طباعة

" حرب كرموز ".. نسخة 2018 من "قسم الإسماعيلية 52"

الأحد 24/06/2018 03:16 م

مريم مرتضى

أفيش فيلم حرب كرموز

عند عمل بحث على الانترنت عن 25 يناير، يظهر لك حدثين، أشهرهم هو الأخير المرتبط بأحداث ثورة 2011م، لكن الحدث الأعظم الذي سطر هذا التاريخ في الأذهان كونه عيدًا للشرطة المصرية، هو 25 يناير 1952م، عندما وقعت موقعة الإسماعيلية، التي تُعد واحدة من أقوى المعارك التي تحكي عن بسالة الشرطة المصرية، وقت الاحتلال الإنجليزي.

ومؤخرًا قدم لنا السبكي تحفة فنية على شكل فيلم اسمه " حرب كرموز " أحداثه مستمدة من تلك الموقعة العظيمة، وقد حقق الفيلم منذ عرضه في عيد الفطر الماضي، أعلى إيراد يومي في شباك تذاكر السينما المصرية.
أفيش فيلم حرب كرموز
أفيش فيلم حرب كرموز


بداية لنأخذك في جولة سريعة داخل أحداث موقعة الإسماعيلية :

في يوم الجمعة 25 يناير 1952م، قام القائد البريطاني بمنطقة القناة " البريجادير أكسهام " باستدعاء ضابط الاتصال المصري، وأعطاه إنذار بأن تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال.
ولكن رفضت المحافظة ذلك الإنذار، وأيد الموقف وزير الداخلية " فؤاد سراج الدين باشا "، وطلب من الضباط هناك الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، وقتها جن جنون القائد البريطاني، ووجه إنذار أخر للقيادات المصرية، بتسليم أسلحتهم، وعندما رُفض ذلك الإنذار أيضًا، فقد أعصابه وأعطى الأوامر لقواته التي حاصرت قسم الشرطة بالدبابات والعربات المصفحة، وتم توجيه المدافع البريطانية، وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مُركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة، ولم تكن قوات الشرطة المصرية مسلحة بشيء سوى البنادق العادية القديمة.
وقام ما يقرب من 7 آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، لمحاصرة مبنى قسم الشرطة الصغير، ومبنى المحافظة في الإسماعيلية، بينما كان عدد الجنود المصريين المُحاصرين لا يزيد على 800 في الثكنات، و80 في المحافظة لا يحملون غير البنادق. 
وعلى الرغم من أن البريطانيون قد استخدموا كل ما لديهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة، إلا أن الجنود المصريون أثبتوا بسالتهم، ولم يستسلموا، واستمروا في المقاومة بكل شجاعة، ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية، وقوات الشرطة المحاصرة في القسم، ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة مع جنودنا بعد ساعتين من القتال، سقط خلالهما 50 شهيدًا، و 80 جريحًا، وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التي كانت تتمركز في مبنى القسم، وأصيب نحو سبعين آخرين، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين، وأسر من بقي منهم.


حرب كرموز

إذا كنت من المهتمين بالسينما المصرية، فلابد وأن تُشاهد فيلم " حرب كرموز "، قد يرى البعض فكرة الفيلم كليشيه محروق، ولكنه في الحقيقة رؤية عميقة لحدث تاريخي بشكل جديد على السينما المصرية، نرى في الفيلم فتاة مُغتصبة من قِبل جندي إنجليزي، تلك الفتاة التي تُشير في رمزية هامة إلى مصر، حيث تُمثل الفتاة عذرية مصر التي اغتصبها الاحتلال الإنجليزي، ونرى الجنود وهم يدافعون عنها، وتدور معركة حامية بين الجنود المصريين وقوات الاحتلال، ويُعد الفيلم من أكبر الأعمال الضخمة إنتاجيًا، حيث تخطت ميزانيته 70 مليون جنيه، وهو البطولة المطلقة الأولى للنجم أمير كرارة في السينما بعد بروزه في فيلم "هروب اضطراري" مع أحمد السقا العام الماضي، إضافة إلى النجاح الكبير الذي حققه على مدار جزئين من مسلسل "كلبش".