بعد وفاة العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، أحدثت فجوة في الأغنية المصرية، حيث كان "حليم" يملأ مساحة كبيرة على الساحة الفنية، وكان من ألمع الفنانين على الإطلاق حينها، وحتى وقتنا هذا، وقد يبقى كذلك بين الأجيال القادمة.
وظهر مجموعة من الفنانين التي سارت على نهج "عبد الحليم حافظ"، في من حيث الأداء والاختيار المتقن للكلمات، مثل الفنان إيمان البحر درويش وعلي الحجار ومحمد الحلو وحسن فؤاد ومدحت صالح وعمر فتحي، حيث ظهر هذا الجيل من الفنانين ليعيد التوازن ويملأ الفراغ الذي تركه "حليم" ومن خلال هذا تمكنوا من التربع على عرش الكاسيت في مصر.
" تيترات المسلسلات كانت بمثابة إناء يحوي الفن الغنائي الهادف "
تجمع فنانو هذا الجيل حول التركيز على أغاني التيترات للمسلسلات لأنها باقية وهو الأمر الذي حافظ على فنهم وأغانيهم من الانقراض في ظل ظهور كل من حميد الشاعرى وعمرو دياب ومحمد منير، بالرغم من تركيزهم على أغاني التترات الدرامية إلا أن فنهم كان من الممكن أن ينطلق بشكل غير مسبوق ليصبحوا أساطير فنية دون منافس.
وبالتزامن مع ثورة حميد الشاعري الموسيقية صارت الساحة الفنية تهاجم نجومها الذين يحيدون عن أسلوب وعالم حميد الشاعري، ومن هنا تصبح فرصة الفنان الذي يواجه الهجوم ضعيفة في البقاء، فبالرغم من اعتماد الفنان محمد ثروت كمطرب للسلطة بشكل رسمي إلا أنه سقط عقب تغيير السلطة أصواتها.
مدحت صالح
فلولا أغاني تترات المسلسلات التي غناها الفنان مدحت صالح لسقط وذلك بسبب الانتشار الضئيل ألبوماته كل فترة ولكنه سافر بنا إلى كوكب أخر ولم يعود منه إلى الآن وذلك من خلال أغاني التترات.
علي الحجار
ظلت أغاني تترات المسلسلات التي غناها علي الحجار خالدة في عقولنا ووجداننا حيث لاقت نجاحا كبيرا وكان من الممكن أن يختفي من على الساحة الغنائية في الفترة ما قبل ثورة الخامس والعشرون من يناير، ولكن غنائه للتترات حفظه من الانقراض.
محمد الحلو
وهو له طابع خاص في غنائه حيث اكتفى بالغناء في حفلات الموسيقى العربية ثم اختفى ولم يقوم بعمل ألبومات. وبالرغم من اختفائه إلا أن تيترات المسلسلات حفظت له مقامه كمطرب مهم على الساحة الغنائية.
ومن هنا صار فن غناء التترات عبارة عن محمية طبيعية تحفظ الأصوات التراثية الجميلة في ظل زخم الأغاني وتصارع الفنانين على تصدر المشهد، وذلك لان تيترات المسلسلات تحتاج إلى أصوات خاصة دون غيرها وهو الأمر الذي سهل عملية غناء التترات على تلك القامات الغنائية
