طباعة

حقيقة العلاقة بين أكراد سوريا والدب الروسي.. تحالف أم صدام

الأحد 17/12/2017 10:56 م

سيد مصطفى

القوات الروسية في عفرين

لا تزال العلاقة الروسية بأكراد سوريا غير واضحة المعالم، بالرغم من التقارب الروسي الكردي الأخير، فبينما تعتبر قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل قوامها الأساسي من الكرد ذراع الولايات المتحدة، إلا أن روسيا وقفت حائل لحمايتها من الأتراك في عفرين.. فما هي حقيقة العلاقات الكردية الروسية؟.

قال إبراهيم كابان، الباحث بمركز الدراسات الكردية، والسياسي الكردي، إن الإستراتيجية الروسية جزء من المصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط، فهي لا تريد وجود دول كبيرة وقوية وموحدة على حدودها، وإنما ضعيفة ومتشرذمة، لا تشكل تهديدًا على أمنها، وبنفس الوقت تثبت المصالح الروسية.

وأكد "كابان" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن الصراع الأمريكي الروسي في سوريا هو سباق من أجل إرضاء إسرائيل أولًا، ومبدئيًا روسيا تفوقت على الأمريكيين في تنفيذ المخططات المطلوبة منها، لهذا فإنها ستعمل على إرضاء العلويين والكُرد والسنة في سوريا، على أساس طرح مشروع مشابه للإتحاد السوفيتي الذي تشرذم إلى جمهوريات ومناطق متنازعة ومتعدد سهلت عملية التحكم بمواردها لمجرد انهيارها.

قال مصطفى عبدي الإعلامي الكردي، إن روسيا لن تسحب كل قواتها، أو أنها ستخلي قاعدتها في حميميم وبقية قواعدها، وإنما هو سحب للقوات التي انتهت مهمتها القتالية، فروسيا لن تتخلى عن سورية كمنطقة نفوذ وحتى لو جرى انسحاب عسكري جزئي فهي باقية.

وأكد عبدي أن القوات الروسية في عفرين، هي قوات تقوم بمهمة الانتشار على خطوط تماس بين وحدات حماية الشعب والقوات التركية، ضمن اتفاق وقف التصعيد لن تنسحب منها كونها قوات حفظ أمن وسلام، وهي ليس قوات قتالية.

وأضاف عبدي أن تركيا مع ميليشياتها في المعارضة السورية تواصل منذ أعوام استهداف وقصف عفرين وهي المدينة التي تستقبل نصف مليون لاجئ، هربو منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية من مناطق النزاع بين النظام والمعارضة، كلاهما كان يستخدم المدنيين كدروع بشرية ويقصفهم، مؤكدًا أن عفرين صمدت في وجه الغزو التركي وحرب القاعدة عليها في عدة حملات منذ العام 2013، وظلت محاصرة لأكثر من ألف يوم وهي ستكون قادرة على رد أي حرب محتملة جديدة من قبل تركية.

وأوضح "عبدي"، أن روسيا قامت مؤخرا بتأسيس مركز تنسيق مشترك مع وحدات حماية الشعب في ديرالزور وهي تدعم حضور الكرد مؤتمر جنيف، وتدعم الفدرالية، وأكدت مرارًا على أن لا حل في سورية بغيابهم، لكن روسيا ترغب على مايبدو في استخدام تركية لضرب القاعدة وبقية ميليشيات المعارضة السورية، ولا سيما وإن غالبها مدعوم من تركية، لذا هي تغازل تركية أحيانا لكنها لن تغامر بمنح تركية أي ضوء أخضر لافتعال حرب جديدة تأزم الوضع السوري أكثر.

وبين "عبدي" أن القاعدة الروسية بعفرين هي مركز تنسيق لمراقبة وقف إطلاق النار، ومنع أي تصعيد بين وحدات حماية الشعب والاتراك.

علق مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، على الطلب الروسي بإشراك الأكراد في مؤتمر شعوب سوريا، أن كل ما من شأنه إشراك كل السوريين في البحث عن مخرج لدوامة العنف تتعاطى معه قوات سوريا الديمقراطية بإيجابية.

وأكد "بالي" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أنه يتمنى على روسيا أن تلعب دورا أكثر إيجابية في هذا إطار إيجاد مخرج لدوامة العنف التي استمرت أكثر من 6 سنوات بالبلاد.