"إفريقيا الغنية والفقيرة في نفس الوقت" بتلك الكلمات وصف أصغر الرؤساء الأفارقة اندريه راجولينا، رئيس مدغشقر، في أول حضور له لقمة إفريقية القارة السمراء، ولذلك لا تعتبر رئاسة الإتحاد الإفريقي مجرد مكسب سياسي لمصر أو استعادة لدورها القيادي داخل القارة الأفريقية، وإنما هو طريق جديد للعودة للتكامل الاقتصادي مع القارة واستثمار ثرواتها المعطلة والدفينة.
خطة عمل مصرية
لم يختفي الجانب الاقتصادي من حديث الرئيس السيسي أمام القمة الإفريقية، بل وتصدر أجندة عمله تجاه القارة، حيث أعلن أن المحور الأول فيها هو التكامل الإفريقي وتطوير البنية التحتية والمشاريع العابرة للحدود، وخص الرئيس السيسي مشروع ربط القاهرة بكيب تاون ويعد أطول طريق بري يربط بين شمال إفريقيا وجنوبها، حيث سيصل طوله إلى ما يقرب من 9700 كيلو متر، وسيمر بـ9 دول أفريقية هي مصر والسودان وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي والجابون وصولا في نهاية المطاف إلى "كيب تاون" عاصمة جنوب إفريقيا.
واستكمل عدد من المشاريع الأخرى، هي ربط البحر المتوسط وبحيرة فكتوريا، ويستهدف المشروع ربط دول حوض النيل بممر ملاحى يدعم حركة التجارة البينية والسياحة، ومشروع الربط الكهربائي بين أفريقيا وأوروبا، حيث يتم بيع الطاقة، إلى الدول الأوروبية والإفريقية، وذلك على 3 مستويات، الأول في أوقات أدنى حمل، والثاني في أوقات الحمل المتوسط، أما الثالث، فيكون بأعلى سعر، وهو وقت ذروة، وذلك حسب طبيعة كل دولة
خطاب الرئيس السيسي
قالت رئيس مبادرة مصر والسودان ايد واحدة الاعلامية شادية الحصرى، أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي خطوة مهمة لتحقيق التقدم لأفريقيا، مبينة أن لديها ثقة فى نجاح الرئيس السيسى فى هذه المهمة ورئاسة الاتحاد.
وأكدت شادية الحصري في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن خطابه أمام جلسة الإتحاد الإفريقي الذي تضمن العديد من النقاط الهامة والتي تصب فى مصلحة القارة الافريقية، والمشروعات التي سيعود نفعها على العديد من بلدان القارة.
وأضافت شادية الحصرى، رئيس مبادرة مصر والسودان ايد واحدة، أن الرئيس السيسى مهد للملف الافريقي بعد سلسلة من الزيارات والمشاركات المهمة بالعديد من المنتديات الأفريقية والدولية، مشيرة إلى أن ان قادة ورؤساء وحكومات وشعوب الدول الأفريقية يقدرون الجهود المخلصة والكبيرة التي بذلها الرئيس السيسى لتحقيق التعاون والتنسيق والعمل المصرى الأفريقى المشترك ودعم وتعزيز التعاون مع جميع الدول الأفريقية.
الثروات الأفريقية
قال حذيفة محيي الدين، رئيس جبهة كفاح السودانية، أن أفريقيا من أكبر القارات ثروات وإمكانات لا محدودة في كل المجالات وهذه الثروات عجز الاتحاد الافريقي في كل دوراته تفجير الطاقات للاستفادة من هذه الثروات التي تتكالب عليها دول الصين وأمريكا وعدد من الدول الأوروبية التي تعي وتفهم أهمية الاقتصاد الإفريقي.
وأكد محيي الدين في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن الفساد والمحسوبية التي تسيطر على اغلب دول الاتحاد خلقت هذا التراجع في الاستثمار والاستفادة من الطاقات الاقتصادية في أفريقيا.
وأضاف رئيس جبهة كفاح السودانية، أنه يتطلع من مصر دور ريادي في تطوير الاستثمارات بين دول الاتحاد وفتح حدودها للتجارة والتبادل الاقتصادي ومنع الضرائب والجبايات لتشجيع الاستثمارات بين دول الاتحاد.
فرص عمل كبيرة
قال سنبلي مابوكا، الناشط والإعلامي العفري، أن مصر بعد رئاستها للاتحاد الأفريقي أمامها فرص كبيرة للعمل في الأراضي الأفريقية ومنها العفرية، مثل شركات الاستثمار هذا والمنح إلى الجامعات المصرية ودعم المعاهد العربية في إقليم العفر.
وأكد "مابوكا" في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن هناك فرص استثمارات ضخمة في الإقليم العفري الذي يتمتع بالحكم الذاتي في إثيوبيا، يمكن للمستثمرين المصريين أن يستغلوها بشكل جيد إذا ذهبوا إلى هناك.
وأضاف الناشط والإعلامي العفري، أن الإقليم الفري في إثيوبيا بكر بكل ما تعني هذه الكلمة، ويحتاج إلى جميع التخصصات كما أن جميع الإستثمارات صالحة فيه، حتى أنه يحتاج إلى معلمين مصريين للغة العربية أيضًا.
وبين "مابوكا"، أنه سيفتتح قريبًا داخل عاصمة الإقليم العفري، معهد ديني إسلامي وعربي، وسيكون ذلك بدعم من المملكة العربية السعودية، وهي التي تضطلع بمهمة إنشاؤه.
