طباعة

عفرين.. ما لم يكن في الحسبان.. ترسيخ لقدرات الأسد.. وإطاحة لكل معاديه

الإثنين 29/01/2018 04:22 م

عواطف الوصيف

الرئيس السوري بشار الأسد

لا شك أن قضية عفرين، هي الأبرز على الساحة الآن، الجميع يهتم بها ويفكر ويحلل، وما إذا كان من الممكن أن يكون لهذه المعركة نتائج على المنطقة ككل وليس سوريا وتركيا فقط، لكن حقيقة الأمر، يخفي ما هو أبعد من ذلك وهو ما سنحاول أن نتطرق له.

أبعاد جديدة
حينما نعلم أن القوات التركية، قامت بقتل العديد من الضحايا، وأنه سقط من المدنيين في قلب عفرين العشرات ومنهم أطفال، فهي مسألة تفرط القلوب بلا شك، خاصة وأنه لا يحق لأحد أن يعتدي على الأخر، لمجرد أنهم ينتمون لأصول رفضوا التخلي عنها، والأكراد لم يجرموا لكونهم ينتمون لأصول كردية، لكن هناك أبعاد أخرى جديدة باتت ملحوظة حينما نجد موقف المعارضة السورية، والغريب حليف تركيا الجديد.

المعارضة السورية
مفهوم جدا منذ الوهلة الأولى من أسمها، معارضة، أي أنها ضد النظام، وهذا هو حال ممثلي المعارضة في دمشق، فهم ضد الرئيس السوري، بشار الأسد وتطورت أحلامهم منذ إندلاع ثورات الربيع العربي في 2011، حي أكدوا على رغبتهم وهي الإطاحة بالرئيس، بشار الأسد، ذلك الحلم الذي لا يزال ينتاب مخيلتهم طيلة هذه الفترة، ويرفضون التخلي عنه.

موقف مخيب للأمال
حينما وقفت المعارضة السورية مع الثورة في سوريا، والتي طالبت بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد كان ذلك يتفق مع نسبة كبيرة من مختلف فئات وطبقات الشعب السوري لأنهم وببساطة خرجوا يطالبون برحيله لأنهم معترضون على سياسته، لكننا الآن بصدد موقف مخيب للأمال، وهو وقوف المعارضة مع تركيا، التي أقحمت قواتها وجعلتها تنتشر في مختلف أرجاء سوريا، ولم نجد من المعارضة السورية، سوى دعمها والوقوف معها، بدلا من مواجهاتها وتمنع إحنلالها.

موقف الشعب السوري من تركيا
أكدت تركيا كثيرا أنها تدخلت فيما يتعلق بالأوضاع السورية، لأنها حريصة على مواجهة، داعش وأن تتخلص سوريا من هذا التنظيم الدموي الإرهابي، لكن هذا الأمر كان مرفوض كليا من نسبة كبيرة من الشعب السوري، لأنهم يريدون أن لا يعتمد حل مشكلاتهم، على التدخل الخارجي، وإنما يتولوا هم مهام كل ما يتعلق بها، فما بال تركيا الآن التي تدخل في صورة إحتلالية، كما أنها تقتل المدنيين، في الكثير من المناطق والقرى في سوريا، ووسط كل هذه التصرفات، يفاجيء الشعب بالمعارضة وهم يدعمونها ويساعدونها.

سر مساندة رموز المعارضة السورية للقوات التركية
من الصعب الحكم على ممثلي المعارضة السورية، بأنهم قرروا مساعدة القوات التركية، لأنهم متعطشون للقتل ولدماء الأكراد، لكنهم أعتبروا أن في ذلك مكسب لهم، فهي مضطرة أن تساعد تركيا، في تحقيق حلمها وهو القضاء على القومية الكردية في سوريا، لكي تساعدها هي في النهاية لحل كافة مشاكلها الجيوسياسية، والأمنية، وتمكنها من الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

حليف تركيا الجديد
يبدو أن عفرين ليست مجرد محاولة ستمر هكذا، فالأبعاد تتوالى واحدا تلو الأخر، حيث تسببت هذه الخطوة التي أتخذتها تركيا حيال عفرين، بأن يكمون لها حليف جديد، وهو الولايات المتحدة، واصبحت عدوة لروسيا، حيث قررت الوقوف مع قوات النظام السوري ضدها وضد قوات الجيش الحر، الذي يمثل المعارضة، ونحن الآن بصدد حلفاء جدد، أنقرة وواشنطن، مما يجعلنا لابد وأن نتسائل عن ما يمكن أن يحدث في المنطقة نتيجة هذا التحالف.

حجر الزاوية
لا ينسينا الحديث أن نتطرق لرأس الحارب، حجر الزاوية، الرئيس بشار الأسد، فمعركة "غصن الزيتون"، قد تكون سبب رئيسي في ترسيخ وجوده أكثر من ذي قبل، لأنه بات الآن أمام الشعب السوري، الأكثر وطنية ومناضلة، لا يمانع أن يواجه هو وقواته، الموت حتى لا يترك الفرصة لأي صورة من صور الإحتلال، أن تمس بلاده، حتى وإن كان الثمن أن يواجه دولة كانت حليفة له.

حسبتها غلط
يمكن القول بأن المعارضة السورية، قد حسبت الموضوع برمته بطريقة خاطئة، فقد قررت أن تعتمد على تركيا لحل كافة مشاكلها الجيوسياسية، والأمنية، وتمكنها من الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ونست أن الشعب في حد ذاته سلطة مستقلة بذاته، وبهذه الطريقة، سيتمسك الشعب السوري ببشار الأسد، أكثر لانه بدا له المناضل المحب لشعبه ووطنه، والرافض للخضوع، حتى وإن كان هناك من ينتابه مجرد هالة من الشك بأنه دماء الأبرياء تلاحق به الذنب.