قائد شجاع تربى على الجرأة والقوة حتى صار فارسًا يُجيد القتال والمبارزة، ونال مكانة إجتماعية كبيرة جعلت منه الشخص المقرب للملك، إنه "موسى بن أبي الغسان" الذي حافظ على غرناطة ورفض تسليمها للحملات الصليبية، وقدم وقتها مثالًا حيًا للقائد النبيل الشجاع وقاتل للدفاع عنها حتى أخر لحظة في حياته.
مركزه السياسي والاجتماعي
ولد "موسى بن أبي الغسان" في أسرة غنية يمتد نسبها إلى قبيلة الغساسنة التي كانت تحكم بلاد الشام قبل الإسلام، وكانت أسرته ذات حسب ونسب وأصول عريقة، وكان لهم صلة مباشرة بالقصر الملكي في مدينة غرناطة، ومنذ شبابه تمتع "موسى" بمركز اجتماعي وسياسي مرموق فقد ساهم مع الملك في إدارة شؤون البلاد لما تمتع به من ذكاء ورجاحة العقل والفطنة، كما أن لمكانته الاجتماعية دورًا كبيرًا في حياته فقد كان رئيسًا لعشيرته، وكان الملك يعتمد عليه كثيرًا في تقضية مصالحه، وكان يستشيره قبل اتخاذ القرارات المهمة، وكان موسى على علاقة صداقة وطيدة من أخر ملوك غرناطة الملك "أبو عبد الله الصغير"، وتشاركا شويًا في تغيير الأحداث السياسية للساحة، وشكل موسى بذاته جزءًا من جميع وسائل التصدي للاستسلام، وبعد تعينه قائدًا لفرسان غرناطة، أتاح ذلك له مساحة أكبر ليتمكن من إحكام قبضته على الجيش ويناهض الروح الانهزامية.