تميزت محافظة سوهاج بالعديد من المناطق الأثرية والهامة تاريخيا، وكان من أبرزها مدينة أخميم، والتى تقع على الضفة الشرقية من نهر النيل، وكانت أحد المدن الرئيسية التي لها شهرة واسعة وكان يتبعها العديد من القرى والمدن، يحدها من الجنوب باكورة قوص وشمالا باقورة قهقوة والتى تسمى حاليا مدينة طهطا.
تحتوي مدينة ومركز أخميم على آثار فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية، بالإضافة إلى اشتهارها بصناعة المنسوجات اليدوية وأكسبتها شهرة عالمية، حتى أطلق عليها لقب "مانشستر ما قبل التاريخ"، نسبة إلى مدينة مانشستر البريطانية المعروفة بالمنسوجات وقيل إن مانشستر البريطانية استمدت اسمها من أخميم، وهي من المواقع الأثرية الهامة والتي يتردد عليها السياح كثيرًا ويستمتعون بها.
أكد المؤرخون أن مدينة أخميم، سميت بالعديد من الأسماء مثل شمين، وخمين، وبرمين، حتى سميت على ما هو علية الآن بـ "أخميم" وهي مدينة الإلة "مين" إله الخصوبة والنماء عند الفراعنة القدماء، وكانت عاصمة الإقليم التاسع فى العصر الفرعوني القديم.
بنيت مدينة أخميم على مدار التاريخ ما يقارب 7 مرات وهي عائمة على 3 مدن أثرية جاءت متعاقبة، حيث تم تغطيتها 3 مرات فى التاريخ، وكل طبقة تحمل حضارة معينة وأنها تحوى تحف أثرية نادرة جدا.
تكتظ مدينة أخميم على العديد من المناطق الأثرية والمعالم الأثرية، ومن أشهرها تمثال ميريت آمون ابنة رمسيس الثاني، ويبلغ ارتفاعه 13 مترا، ووزنه 31 طن، ومعبد الملك رمسيس الثاني، وهو معبد كبير جدا، تم اكتشافه عام 1981 عند البدء فى حفر قواعد وأساسات معهد ديني، بالقرب من مقابر أخميم، ولا يقل اهمية عن معبد الكرنك بالأقصر، ومقابر السلامونى.
ويوجد بأخميم الكثير والكثير من المعالم القبطية، حيث يوجد بها دير ماري جرجس الحديدي بالعيساوية، ودير الملاك ميخائيل ودير الشهداء ودير العذراء بقرية الديابات، ودير الأنبا بسادة بالأحايوة، ودير الأمير توادروس بالصوامعة شرق، وكنيسة القديس أبو سيفين باخميم.
كما يوجد بها اثار قبطية يوجد بها أيضا العديد من المعالم الأثرية الإسلامية منها، مسجد الأمير حسن بن الأمير محمد، ومئذنة مسجد الأمير محمد، وضريح الشيخ كمال الدين بن عبد الظاهر وغيرة من الأضرحة الهامة والمشهورة ويتردد عليها المريدين.
يؤكد عبدالناصر الشريف مدير متحف سوهاج القومي، أن أخميم من أهم المناطق الأثرية على مستوى مصر وليس سوهاج أو الصعيد فحسب، لأن بها آثار نادرة وتطفو على مدينة أثرية كبيرة وخاصة تحت مقابر أخميم يوجد معبد رمسيس الثاني الذي يضاهي معبد الكرنك بالأقصر.
ونوه الشريف أن مدينة ومركز أخميم الأثرية خاضعة لقانون الآثار، ويحظر إقامة أية حفائر أو منشآت بدون ترخيص وبدون إشراف من المجلس الأعلى للآثار، ربما يكون الموقع به آثار فيتم وقف الحفر به منعًا للعبث بالمناطق الأثرية التاريخية.
