طباعة

دق الناقوس.. الأقصى في خطر.. إسرائيل تختلق الأكاذيب وتخطط لضرب الهوية الإسلامية بحجة التنقيب عن "الهيكل "

الإثنين 18/12/2017 03:57 م

عواطف الوصيف

المسجد الأقصى

تشهد باحات المسجد الأقصى ومنذ القرار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، سلسلة من الانتهاكات، حيث إقتحامات متتالية يوميا، لباحاته، والكارثة لا تكمن في ذلك فقط وإنما في الشعارئر التلمودية، التي تتم في قلب المسجد الأقصى.

إحترام الأديان والشعائر:
لا خلاف على أنه من الضروري، إحترام كافة الأديان السماوية، والشعائر الدينية لكل دين ومذهب أيا كان، لكن إحترام الأديان لا يعني إباحة إقامة شعائر تلمودية في قلب المسجد الأقصى، تلك التصرفات التي تستفز مشاعر المسلمين والعرب كافة، فمن حق كل إنسان أن يؤدي شعائر دينه، لكن عليك أن تذهب إلى مكان عبادتك وتؤدي فيها شعائرك كيفما تريد، دون ان تستبيح مقدسات الغير.

فرق اليهودية والصهيونية:
لا تظن عزيزي القاريء أن ما سبق ذكره هو مجرد محاولة لعدم إثارة الفتنة الطائفية، أو محاولة التأكيد على أن الإسلام دين سماحة ورقي، وأنه يحترم كل العبادات، فالشريعة الإسلامية لا تحتاج لمن يدافع عنها، فيكفي القرآن وحده، والتمعن في آياته البينات، لكن اليهود الذين يعرفون ماهية دينهم جيدا، يحترمون كافة العقائد، ولا يحاولوا إذاءها وهو ما بات واضحا من تصريحات العديد من حاخامات اليهود، الذين أكدوا رفضهم لقرار الرئيس الأمريكي، ولكل ما تقوم به إسرائيل الآن، وبين حفنة من الصهاينة، الذين يجري دم الصهيونية في عروقهم، ويريدون السيطرة على العالم، ويريدون فرض سيطرتهم ومحو كل مقدسا ديني لا يتوافق مع أفكارهم، وهو ما بات واضحا من المخططات التي تجرى حاليا، لإزاحة المسجد الأقصى،وهو ما أتضح على سطور صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإسرائيلية.

كشف النقاب:
كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية الاثنين تفاصيل خطة أعدتها وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية "ميري ريغيف" لرصد 250 مليون شيكل، لأعمال الحفر والتنقيب عن "أساسات الهيكل" المزعوم تحت المسجد الأقصى المبارك وفي البلدة القديمة بالقدس، وعلينا هنا أن ننتبه، إلى أن هذا ليس نابع عن الصدفة أو مجرد إجراءات تحدث خلال هذه الفترة فإن هذه الخطة تتم بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ويأتي الكشف عنها عشية الزيارة المرتقبة لنائبه مايك بنس للمدينة المحتلة وجولته بساحة البراق بمرافقة مسؤول إسرائيلي، فهل نعتقد إذا عزيزي القاريء أن كل ذلك يأتي من قبيل الصدفة؟.

ميري ريغيف:
يتذكر الجميع، وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، التي ظهرت في مهرجان كان، نتذ سنتين وهي ترتدي فستان عليه صورة القدس، وكأنها تحاول إقناع العالم أجمع بأن القدس عاصمة لإسرائيل، علما بأن ذلك كان قبل قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لذلك يعد مخطط ميري اليوم، وفي هذه اللحظات، كان مخطط له منذ فترة، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة، التي واتتها بعد إعلان ترانب الأخير.

أركان الخطة:
وفق للصحيفة، ذات التوجه العبري، التي كشفت عن مخططات البلد التي تمثلها، فمن المقرر التجهيز لأعمال حفريات للكشف عن أساسات حائط البراق، صيانة وترميم بركة سلوان وحفر الغرف تحت الأرض المنحوتة في "قلب النبع"، وحسب الصحيفة، فإن هذا ليس سوى غيض من فيض من برنامج إعادة التأهيل الأثرية بعيدة المدى التي ترغب "سلطة الآثار" الإسرائيلية في تنفيذها.

حفريات مدينة القدس:
وعلى النقيض من الحفريات في مدينة القدس، التي تركزت حتى الآن على "إنقاذ" المواقع، بموجب الخطة، فإن الأعمال والحفريات تهدف هذه المرة إلى الكشف والحفاظ على المدينة القديمة من "جبل صهيون" حتى "مدينة داود".

استفزاز الإعلام:
من المؤكد أن السطور السابقة وما عرف عن مخطط إسرائيل، للإطاحة بالمسجد الأقصى يثير الاستفزاز وحالة من الغضب الشديد في قلب كل عربي ومسلم، لكن لم تكتف "يديعوت أحرونوت" بذلك فقط، فلم تحاول الصحيفة العبرية، انتقاد هذا المشروع بأي صورة من الصوروإنما وصفت إياها بأنه بمثابة "مبادرة تاريخية"، وقالت إن" هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها جهة حكومية بحفريات واسعة النطاق في البلدة القديمة".

إجراءات رسمية:
يستدل من وثائق ومستندات الخطة التي تم إيداعها لدى "سلطة الآثار"، بأن المشروع سيستمر على مدار خمسة أعوام، حيث تم صياغة الخطة بموجب قرار صادر عن جلسة الحكومة الإسرائيلية التي عقدت في ساحة البراق، إذ تم إمهال "سلطة الآثار" 60 يومًا لتقديم خطة مفصلة لمشروع الحفريات، وعقب ذلك، توجهت "ريغيف" إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتمويل المشروع من خلال ميزانيات الاحتياط الاحتياطية التي ستقرر في الأسابيع المقبلة، وقد خصصت وزارة الثقافة بالفعل 10 ملايين شيكل لبدء العمل.


الخلاصة:
انتهك الأقصى وأقتحمت باحاته ، أقيمت بقلبه شعائر تلمودية، ولا يجتاح قلوبنا سوى الغصب، والإنتقاد والشجب، والسؤال إلى متى سنظل هكذا، إلى متى لن يسعنا سوى الحديث، والصراخ، إلى متى ستظل دموعنا تنزف، دون الإنتباه إلى أنه آن الآوان للثأر من أجلها، ألم يحين الوقت لإنقاذ الأقصى، ألم يحين الوقت لإنتفاضة عربية شاملة إسلامية ومسيحية، لإنقاذ أهم مقدساتنا، فمن خطط لسلب أحد أهم رموز هويتنا الإسلامية، من السهل، أن يخطط ويختلف الأكاذيب، للإطاحة بكنيسة المهد، هي الأخرى، ألم يحين الوقت ياعرب، أم أنه لابد من إيقاظ صلاح دين جديد.