منذ قديم الأزل تمسك داء العنصرية بالجسد العربي، وحتى الان لم تتمكن العشوب العربية، وخاصة المصرية منها، أن تتخلص من ذلك الداء اللعين، وهناك الكثير من الأعمال الفنية المتنوعة ما بين أفلام ومسلسلات وروايات، قد تناولت الحديث عن العنصرية بجميع أشكالها، ولكن لنتحدث اليوم عن العنصرية الدينية، تلك التي تحدث حينما يوظف البشر أنفسهم كـ أولياء على غيرهم من عند الله، ويبدأ كل طرف من الشعب " المتدين بطبعه "، في مهاجمة وتحييد الأخر في الأمور الحياتية المختلفة، ولا تُخفى عليكم خافية، فهناك البعض الذي يذهب بهم التشدد إلى حد تكفير أصحاب الديانات المختلفة عنه، وإليكم أبرز تلك الأعمال الأدبية التي ناقشت أشكال العنصرية الدينية في مجتمعنا المصري :
قسمة الغرماء
تتناول الرواية قصة حياة المواطن " عبود جرجس " الذي يعمل مديرًا لإحدى الشركات في محافظة أسيوط، ويعاني معاناة شديدة في عمله لأنه مسيحي، ويقوم المسلمون المتشددون بالاحتجاج عليه، ويرفضوا أن يترأسهم، وفي النهاية لا يجد مفر سوى الهروب، ويترك بلده ويسافر تاركًا خلفه أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وابنه، ويتواصل مع عائلته عن طريق صديقته المسلمة " مُهرة"، التي تقع في غرام ماجد ابن عبود، وتُقيم معه علاقة غير شرعية، وتنتهي أحداث الرواية على ذلك.الرواية بها إشكالية واحدة واضحة من العنوان، وهي "في الفتنة الطائفية الجميع مهزوم"، وقد جاء العنوان من فكرة التجار الذي يخسرون في عملًا ما، فيقيمون قسمة غرماء فيما بينهم، ويتبادلون الخسارة، وهو ما أشار إلى أن المسيحيين والمسلمين على حد سواء، سيقتسمون الخسارة سويًا في حال سيطرة الفتنة الطائفية.في البداية صدرت رواية " قسمة الغرماء " للأديب الكبير يوسف القعيد، عن دار الساقي في لندن، بعد أن تم منع نشرها في مصر، ولكن بعد مدة طويلة تم إصدارها من قِبل الهيئة المصرية العامة للكتاب.
أوراق زمردة أيوب
ناقشت الرواية قضية العنصرية الدينية، بشكل بعيد عن الأخلاق، وربطتها بالتحولات الاجتماعية والثقافية، كما ناقشتها أيضًا من خلال الجوانب الاقتصادية والفساد السياسي، وقد صدرت الرواية للكاتب بدر الديب عن دار الكرامة، وهي تحكي عن زمردة تلك السيدة المسيحية، التي تعود بذاكرتها للخلف، وتسرد أحداث العنف الديني التي واجهتها في مصر، وقررت على إثرها أن تهاجر إلى أمريكا.