدير إدارة الشباب والعمال بفرع ثقافة الإسكندرية، أن أغلب القصور تحولت إلى بيوت أشباح، موضحًا أن قصر ثقافة مصطفى كامل بمنطقة شدس، تم غلقه منذ 6 سنوات، حيث أصدرت الحماية المدنية قرارًا بإغلاقه.

وأضاف قطب، في تصريحات صحفية، أن هذا بالإضافة إلى إهمال قصر منشية البصرة، الذي يحتاج إلى وضع خطة ثقافية تتناسب مع أهالي المنطقة، حيث أن المنطقة ريفية تحتاج لورش بيئية وتعليمية وثقافية، فضلًا عن قصر سيدى جابر، الذي يعمل بنصف إمكانياته، بعد قرار الحماية المدنية بعدم وجود اشتراطات الحماية المدنية.

وأوضح أن قصر الأنفوشى ظل مغلقا لأكثر من 6 سنوات، منوهًا أن القصور أصبحت عششًا مهجورة بكل المحافظات.

وكان الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، قد صرح أمام مجلس النواب بأن الهيئة العامة لقصور الثقافة تواجه العديد من المشكلات والأزمات، وأهمها الميزانية التي تذهب معظمها إلى الموظفين، قائلًا: "إن الهيئة العامة لقصور الثقافة عانت لسنوات طويلة"، مضيفًا أن 92.5% من ميزانية الهيئة تذهب للأجور والمرتبات بعد أن أثقلت الهيئة بعمالة كثيفة، على حد قوله.

وأضاف النمنم، أن المسؤولين السابقين اهتموا بإنشاء مبانٍ ضخمة تكلفت عشرات الملايين دون الاهتمام بصيانتها.

ورفض مجلس النواب طلب وزارة الثقافة، بزيادة ميزانية الوزارة الخاصة بالباب السادس المسؤول عن المشروعات وتطوير قصور الثقافة، كما خفض الميزانية التي طلبتها الوزارة وهي 279 مليون جنيه إلى 66 مليونًا.