طباعة

الشيخ محمد عبدالعزيز حصان .. أستاذ الوقف والابتداء

الثلاثاء 23/10/2018 02:01 ص

محمد عبدالعزيز حصان

لم يكن يدري الطفل الصغير محمد عبدالعزيز حصان أنه سيصبح محط أنظار العالم والباحثين والقراء والموسيقيين وأيضًا السميعة لما حباه الله تعالي بحنجرة ذهبية فولاذية قلما تتكرر مما جعله مضربًا للأمثال حتى أن الجميع لقبوه بأستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي وحرص العديد من الباحثين في مناقشة الرسائل العلمية منها الدكتوراة في الشيخ حصان نظرًا لقدرته الهائلة التي لم يسبق لها مثيل كما قالوا.

الشيخ محمد عبدالعزيز حصان أحد القراء المصريين البارزين، الملقب "بأستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي"، ولد يوم 22 أغسطس من عام 1928 بقرية الفرستق بالغربية وتوفي يوم 2 مايو من عام 2003.

رغم أنه يعد من أقصر القراء في النفس إلا أن له تجليات من الله تنهال عليه حتى أنه كان لا يعلم متى سيتوقف أثناء تلاوته وخاصة في جواب الجواب - أعلى طبقة في الصوت - وكأن المولى كان ينزل عليه هذا الإعجاز والإبهار الذي يجعل المستمع مشدوهًا ومذهولًا في نفس الوقت حيث كان الجميع يتفاعل معه دون استثناء بصوته الآخاذ والفريد والنادر.

حفظ الشيخ محمد عبدالعزيز حصان القرآن الكريم وهو ابن السابعة ساعده على ذلك تفرغه الكامل لحفظ القرآن الكريم بسبب فقد البصر، فكان ذهنه متفرغًا لشيء واحد وهو حفظ كتاب الله عز وجل بدأت علامات النبوغ والذكاء تظهر عليه وهو طفل صغير مما دفع الشيخ علي زلط الصديق المخلص للحاج عبدالعزيز – لأن يشجعه على الذهاب بابنه محمد إلى كتّاب الشيخ عرفه الرشيدي رحمه الله ليحفظه القرآن الكريم.

الالتحاق بالإذاعة

تقدم لاختبار الإذاعة أمام لجنة القراء في يناير 1964م ولكن اللجنة أعطته مهلة لمدة 6 شهور عاد بعدها للاختبار وحصل على مرتبة الامتياز في الاختبار الثاني وكان عام 1964م بداية لتاريخه الإذاعي.

تم تعين الشيخ حصان قارئ للسورة في المسجد الأحمدي بطنطا وذلك بقرار جمهوري من الرئيس السادات في عام 1980 م، وللشيخ حصان ذكريات مع مدينة طنطا يقف عندها خاشعًا باكيا بها حافظ على القرآن بتعلم علومه وتجويده وبها يلتقي مع عشاق صوته والاستماع إليه مرة كل اسبوع وبها حظي بالخير كله عندما جاءه تكليف بأن يكون قارئًا للسورة بأشهر مساجد مصر ( المسجد الأحمدي بطنطا ) يقول الشيخ حصّان: ومن حسن حظي أن منّ الله عليّ وجعلني خادمًا للقرآن وقارئًا له.

توفى الشيخ حصان في يوم الجمعة الموافق الثاني من مايو عام 2003م وصلى عليه صلاة الجنازة في مسجد السيد أحمد البدوي بطنطا وفي عصر ذلك اليوم توفت زوجته وقد ترك الينا الشيخ تراث كبير يزيد عن 10 الاف ساعة.