طباعة

قرار ترامب.. نابع عن سياسة مزاجية ويفتقر للبعد الاستراتيجي .. ومفكري واشنطن يطالبون قادة العرب بالوقوف ضده

الأربعاء 20/12/2017 02:17 م

عواطف الوصيف

ترامب والقدس

لا تزال فلسطين تشغل العالم العربي والإسلامي، قضية من الصعب أن تمر مرور الكرام، خاصة في ظل معلومات عن الإجراءات التي تتبعها بالفعل، وزارة الثقافة الإسرائيلية للإطاحة بالمسجد الأقصى، بسب المزاعم التي تتعلق بهيكل سليمان، هذا بجانب الإجراءات عن إنشاء كنيس يهودي، بجانب حائط البراق، أي أن المخاطر لم تعد تحاط بمقدساتنا الإسلامية، إنما والمسيحية أيضا، حيث المساس بكنيسة المهد، التي شهدت ميلاد السيد المسيخ عليه السلام.

التطرق للمختلف:
التطرق لقضية القدس، وما شاهدته، وما واجهه أبناء فلسطين، منذ إعلان ترامب لهذه الصدمة وحتى الآن، لا يزال مستمرا، ومن الصعب أن ينتهي حتى، تشهد فلسطين فجرا جديدا، ولم تعد المسألة تتوقف عند مجرد تراجع ترامب عن قراره، فقد تسببت تصرفات قوى الإحتلال لإعلاء سقف المطالب، حيث أكدت العديد من الدول العربية، وفي لقاءات ومباحثات رسمية أنه بات من الضروري العمل على استقلال فلسطين، بل وإعادة التفكير في عملية الإعتراف بالكيان الإسرائيلي في حد ذاته، لكن ربما نكون في حاجة ماسة إلى بجث ودراسة قرار الرئيس الأمريكي نفسه.

إفتقار للبعد الاستراتيجي:
يعد قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن مدينة القدس لا يحظى ببعد استراتيجي، فمن المعروف أن واشنطن تؤيد إسرائيل وتريد أن تحقق أحلامها بشتى السبل، لكن كان يتبغي على ترامب، أن يدرس قراره جيدا وقبل النطق به، يكون قد وضع حدود للقدس، حتى لا يبدو مكشوفا بهذه الطريقة، وأنه مع إسرائيل على حساب العرب، ويعرض نفسه لسلسلة طويلة من الإنتقادات، على مستوى المنطقة، حيث يحظى بمعارضة كل العالم تقريبًا، وخاصة الدول الاقليمية.

سياسة مزاجية:
يستلزم الأنتباه أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يأتي تماشيًا مع رغبات "إسرائيل" في السيطرة على مدينة القدس، وإعلانها عاصمة لهم، وهو ضمن سياسته المزاجية التي من الصعب التنبؤ بها، لكن من السهل جدا ملاحظة ما يمكن أن تسفر عنه من أزمات وأبعاد خطيرة على المنطقة العربية.

واشنطن تنتفض ضد دونالد ترامب:
مما يعد ملفتا، هو أن نخبة من كبار الكتاب الأمريكيين، قد قاموا بزيارة إلى فلسطين، وذلك لحضور ندوة سياسية عقدها مركز الدراسات التنموية والسياسية، لبحث أهم المستجدات، في القدس، ووجهوا دعوة وكان على رأسهم، الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي نورمان فنكلشتاين، حيث طالبوا الشعب الفلسطيني، بالاستمرار في المظاهرات وتنظيم مقاومة سلمية لإيصال قضيتهم لكل العالم، وبالتالي استعادة حقوقهم كاملة.

الخلاصة:
ستظل القضية الفلسطينية، محور من الصعب الإبتعاد عنه، وستبقى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مرتكزا عيوننا إليه ترحل كل يوم، وهذا أمر طبيعي فهذا نحن العرب، وهذا من شيمنا، لكن ما يعد ملفتا، هو الدعوة التي يوجهها ممثلي الفكر في واشنطن، وهي استمرار الشعب الفلسطيني، في مقاومة الرئيس الأمريكي، والوقوف والتظاهر ضده، ومن ظن أن واشنطن كانت ستقف مع ترامب في قراره، فهو واهم لأنهم من الصعب أن يتحملوا مسؤولية العواقب ويخشون مما يمكن أن يواجهوه، لكن ما يعد مفاجأة صفعة لرئيس الولايات المتحدة، هو أن كبار مفكري ومستشاري بلاده يطالبون بمقاومته والوقوف ضده من قلب فلسطين نفسها.