طباعة

مصر زمان.. عائلات يهودية أثرت في اقتصاد مصر

الجمعة 25/05/2018 08:35 ص

تامر فاروق

عائلة موسى قطاى

قال سمير رؤوف، خبير أسواق المال، إن هناك عائلات يهودية أثرت بشكل كبير في الاقتصاد المصري، وتقفز إلى الذاكرة عائلة قطاوي، وهي عائلة مصرية يهودية برز عددٌ من أفرادها في النشاط السياسي والاقتصادي في مصر، في أواخر القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العشرين، وترجع أصولها إلى قرية قطا شمالي القاهرة.

ويوضح رؤوف، في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن" أن دور هذه العائلة بدأ مع نزوح أليشع حيدر قطاوي إلى القاهرة في أواخر القرن الثامن عشر، حيث حصل ابنه يعقوب (1801 - 1883) على امتيازات من الحكومة للقيام بأنشطة تجارية ومالية، وكان أول يهودي مصري يمنح لقب "بك"، كما حصل على لقب "بارون" من الإمبراطورية النمساوية المجرية التي حملت العائلة جنسيتها، وقد أوكلت إليه نظارة الخزانة في فترة حكم الخديو عباس الأول (1849 - 1854)، واحتفظ بهذا المنصب خلال حكم الوالي سعيد والخديو إسماعيل.

وتولَّى في أواخر أيامه رئاسة الجماعة اليهودية في القاهرة التي كانت تُسمَّى "الطائفة الإسرائيلية"، وبعد وفاته في قصره بشبرا في 13 إبريل 1883 خلفه ابنه موسى قطاوي (1850-1924) في رئاسة الطائفة، واختير عضوًا في البرلمان المصري، كما مُنح الباشوية.

وكان موسى قطاوي من كبار رجال المال والبنوك، وتولَّى إدارة عدد من الشركات وساهم في تمويل مشروعات السكك الحديد في صعيد مصر وشرق الدلتا، ومشروعات النقل العام في القاهرة بالتعاون مع عائلات سوارس ورولو ومنَسَّى.

لعبت هذه العائلة دورا كبيرا في تشييد معبد اليهود في شارع عدلي، أحد أشهر أحياء القاهرة التجارية عام 1899، والذي تم تجديده عام 1988، بتبرع من المليونير اليهودي نسيم جاعون، وافتتح رسميًا بحضور شمعون بيريز، رئيس الكيان الصهيوني سابقا، عام 1990.

ويتعين عدم إغفال عائلة رولو، وهي عائلة يهودية سفاردية جاءت إلى مصر خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، واحتفظت بالجنسية البريطانية، وقد امتلك روبين رولو مؤسسة تجارية تخصَّصت أساسًا في استيراد النيلة "صبغة"، وفي عام 1870 أسس ولداه جياكومو وسيمون مع بعضهما مؤسسة مالية وتجارية باسم (روبين رولو وأولاده وشركاهم).

وتعاونت عائلة رولو من خلال هذه المؤسسة مع عائلتي قطاوي وسوارس في العديد من المشروعات التي أقاموها بالتعاون مع المالي البريطاني سير إرنست كاسل، خصوصًا مشروعات الدائرة السنية وإقامة سكك حديد حلوان وتأسيس البنك العقاري المصري والبنك الأهلي المصري.

كما امتلكت حصصًا كبيرة في بعض الشركات العقارية الكبرى مثل: شركة وادي كوم أمبو وشركة أراضي الشيخ فضل وشركة مصانع السكر، وعند وفاته ترك جياكومو رولو ثروة من العقارات تُقدَّر بنحو 70 ألف جنيه، أما روبير رولو فحقق مكانة مهمة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مصر، إذ تولَّى رئاسة عدد من مجالس إدارة الشركات التي ساعد أباه في تأسيسها، وكان مستشارًا قانونيًا للملك فؤاد الأول ومقربًا له فقام بدور الوسيط بين القصر ودار المندوب السامي البريطاني، وحصل على لقب "سير" عام 1938.

وهناك أيضًا عائلة منَسَّى، أو منشة، ويُوجَد شارع في الإسكندرية يُسمَّى ( شارع منشَّه)، ومنَسَّه عائلة يهودية سفاردية جاءت إلى مصر من إسبانيا، ويعود أول ذكر لوجودها في مصر إلى القرن الثامن عشر، حيث بدأ يعقوب دي منَسَّى ( 1807 – 1887 ) حياته صرَّافًا في حارة اليهود، وتدرَّج في عمله حتى شارك مع الخديو إسماعيل في تأسيس البنك التركي المصري، وارتبط نشاطه بكثير من شركات ومشروعات عائلتي قطاوي وسوارس.