طباعة

كلية الألسن تحتضن مسرحيتي حارة اليهود ورجعت حبيبتي وبوابة المواطن تحاور أبطالهما

الجمعة 14/12/2018 03:28 م

حوار : دعاء جمال – أماني سلام

أروقة الألسن تحتضن طلابها

بأدوات بسيطة مثل الستائر القديمة والملابس المصرية الأصيلة وميكرفون غرفة المحاضرات، استطاع طلاب الفرقة الثالثة في قسم اللغات السامية شعبة اللغة العبرية في كلية الألسن جامعة عين شمس أن يخرجوا إلى النور مسرحية صغيرة داخل مدرج 341 إلى النور وسط تصفيق أساتذتهم ودعم أصحابهم ونظرات الفخر تملأ العيون.

يعرف جيل ما قبل الحداثة فكرة مسرح الجامعة والتي خرجت عباقرة مثل فريد شوقي ونور الشريف وعادل إمام وسعيد صالح والضيف أحمد، وربما يبدو أمرا غير مستساغ بالنسبة لجيل الفيس بوك أن تقوم الجامعة عن طريق هيئة التدريس بتبني المواهب المسرحية.

أبطال مسرحيتي حارة
أبطال مسرحيتي حارة اليهود ورجعت حبيبتى
شباب صغار لا يتعدى أعمارهم الـ 21 عامًا استطاعوا خلال عروض صغيرة أن يناقشوا قضايا في غاية الأهمية، فقدموا مسرحيتين، الأولى تأتي تحت مسمى "حارة اليهود" والثانية تحت مسمى "رجعت حبيبتى".

أما عن المسرحية الأولى "حارة اليهود"، فناقشت قضية مهمة وهو تواجد اليهود في مصر قبل نكسة عام 1967، وطريقة تعامل المصريين معهم إن الشعب المصري استوعب جميع الديانات والثقافات وتعامل مع أبناء الطائفة اليهودية على أنهم جزء من نسيج المجتمع وذلك حتى انغمس بعضهم ووقع في شباك الحركة الصهيونية، أما المسرحية الثانية والتي تأتي تحت مسمى "رجعت حبيبتى" فناقشت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية سرقة الأرض الفلسطينية على أيدي الصهاينة فهم من يغرون الشباب بالأموال لكي يتركوا أراضيهم ولكن الفلسطينيون يأبوا أن يتركوا عرضهم وأرضهم ليذكروا الصهاينة في النهاية أن وعد الله حق وأنه مهما طال الزمان ستظل فلسطين عربية أبية.


لقطة من مسرحية حارة
لقطة من مسرحية حارة اليهود
لذا حرصت "بوابة المواطن" على أن تجري حوار مع رئيس قسم اللغات السامية الدكتور منصور عبد الوهاب والدكتورة دعاء سيف  مدرس الأدب العبري الحديث وهؤلاء الشباب الذين أبدعوا في عرض مسرحياتهم بتوجيه من أساتذتهم وكان الحوار كالآتي:

الدكتور منصور عبد
الدكتور منصور عبد الوهاب
كرئيس للقسم : ما رأيك في العروض المسرحية التي تم تقديمها؟
فأجاب منصور عبد الوهاب:" يجب أن ينسب الحق لأصحابه فأنا وافقت على فكرة المسرحيات ولكن الدور الأكبر كان للدكتورة دعاء سيف فهي من كانت تحرص على متابعة العمل المسرحي ومراجعة الحوار باللغة العبرية لأجل إخراجه كما رأيتموه اليوم".

أما عن دكتورة دعاء سيف والتي كان لها نصيب الأسد من الحوار وهي السبب الرئيسي في خروج مجهود الطلاب بهذا الشكل المشرف وكان الحوار معها كالآتي:

من صاحب فكرة مسرحية حارة اليهود وكيفية اختيار طاقم المسرحية من الطلاب؟
"في المادة التي أقوم بتدريسها فلا أجبر الطلبة على موضوع ما ويكون لهم حرية الاختيار ولكن بيتم وضع إطار محدد بحيث تكون الموضوعات في إطار معرفة بثقافة الآخر والمعرفة بثقافة اللغة العبرية وتاريخ المجتمع اليهودي سواء داخل مصر والمجتمع الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية في كافة المجالات، أما عن اختيار طاقم المسرحية فأنا تركت لهم حرية الاختيار فلا أجبر طالب على تمثيل أو اختيار شخصية معينة وهذه المسرحية بشكل خاص كان متزعم فكرتها الطالب أحمد خالد وكان تمثيله رائع وأرى فيه أحمد عز المستقبل" .

"ماذا عن اللغة العبرية ومراجعتها في المسرحية؟"
"بدوري أستاذة للمادة راجعت معاهم لغة المسرحية والتي كانت تتميز بأنها لغة بسيطة وسهلة حتى على غير دارسي اللغة العبرية لأنها تحتوي على لغة الجسد أكثر من اللغة العبرية بالأخص بدليل تفاعل بعض الأشخاص غير دارسي اللغة العبرية مع فريق المسرحية نتيجة أن الأداء كان صادق ولغة الجسد كان عندهم عالية جدا، كما كانت اللغة العبرية أميل إلى اللغة العامية التي يتحدث بها الإسرائيليين".

لقطة من مسرحية حارة
لقطة من مسرحية حارة اليهود
من صاحب فكرة اختيار أسماء الشخصيات في المسرحية؟
"بالفعل كانت أسماء الشخصيات من اختيارهم، واعتقد أنهم اختاروا أسماء من ضمن أسماء يهود بالفعل كانوا عايشين في مصر".

لماذا تم اختيار محل المجوهرات الذي يمتلكه اليهودي خلال العرض المسرحي؟
"اليهود على مختلف العصور يحبون العمل في مجال الاقتصاد سواء كان في العصر الوسيط أو العصر الحديث وبالفعل كان يهود مصر يعملون في المجالات الاقتصادية ليس بالأخص في المجوهرات ولكن كان هناك العديد من المشاريع مثل شيكوريل في وسط البلد وبنزايون الموجود في بورسعيد".

دعاء سيف وفريق عمل
دعاء سيف وفريق عمل حارة اليهود
هل من الممكن أن يكون الطلاب استوحوا اسم المسرحية من مسلسل حارة اليهود؟
"نحن نعيش في مجتمع مصري بيأثر وبيتأثر بكل شئ حوله، فانهم وإن شاهدوا المسلسل أو لا فهذا لا يغير في الأمر شئ لأن العمل الخاص بهم نتيجة عدد من القراءات والاطلاعات بيتمخض عنها ظهور عمل جديد قد يحاكي ما سبقه أو ييضيف عليه وهذا العمل أضاف عليه كثير".

هل أثر العمل المسرحي على مستوى الطلاب؟
"التعب كان أثناء التمثيل والبروفات وتسهيل الصعاب التقنية في اختيار الملابس وغيرها، لكنني أرى أن الطلاب عملوا شئ جميل للغاية وهو استخدام اللغة العبرية كلغة حديث، فطور الأشياء التي تؤخذ داخل المحاضرات ويتحدثوا بها بينهم فاعتقد أنهم تخطوا مرحلة ترجمة النصوص إلى التحدث باللغة وهذا مطلوب".

المسرحية كانت تحتوي على إفيهات مصرية وكلمات عربية فهل هم من قاموا باختيارها؟
"حقيقي كانت اختيارهم هم في الأساس، وتلك الكلمات العربية موجودة بالفعل داخل اللغة العبرية فهم يريدون أن يوصلوا لغة الشارع إلى الجمهور".

لقطة من مسرحية حارة
لقطة من مسرحية حارة اليهود
وتوجهت عدسة "بوابة المواطن" إلى الأبطال الحقيقين الذين تبناهم الأساتذة وهم فريق عمل مسرحية "حارة اليهود" بداية من قائد الفريق وصاحب الفكرة "أحمد خالد".

لماذا اخترت فكرة تلك المسرحية بشكل خاص وكيف كانت البروفات تسير؟
"أنا المسؤول عن الفكرة الخاصة بالمسرحية وكذلك اختيار زملائي، فكنا نأتي إلى الجامعة منذ الساعه الـ 8:30 صباحا ونغادر الساعة الـ 6 وكنا نقوم بعمل البروفات سواء قبل أو بعد المحاضرات، وكنت أأمل أن أقدم شئ للقسم، فأنا لا أريد مسرحية فقط بل أريد عمل فيلم والأهم هو الموضوع".

ما أصعب اللحظات التي واجهتها خلال تلك المسرحية؟
"مرحلة إخراج المسرحية أرهقتني للغاية، فكان من ضمن توجيهاتي للفريق هو لحظات البكاء والضحك وكيفية إخراجها بشكل واقعي، فهذا مجهود 3 أشهر متواصلين".

دعاء سيف والطالب
دعاء سيف والطالب أحمد خالد
لماذا تم اختيار اسم المسرحية بـ "حارة اليهود"؟
"جاءت فكرة اختيار اسم المسرحية داخل أحد محاضرات دكتورة دعاء سيف وطلبها المقارنة بين اليهود في مصر واليهود في الخارج وبعدها رأيت فيلم حسن ومرقص وكوهين فعجبتني فكرة الفيلم وبالفعل بدأت البحث أكثر في الأمر لأصل إلى أفضل صورة يمكن تقديمها".

ماذا عن اختيار أسماء الشخصيات في المسرحية؟
"أنا من قمت باختيارها فشخصية "أم تن تن" جاءت في فيلم حسن ومرقص وكوهين وكانت تحب شخصية كوهين أما شخصية "أم زينب" فهي شخصية حقيقية تمت معرفتها ونحن في جولتنا في حارة اليهود وكانت تتعامل مع اليهود بالإضافة إلى شخصيتين أخرتين وهما "زينب ونفيسة وكان فتحي هو زوجها وهذا ما تم عرضه في المسرحية".

شخصيتك في المسرحية "شمعون" من أين استوحيت ملابسها؟
"أما عن شخصية شمعون فأنا قد استوحيت ملابسها من "عم أيوب" في مسرحية "الجوكر" للفنان الكبير محمد صبحي وكنت قد اتخذت بعض الإفيهات من تلك الشصية ولكن باللغة العبرية".

لقطة من مسرحية حارة
لقطة من مسرحية حارة اليهود
ما الذي قدمته دكتورة دعاء سيف من دعم لكم جميعا؟
"دكتورة دعاء سيف هي من كانت تشجعنا كثيرا وراجعت معنا اللغة العبرية المكتوب بها المسرحية كما كانت الدكتورة ريهام القاضي أيضًا تقوم بدور كبير وفعال معنا".

من الممكن أن تشارك في عروض مسرحية أخرى؟
"أحب أن أشارك في عروض مسرحية ولكن تلك المرة ستكون على مسرح الجامعة ويكون بإمكانيات أكبر بكثير فأنا لدي العديد من الأفكار التي أرغب في تقديمها".

أما عن الفتيات المشاركات في هذا العرض المسرحي، فتحاورت البوابة مع كل من الطالبة نورا طارق التي قامت بدور "استر" زوجة شمعون اليهودي وكذلك مع الطالبة "شيماء محمد عبد السميع" التي قامت بدور "أم زينب" والأخيرة سماح العبد والتي قامت بدور شخصية صهيونية كانت الأسئلة كالآتي:

ما أكثر الأشياء صعوبة واجهتموها؟
"أكثر الأشياء صعوبة كان عامل الوقت، فبالوقت ذاته ولمدة 3 أشهر متواصلين ونح في إرهاق متواصل وكثيرا ما كان أحمد خالد يدعمنا ويوجهنا لكي نخرج بهذا الأداء المتميز".

طالبات حارة اليهود
طالبات حارة اليهود
هل تم إجبار أحدكن لاختيار شخصية ما في المسرحية؟
"على العكس كل منا قد اختار دوره الذي يريده ولكن كان من أكثر الأشياء خلافا بيننا هي محاولة الدخول في مود الشخصية ومحاولة البكاء".

إذا عرض عليكن التمثيل في المسرح وليس التزام باللغة العبرية هل ستوافقن؟
"إذا تم العرض علينا بالتمثيل والمشاركة في مسرحيات الأخرى فنحن على استعداد فهي تجربة جيدة للغاية رغم تعبها".

دكتورة دعاء مع محرري
دكتورة دعاء مع محرري بوابة المواطن

ماذا عنك يا سماح : لماذا اختارتي الشخصية الصهيونية؟

"لقد قمت باختيار هذه الشخصية لكي أوضح للمشاهد ما يقوم به الصهاينة من جذب الشباب للهجرة إلى إسرائيل وإقناعهم بأنها أرضهم وأرض الميعاد".

دكتورة دعاء وسماح
دكتورة دعاء وسماح العبد
وننتقل الآن عزيزي القارئ إلى مسرحية أخرى تم عرضها داخل أروقة كلية الألسن جامعة عين شمس ألا وهي مسرحية "رجعت حبيبتى" والحديث مع صاحب فكرتها وهو الطالب "عمر أحمد" وكان الحوار كالآتي:

من أين جاءت لك فكرة المسرحية؟
"عند بدئي في كتابة موضوع المسرحية كنت قد قررت أن أختار موضوعًا له علاقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكنت أريد من خلالها توضيح أن الفلسطينيين لم يبعون أرضهم ولكن جزء بسيط منهم".

دور دكتورة دعاء سيف معكم ؟
"دكتور دعاء سيف كانت من أكثر الأشخاص التي قامت بتشجيعنا خلال المسرحية".

هل تلك المرة الأولى التي تشارك فيها في عروض مسرحية؟
"لم تكن تلك المرة الأولى، فهذه هي السنة الثانية التي أشارك فيها وكان العرض العام يعالج الفترة ما قبل حرب 1948م.

فريق مسرحية رجعت
فريق مسرحية رجعت حبيبتى
وجاء دور الطالب مصطفى صلاح الذي قام بتمثيل الرجل الفلسطيني الذي أبى أن يبيع أرضه للصهاينه على الرغم من محاولة أولاده اقناعه والذين تم إغوائهم من قبل الصهاينة ويعودون في آخر العمل عن قرارهم.

ما هي هدف المسرحية؟
"نناقش في تلك المسرحية فكرة تعامل الإسرائيليين مع العرب بالأخص من بداية قيام الدولة عام 1948".

هل شاركت في عروض مسرحية أخرى؟
"بالفعل لقد شاركت العام الماضي في مسرحية عالجت الفترة قبل حرب 1948 وهذه المسرحية وحصلنا على شهادات تقدير".

ماذا عن كواليس المسرحية؟
"كل يوم كنت أنا وتيم العمل بننزل الجامعة من أجل البروفات ولكن شهد الأسبوع الأخير قبل العرض نزول مكثف لنا من أجل إخراج العمل كما يستحق".