تجلس هناك في مكان بعيد عن أعين الناظرين عالقة عيناها في السماء كأنها تناجي ربها لشيء ما الكل حولها ينظر في دهشة يسأل عن سبب جلوسها الهادئ هكذا.
تشجعت سيدة وذهبت لسؤالها عما حدث لها ولماذا تجلس صامتة، هي سيدة في بداية عقدها الثالث جاءت للمحكمة لكي تقوم بخلع زوجها بسبب أن زوجها تزوجها غصب عنه إرضاء لأهله.
قالت: تزوجت منذ سنتين زوجي طوال هذه المدة كان لم يطيق النظر في وجهي أول يوم زواج في فرحنا جلس بعيد عني ولم يجعلنا نقوم بفرح فضل أن يكون مجرد كتب كتاب وبعدها نذهب للمنزل.
تابعت: زواجنا كان بناء علي رغبة أهلي وأهله ولكني رأيت انه شاب جيد ومحترم لم يقوم بزيارتنا قبل الزواج سوي مرتين مع والدته فقط وتم الزواج خلال شهرين أو ثلاثة، لم أنكر أنني كنت أريد معرفة لماذا يفعل هذا معي ولكن كل مرة أتراجع وأقول بعد الزواج أكيد سنجلس معا كثيرا أستطيع وقتها أعلم سبب تهربه مني أغلب الأوقات وكنت مخطئة في ذلك، أول يوم عند ذهابنا للمنزل ذهب في غرفة بمفرده وظل فيها حتى الصباح ولم يتحدث معي حرف.
أكملت: ظل هكذا لمدة تزيد عن شهر حتى تشجعت وذهبت لسؤاله لماذا تزوجني إذا كان يريد العيش بمفرده صمت في بداية الأمر ولكن من إلحاحي عليه اندفع قائلا " أنتي السبب في خسارتي لحبيبتي أهلي قاموا بإهانتها حتى جعلوها تتزوج من أخر وغصبوني علي الزواج منك "، خرجت مسرعا إلي غرفتي وانهرت من البكاء وصدمتي لما قاله ولكن ظللت صامتة فترة وحاولت التعايش مع الأمر.
تابعت: لكنه لم يحاول يوما اعتباري زوجة له وأصبحت حالته تسوء يوما عن يوما وكنت أرى نفسي سيدة سيئة في أوقات كثيرة وفي كل مرة يقول لي أنني السبب فيما يحدث كنت أشعر وكأن سكين يمزقني من الداخل، عندما أيقنت أنه لن ينسي ما حدث له وخاصة بعدما أصبح يأتي المنزل يوميا في الصباح وليس في وعيه قررت أرحمه رغم أنني أحبه ولكن لا شيء في يدي غير ذلك الحل تركه ليفعل ما يريد ولا أكون السبب.
