طباعة

أنهكه السير.. فاتخذ من الرصيف "سريرا"

الجمعة 23/03/2018 10:27 م

احمد عماد الدين_عدسة: محمود الدايح

انهكه السير "فأتخذ من الرصيف سريرا"

"إذا أتتك ساعة النوم نَم، حتى ولو لم تتح لك الفرصة، وحتى إن لم يكن معادك، فإنك إن خذلتها، خذلك العالم أجمع".

مثله مثل آلاف الأطفال المصريين المشردين الذي يجوبون الشوارع طلبا للمساعدة ولو بسيطة حتى يوفر له ولأسرته قوت يومهم.

ينتشر الأطفال المشردين في ربوع مصر طالبين المساعدة حتى يتمكنوا من مواصلة العيش هم وأسرهم الفقيرة.

يبدأ هذا الطفل يومه باكرا مستغلا الأماكن المحشودة بالمواطنين طالبا منهم المساعدة "بالتسول".

والتسول ظَاهرةً عالميّةً لا تختصُّ بوطنٍ بعينه، بل هي مُنتشرةٌ في كلّ بُلدان العالم الفقيرة والغنيّة، ويُعرَّفُ التّسول بأنّه طَلبُ الإنسانِ المالَ من الأشخاص في الطُّرق العامة، عبر استِخدام عدّة وَسائل لاستثارة شَفَقة الناس وَعطفهم. ويُعدّ أحدَ أبرز الأمراض المجتمعية المُنتشرة الذي لا يخلو منها مُجتمع حول العالم وهو الأمر الذي بات خطيرا خصوصا في مجتمعنا ويهدده.

فالمتسول نوعان منهم من يطلب المساعدة له ولأسرته ومنهم من تسرحه عصابة متسولين حيث تقوم هذه العصابات باستغلال الأطفال وتسريحهم بشكل منظم كل منهم في جهة والغريب في الموضوع أيضا أن هناك نوعا من هؤلاء الأطفال لا يتركك قبل أن يأخذ منك شئ أيا كان.

حتى وان كنت تأكل شئ أو تشرب فيكون مصرا على أن يشاركك فيه، وكأن من طلب منه أن يخرج للتسول ألا يعود إلا ومعه شئ.

وهو ما شاهدناه في العديد من الأفلام المصرية قديما وحديثا، طارحين تلك المشكلة بشكل كوميدي، ولكن من الواضح أننا لم ننتبه جيدا لمدى خطورة تلك المشكلة، واستمتعنا فقط بالمشاهد والإفيهات الكوميدية، ولم نأخذ في الاعتبار المشكلة الأساسية التي يطرحها كاتب السيناريو.

حيث أن التسول كمشكلة يترتب عليها العديد من المشاكل الصحية والنفسية للأطفال بالخصوص، علاوة على مشاكل ضياع الأنساب وانتشار تجارة الأطفال والأعضاء والمخدرات في المجتمع وما خفي كان أعظم.

التسول من المشكلات الشائكة التي يواجهها مجتمعنا والتي لابد أن تنظر إليها جمعيات حقوق الإنسان ورعاية الأطفال وتحاول حلها، كما أنه لا بد أن يكرث رجال الشرطة مجهوداتهم للتوصل الى تلك العصابات التي تستغل الأطفال وتسرحهم، حتى يتمكنوا من الحد منها ومن ثم الحد من المشكلات الكبيرة الاخرى التي تترتب عليها.