طباعة

"جورجيا تان".. خطفت أكثر من 500 طفل من أجل المال وتم تكريمها !

الأربعاء 13/06/2018 07:07 م

مريم مرتضى

جورجيا تان

منن المعروف دائمًا أن النساء أرق قلبًا وأكثر عطفًا وحنانًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فتندفع غريزة الأمومة بداخلهن للدفاع عن أي طفل كائنًا من يكون، ولكن الغريب أن نعلم أن تجارة الأطفال في العالم تقودها سيدة، إنها "جورجيا تان" التي نالت عدة تكريمات محلية قبل كشف أمر تجارتها بالأطفال.


جورجيا تان 
كانت عائلة "جورجيا تان" ثرية للغاية، حيث كان يعمل والدها قاضي، وكانت أمها ربة منزل لا تعمل، وكون جورجيا ابنتهما الوحيدة يدفعك ذلك إلى الاعتقاد بأنها كانت مُدللة، ولكن على العكس تمامًا فقد أمضت جورجيا طفولة بائسة حزينة، نتيجة لقسوة قلب أمها وأبيها معها، وبعد تخرج جورجيا من كلية مارثا في واشنطن بدأت أول عمل لها معلمة لفترة قصيرة من الوقت إلى أن انتقلت إلى العمل في الشئون الاجتماعية وكان في هذا الوقت هذه الوظيفة ملائمة جدًا للفتيات، وكان هذا العمل ليس مجرد عمل تكسب منه المال فقط وإنما هذا العمل فتح لها أفاق وأطماع جديدة.
وقد أثر ما عانته جورجيا في طفولتها على نفسيتها كثيرًا، وقتل طموحها الطبيعي وحلمها الغريزي بتكوين أسرة وإنجاب أطفال، فلم تكن تريد ذلك على عكس كل البنات، ووضعت المال بدلًا من ذلك، وصار أكبر طموح لها هو كسب المال أكثر من طموح الأمومة على الرغم من أنها من عائلة ثرية، ولديها الكثير من المال، وعلى قدر من العلم والثقافة، إلا أنها كانت تسعى لتحقيق المزيد من المال وأتاح لها عملها في الشئون الاجتماعية تلك الفرصة ، وكانت جورجيا تعتقد أن الفقراء يمثلون عبء على المجتمع ويجب التخلص منهم وكانت تحتقر كل اللاجئين والمشردين.
جورجيا تان
جورجيا تان


تجارة الأطفال

عن طريق الصدفة البحتة، علمت جورجيا أن هناك بلدة قريبة من بلدتها يشح فيها التبني، وأنه إذا تواجد طفل ما لللتبني يدفعون مقابله ما يساوي 750 دولار تقريبًا وهو مبلغ عظيم للغاية في ذلك الوقت، ومن هنا جاءت لها فكرة الاتجار بالأطفال، وبدأت تبحث عن وسائل تساعدها على تهريب الأطفال للبلدة الثانية، وإحالتهم للتبني من العائلات الثرية مقابل الحصول على المال ، وبدأت هذا العمل الشيطاني عندما عملت في دار للأيتام فبدأت بفصل الأطفال عن ذويهم وكان والدها يساعدها في ذلك بالقانون تحت حجة أن هذه المرأة مصابة بالمرض وليس لديها من يعولها من الأطفال.
وكانت جورجيا تبدأ بإجراءات فصل الطفل عن أمه بحجة أن أمه لا تصلح لرعاية طفلها بسبب الفقر، وفي البداية كانت تواجه اعتراضات الأمهات وصراخهن، ولكنهم في النهاية كانوا يخضعون لها خوفًا من استخدامها لسلطات والدها، وبعد ذلك افتتحت جورجيا دار أيتام خاصة بها تحتوي على من يقع تحت أيديها من أطفال مشردة، ومع الأيام بدأت جورجيا بتكوين فريق عمل من الأطباء والممرضات في مستشفيات الولادة، فكانوا يساعدوها في أخذ الطفل المولود وإعطاءه لها بحجة أن هذا الطفل ميت، وعندما كانت الأم تعترض لأنها تسمع صوته كانوا يقولون لها أنه دفن.
وبدأ نشاط الفريق الذي يعمل معها في التوسع، فكانوا يأخذون بعض الأطفال من الحضانات ويغيرون اسمه، ويصيبونه بتشوهات لتغيير ملامحه حتى لا يستطيع أهله التعرف عليه، وتقوم جورجيا بعرض الطفل في إعلان على صيغة أن جورج الجميل يود أن يجد عائلة في عيد الميلاد هل ستكون أنت، وهكذا بدأت تنتعش تجارة الأطفال مع هذه السيدة وكانت تظهر أمام المجتمع أنها سيدة حنونة تساعد في تبني الأطفال المشردين، ولم تكن حقيقتها الشيطانية معروفة ولذلك تم تكريمها، وكان الأطفال الذين لم يرغب أحد في تبينهم كانوا يتركوا في الشوارع ويموتوا جوعًا.

جورجيا تان
جورجيا تان


النهاية
وبعد فترة لوحظ أن عدد الأطفال الذين معها كبير للغاية، ومع تزايد نسبة اختطاف الأطفال، ربطت المباحث بين الاثنين، وبعد التحريات وجدوا أن جورجيا قد باعت أكثر من 500 طفل بالإضافة إلى الأطفال الذين اعتدوا عليهم جنسيًا من الفتيات الصغيرات، وتوفت جورجيا قبل الجلسة الثالثة من محاكمتها لأنها كانت مصابة بسرطان في المعدة، وقد استقال كل من كان يعمل معها من عملهم وأغلقت تلك القضية دون العثور على عائلات هؤلاء الأطفال.