طباعة

صور .. "الحب في زمن الكشري" هكذا ودع المصريون عيد الفطر 2018 م

الإثنين 18/06/2018 02:25 ص

وسيم عفيفي

اخترع الروائي الكبير جابرييل جارسيا ماركيز، قصة حب متخيلة في زمن سحيق بين فيرمينا وحبيبها فلورينتينو، وجعل اسمها "الحب في زمن الكوليرا"، فوضع المصريون بصمتهم دون قصد فكان وداع عيد الفطر معهم عن طريق الكشري في جوٍ شاعري يختلف عن القتامة التي جمعت بين بطلي رواية ماركيز.
في التحرير تجلت الأناقة والبساطة في رجل وامرأة مع أطفالهما التقطتهم عدسة المواطن وهم يتناولون الكشري، ورغم أن المناسبة تبدو عادية، غير أن ابتسامة المرأة الحانية مع ملامحها البسيطة رسمت لوحة جمالية بطعم الكشري الحار.
أسرة مصرية في التحرير
أسرة مصرية في التحرير تتناول الكشري في ثالث أيام العيد
رمز الكشري في مصر السوشيال هي فاطنة أخت سيد كشري وزوجة عبدالغفور البرعي، أما الحب المصري الظاهر في الصورة فربما قلم يوسف السباعي قد وصفه في رواياته، لكن الواقع غير الخيال حتى لو كان الحب هو العامل المشترك بين الواقع والرواية.
تبدو الرومانسية في هذه الصورة ظاهرة من المرأة وليس زوجها الناظر إلى أجواء الميدان بعينٍ جاحظة، بينما الزوجة تلهو في حنان على أولادها منبثق من حبها لزوجها.
الكشري "خلطبيطة" من البهارات والبقوليات مثل الحب الذي يجمع بين الرجل والمرأة، فالهموم تطحنهما ومن ملابسهما المتواضعة يبدو أنها فارقا الطبقة المتوسطة أو بالكاد يتلمسان شكلها، وفي نفس الوقت يبدو الرضا قائماً في البساطة المتجلية من الكشري الذي لم يشتروه من المطاعم الباهضة.
أسرة مصرية في التحرير
أسرة مصرية في التحرير تتناول الكشري في ثالث أيام العيد
البقوليات تعطي فوائد صحية مثل الرومانسية التي تريح القلب، أما البهارات متمثلة في الشطة والدقة مثل الدنيا التي يعيش فيها الحب الذي جمع بين الزوجين، لا توجد راحة دائمةً، لكن يوجد فاصل زمني قصير من السعادة يمكن أن يقضونه في حديقة عامة احتفالاً بمناسبة دينية، وفي نفس الوقت ضخ مياه جديدة في نهر الحب الذي بدأ يطفو عليه حشائش نكد الزمن.
رغم تملق الأغنياء للكشري لكن تعتبر تلك الأكلة حكرا على البسطاء، مثل الحب تماماً، فالحب عند البسطاء ليس مثل الأثرياء، فالمصالح هو بوصلة الحب عند الطبقة "الهاي"، بينما لدى الطبقة المتوسطة فمؤشر قوة الحب يكمن في الإخلاص والوفاء الذي جعل الرجل لا ينظر للشاب والشابة الجالسيين على نفس الرصيف ليرثي حاله مع زوجته التي تجاوزت الأربعين، وإنما انهمر في الجلوس مع عائلته في ود يخفي الحياء، وخجل يظهر الجدية الغير جافة.
أسرة مصرية في التحرير
أسرة مصرية في التحرير تتناول الكشري في ثالث أيام العيد
الحب في زمن الكشري المصري، أفضل من الحب في زمن الكوليرا الكولومبي، فالنكد موجود بين الاثنين أي نعم، لكن الكشري فيه بساطة دون تكلف وجماليات طبيعية دون تصنع.
الكوبليهات اللائقة على نظرات السيدة مع الرجل يمكن أن تكون من أغنية "من بحري وبنحبه" 
أيام وسنين في هواك وأنا بين فرحتي وآلامي
تهجرني وأقول أنساك وإن شوفته أرجع في كلامي
لو بعده يزيد ولا يطول الحب جديد زي الأول 
يا سلام على أمه وأبوه قولوا لي إزاي عملوه 
شبك الجمالات وشبكني وإزاي نقدروا ننسوه