طباعة

" السلطان سليمان ".. أخفوا خبر وفاته وقاموا بدفن قلبه بعيدًا عن جسده

الخميس 05/07/2018 12:03 م

مريم مرتضى

السلطان سليمان

واحدًا من أشهر السلاطين العثمانيين وأقواهم، حكم الدولة العثمانية لمدة ٤٦ عامًا، زادت فيها مساحة الدولة لأكثر من الضعف إنه السلطان العثماني "سليمان القانوني" الذي رأت الدولة العثمانية على يده الكثير من التطور والإنفتاح.
سليمان القانوني
سليمان القانوني


ولد في ٦ نوفمبر ١٤٩٤م، وتولى الحكم وعمره 26 عامًا، بعد وفاة والده السلطان "سليم الأول"، وظل في الحكم لمدة 46 عامًا، أثناء حكمه قام بفتح شمال أفريقيا، وإمتدت حكمه للمجر وڤيينا وبلجراد، وشهد عهده توسعًا عمرانيًا كبيرًا، كما قام بحملة معمارية في القدس ورمم سورها، أما لقب "القانونى" فإتخذه لأنه عُرف بسنه الكثير من القوانين لتنظيم شؤون الدولة.
كما كان راعيًا كبيرًا للثقافة والفنون والأدب وقد خرق التقاليد الاجتماعية العثمانية بزواجه من واحدة لإحدى جواريه، وكان شاعرًا عظيمًا، يُجيد عددًا من اللغات الشرقية من بينها العربية، ومن ضمن مواهبه كانت قدرته على تشكيل المجوهرات بحرفية عظيمة.
سليمان القانوني
سليمان القانوني


وفاته وتحنيط جثته
توفى السلطان "سليمان القانوني" في 5 سبتمبر 1566م، وقت حصار قلعة "سيكتوار"، واضطر الأعظم وقتها "سوكولو محمد باشا" لمخالفة تقاليد الدفن الإسلامية، و قام بتحنيط جُثمان السلطان، وذلك في محاولة منه لإخفاء وفاة السلطان، حتّى لا يفقد الجنود عزيمتهم و يستكملوا حصار القلعة إلى أن يظفروا بالنصر، لكن للأسف كانت الأرض المحيطة ضحلة و مليئة بالمستنقعات، وكان المكان غير مؤهل للإحتفاظ بجثة لمدة 7 أسابيع أخرى و إلّا سيُكشف أمرها، فاضطروا الوزير الأعظم إلى دفن أعضائه الداخلية "قلبه، كبده، و أعضاء داخلية أخرى" في مكان خيمته التي توفي بها، و قاموا بتحنيط جثمانه حتى وقت نقله إلى اسطنبول.
وقاموا بعدها بإعدام الطبيب و المُساعدين الذين قاموا بالتحنيط لضمان عدم إفشاء السر، و استمر "سوكولو" بعدها في مباشرة المراسم الرسمية، و إطلاق الأوامر نيابة عن السلطان، وأعلن أن السلطان متوعّك و لن يستقبل أحد، إلى أن أتاهم النصر.
قبر السلطان سليمان
قبر السلطان سليمان


وحتى فترة ليست بالبعيدة كان هناك شك بأن تلك أسطورة ليست حقيقية، وانشغل علماء الآثار بتلك القصة حتى بعد 450 عامًا بعد وفاته، و توصلوا في النهاية لإكتشافات تؤيد هذه الأسطورة، فبالنظر للحفريات و الخرائط، وُجد أنه كان هناك مدينة عثمانية صغيرة تُسمى "توربك" في القرن الـ 16 و الـ 17، و قد أنشأت هذه المدينة بالقرب من مكان "حصار قلعة سيكتوار " و تم بناء جامع فيها و بعض المستوطنات للمسلمين، و بالنظر لمكانها ولإسمها القريب من كلمة " تُربة " فقد زعموا أنّها المكان الذي دُفن فيه قلب " السلطان سليمان " لكن في عام الـ 1680م، هجمت قوات هابسبورغ على المدينة، و دمروا آثارها تمامًا، و دُفنت معها الحقائق إلى مصير مجهول.

ولكن بدأ بعض علماء الآثار المجريين في عام 2012م، بتمويل من تركيا و المجر في محاولة البحث عن مكان دفن قلب السلطان سليمان، و بالفعل بدأ عملهم في عام 2012م، في بلدة " سيكتفار " المجرية.
ووجد الفريق المجري دليلًا على وجود عدة مبان ملحوظة هناك واحدًا منهم كان موجهًا نحو قبلة الصلاة، ومع ذلك فإنهم ليسوا متأكدين تمامًا، من أن هذا كان موقع قبر سليمان، ولكن الآن، كل الأدلة تشير إلى أن هذا هو المكان الذي دُفنت به أعضائه.
 السلطان سليمان ..
صور من موقع البحث
صور من موقع البحث


مسلسل حريم السلطان

على الرغم من وجود غلطات تاريخية كارثية بهذا المسلسل إلا أنهم ذكروا واقعة وفاته الصحيحة وقاموا بتصوير الأحداث كما حدثت حرفيًا.