طباعة

محمود الشيخ يكتب: ترخيص الأكاديميات .."وخراب" البيوت

الجمعة 06/04/2018 03:29 م

محمود الشيخ

محمود الشيخ يكتب

تمخض الجمل فولد فأراً، هذا أقل ما يمكن أن يوصف به قرار اتحاد الكرة بترخيص الأكاديميات المصرية لكرة القدم، الأزمة هنا ليست بقرار الترخيص، فلقد نادينا كثيراً بضرورة أن يتم ترخيص هذه الأكاديميات لكي تعمل بشكل قانوني، وتحت أعين ومظلة الدولة واتحاد الكرة وهو الجهة المنوطه بذلك، لكي تحتفظ هذه الأكاديميات بحقها فى المشاركة بالمسابقات الرسمية للاتحاد وحقوقها من انتقال أي لاعب إلى أي ناد أخر، وفى نفس السياق نحافظ على أولادنا ونحميهم داخل هذه الأكاديميات، ولكن شروط الترخيص التي أعلن عنها اتحاد الكرة جاءت بمثابة الصدمة والطامة الكبرى لأصحاب الأكاديميات والعاملين بها.

تلقيت من أمس حتى اليوم أكثر من 65 استفسار من أصحاب الأكاديميات سواء على صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي أو على صفحة برنامج الحريف الذي أتشرف بتقديمه على قناة مصر الزراعية وهو أول برنامج رياضي متخصص في الناشئين والبراعم وشؤون الأكاديميات، ونقل لي الجميع تخوفهم واستياؤهم من شروط الترخيص التي أعلنها اتحاد الكرة.

أولا أبشر اتحاد الكرة أن بهذه الشروط غير المدروسة التي وضعها لن تقوم أي أكاديمية بالترخيص، خاصة أن ترخيص الأكاديمية يعنى خراب بيوت، على أي أساس حدد اتحاد الكرة مبلغ ترخيص الأكاديمية 10 الاف فى موسمين وذلك للأكاديميات التي يقل بها العدد عن 100 لاعب، أي 5 الأف جنيه في السنة الواحدة، بالإضافة لرسوم قيد للاعب الواحد 100 جنيه، أى أن لو الأكاديمية بها 100 لاعب ستدفع 10 ألاف جنيه، رسوم قيد عن اللاعبين، وبطاقة لاعب سنوية 50 جنيه أى خمسة ألاف أخري، إذن سيكون المبلغ المطلوب من كل أكاديمية سنوياً 20 ألف جنيه، لو افترضنا أن الأكاديمية تعمل 6 شهور فقط وهم شهور الصيف والأجازات التي يكون بها أقبال فسيصبح المطلوب دفعه من كل أكاديمية أكثر من 3500جنيه شهريا، بالإضافة لمصاريف الملعب والمدربين والأدوات وغيرها، فهل تعتقدون ياجهابذة اتحاد الكرة ومن وضعتوا هذه الشروط التعجيزية أن الأكاديمية تستطيع سداد كل هذه الأموال؟ بالطبع لا.

النتيجة الحتمية لهذه الشروط ستكون أما إغلاق هذه الأكاديميات وتشريد الأف من المدربين وغلق مصادر رزقهم، وتضيق قاعدة الممارسة على الأغنياء فقط، لأن الأكاديميات التى ستستمر هى الأكاديميات التي سيكون اشتراكها كبير يتخطى الـ500 جنيه للاعب شهرياً، الاحتمال الثاني هو الأقرب أو المؤكد أن المدربين ستضرب بقرار اتحاد الكرة عرض الحائط ولن ترخص أكاديميتها وبالتالي "كأنك ياأبوزيد ماغزيت" وستعمل كما هي.
أما بالنسبة للشروط التى نوه وهدد بها اتحاد الكرة أنه سيخاطب الأندية ومراكز الشباب بمنع تدريب الأكاديميات غير المرخصة بداخلها، أولا إذا تم ذلك ونجح بالفعل اتحاد الكرة من تطبيقه، فأنه سيضر الأندية ومراكز الشباب التي تعتمد بشكل كبير في إيرداتها على تأجير الملاعب، وسيضربها فى مقتل فى أهم مورد من مواردها، وبالتالي ستنصرف هذه الأندية ومراكز الشباب عن تطبيق القرار وستتحايل عليه بأنها تؤجر لأشخاص وليس أكاديميات، كما أن الجهة الوحيدة المشرفة والمسئولة عن الأندية ومراكز الشباب هي الجهة الإدارية المتمثلة في وزارة الشباب والرياضة والمدريات وليس للجبلاية أى سلطة عليها.

بالإضافة لذلك معظم الأكاديميات الخاصة تقييم تدريباتها على ملاعب خاصة، وخاصة الملاعب الخماسي غير تابعة للأندية وبالتالي فهي خارج الرقابة، إذا فالقرار غير مدروس وأراهن أنه حكم عليه بالفشل قبل تطبيقه.

الحل من وجهة نظري الشخصية ومن خلالي تداخلي بشكل كبير مع الأكاديميات وارتباطي بعلاقات كثيرة مع أصحابها ومدربيها، إذا أراد اتحاد الكرة تقنين الوضع بالفعل، عليه أن يتم ذلك مقابل رسوم رمزية لا تتجاوز 500 جنيه فقط في السنة، وأن يكون ذلك مقابل خدمات حقيقية يقدمها للأكاديميات والقائمين عليها مثل تنظيم دورات للمدربين العاملين بالأكاديميات بأسعار رمزية و إقامة دورات تدريبية وإدارية، إقامة دورات تنشيطية.

النقطة الأخيرة والمهمة اتحاد الكرة لم يحدد ضوابط دوري الأكاديميات الذي أعلن عن تطبيقه وشروطه، واكتفي بالقول أنه دوري سيجمع الأكاديميات وبعضها، واعتقد أن هذا الدوري وهو بالفعل مفعل فى منطقة الجيزة منذ سنوات أي أن الاتحاد لم يأتي بجديد، فما هي الاستفادة الحقيقة التي تدفع الأكاديميات أن تشارك فهذا الدوري الذي لن تقل رسومه عن 10 الأف جنيه وهذه الأكاديميات لاتحتك بالأندية وهو الأهم لهم من أجل تسويق لاعبيهم للأندية الكبيرة.

اتحاد الكرة مطلوب منه إعادة النظر فى هذه الشروط المحجفة إذا أراد أن ينجح أما ما يريد تطبيقه بهذا الشكل فهو "خراب بيوت" وتفكير مقتصر فقط على كيفية "تقليب" أصحاب الأكاديميات في كام "برتوش" لكن بشكل قانوني، وكأنهم يكسبون ويحصدون الملايين ولا يعرف بهوات الاتحاد أن هذه الأكاديميات يكاد تكون مصروفاتها أعلى من ايرادتها.