طباعة

بعد 17 سنة .. "أم زينب الفسخانية" : جوزى خدني لحم ورماني عضم

الأحد 24/06/2018 10:31 ص

أحمد حمدي

أم زينب الفسخانية

"يلا الفسيخ الطازة..الفسيخ النضيف..كُل وادعيلي" بهذه الكلمات تبدأ حياتها تنادى على رزقها الذي قدره الله، اليوم بالنسبة لتلك السيدة عبارة عن صفائح حديدية ورائحة نفاذة تعيش وسطهما بابتسامة جذابة وخفة دم معهودة.

"والملوحة والرنجة والفسيخ" اشياء اختارتها السيدة الخمسينية لتبيعها وسط زحمة الحياة وقسوتها، جلست على الأرض فى مكان اختارته بعنايه حيث مرور الزبائن منه باستمرار، ومع الوقت زاع صيتها وأصبح لها اسمها فى السوق.
أم زينب الفسخانية
أم زينب الفسخانية
"أم زينب" البالغة من العمر 55 عامًا، احضرت الصفائح المتنوعة ذات الرائحة النفاذة، عند مدخل سوق المنيب بمحافظة الجيزة، 
تقول:" الرائحة النفاذة بتاعة الرنجة والفسيح هى اللى بتشد رجل الزبون، اانا عارفه بتطلب هنا من أكتر من 20 سنة بقيت معروفة عند الجيران وكل اللى بيعدى يعرفنا".

تتميز بالصوت العالي، إذا سمعتها دون رؤيتها تعتقد أنك تسمع رجل، فصوتها جهوري كالرجال، وجرأتها لا تختلف شيئًا عن صوتها تضيف:" حياة الشارع ولغة المنطقة علمتني كتير وأثرت على شخصيتي طول الوقت بعرف اشد رجل الزبون بطريقتي واتعرف من صوتى، وكل واحد ليه رزقه اللى ربنا كاتبهوله فى حياته هياخذه".

لو البياعين استهيفوني هشوف اهانات كتير"، بالرغم من انوثتها كسيدة إلا أن المهنة طلت عليها طابع الخشونة والقوة والحزم تقول:"الست اللي بتشتغل في الشارع لازم تسترجل وتواجه ومتخافش من حاجة الرزق بتاع ربنا وانا هنا ليا سمعتي ومعروفة من زمن طويل".
أم زينب الفسخانية
أم زينب الفسخانية
تزوجت المرأة الخمسينية وهى فى عمر الـ 14 سنة، حيث اخذها الزوج وردة مفتحة وتزوجها ثم تركها وذهب بعيدا ليرى حياته كما يحلو لنفسه تستكمل: " كنت متجوزة وعندي أولاد منه بس حاليا مطلقة وسابنى ومشي، اتجوزت وانا عندي 14 سنة، كنت لسة مش واعية وعيشنا حياة مع بعض أكتر من 17 سنة شوفنا فيهم كل حاجة حلوة بس هو اللى قرر بسيبنا بلا رحمة أو ذوق".

قسوة الحياة التي رأتها السيدة الخمسينية بعد ما تركها الزوج لا تقدر بوصف، فقد تحملت صعوبة المعيشة، وعملت فى أكثر من عمل تقول:" اشتغلت فى اكتر من حاجة اشتغلت مسّاحة سلالم واشتغلت على قطر ولميت قمامة فى منطقتنا اى حاجة كانت بتوفر لى فلوس كنت بشتغلها ودايما انا ورزقي على الله".

السيدة الخمسينية، تجلس أمام بضاعتها لتنغمس في تلك الحياة، تارة بين أزماتها ومشاكلها، تارة أخرى في عشقها لها الذي لا ينتهي، تحولت إلى رجل تقوم بمهام الأب لأولادها الثلاث "بنتين وولد" تضيف:" "لازم أبقى قوية وجامدة، لو استسلمت مش هعرف اشتغل في الشارع، انا جوزت عيالي الثلاثة من بيع الرنجة والفسيخ".
أم زينب الفسخانية
أم زينب الفسخانية
وعن مرارة الحياة الزوجية التى كانت تحياها مع زوجها تضيف:"كبرت شوية وجوزي سافر نزلت اشتغلت وبقيت ببيع وبشتري كل حاجة لحد ما وصلت للرنجة وبقيت مهنتي، لما جوزي رجع مكنش بيشتغل فاتطلقنا، وعيشت لعيالي أب وأم، عندي غضروف وبتعب من الشغل بس خلاص مش هقدر أسيبه لانه بقا حياتي".

صعوبات المهنة أرقت السيدة الخمسينية كثيرا تضيف:" دكاترة الصحة فيه كتير منهم معندهمش ضمير، لما بيجوا يكشفوا على الرنجة يإما نرشيهم بالرنجة والفسيخ ونسيبهم ياخدوا زي ما هما عاوزين، يإما يقولوا على حاجتنا بايظة ويخسرنا فلوسنا ويرمولنا البضاعة في الزبالة".

عن تجارتها الموسمية، تقول أم محمد مع الرنجة:" من 5 صباحا، ولغاية آذان المغرب الذي تسمعه لتبدأ في جمع بضاعتها لترحل عائدة إلى منزلها بعد يوم طويل شاق، ببيع رنجة من 35 سنة، بشتريها من التجار وهما بيكونوا جايبينها من أسوان، اللي تعتبر أحسن بلد عندها رنجة وفسيخ، الناس بتشتري رنجة اكتر من الفسيخ لأن الرنجة سعرها أقل".