طباعة

بلغاريا.. ومفاوضات الغاز

الإثنين 29/08/2022 01:53 ص

فاطمة بدوي


أعلنت بلغاريا وهي من أولى الدول التي عانت في أبريل من انقطاع شحنات الغاز الروسي انها مستعدة لاستئناف المفاوضات مع شركة غازبروم العملاقة خشية مواجهة نقص هذا الشتاء.
ورفضت هذه الدولة البلقانية التي كانت تعتمد بشدة على موسكو حتى ذلك الحين لتأمين الطاقة الدفع بالروبل وضاعفت المبادرات لتنويع مصادر إمدادها.
لكن رئيس الوزراء الموالي لأوروبا كيريل بيتكوف أقيل في حزيران/يونيو بمذكرة لحجب الثقة ودعت الحكومة الموقتة التي تم تشكيلها إلى "مزيد من الاعتدال" تجاه روسيا التي تعد بلغاريا مقربة منها تاريخيًا.
وقال وزير الطاقة روسين هريستوف خلال مؤتمر صحافي "المفاوضات مع غازبروم اكسبورت لاستئناف عمليات التسليم بموجب العقد الحالي" الذي ينتهي آخر ديسمبر "باتت حتمية".
وأوضح أن هذا هو الحل الوحيد للحصول على سعر مقبول للشركات بعد استدعاء أرباب العمل والنقابات لدعم هذا التغيير في الاستراتيجية. 
لكن المسؤول حذر من أن "المفاوضات مع غازبروم ستكون صعبة" مؤكدا أن المرحلة التالية ستكون رهن بالحكومة التي ستنبثق عن صناديق الاقتراع مطلع أكتوبر.
ردًا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي في أعقاب بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وطالب الرئيس فلاديمير بوتين الدول "غير الصديقة" التي تشتري الغاز الروسي الدفع بالروبل من حسابات في روسيا تحت طائلة حرمانها من الإمدادات.
وعلقت روسيا شحناتها الى الدول التي لم تمتثل لذلك، بالاضافة إلى بلغاريا واجهت كل من بولندا والدنمارك وفنلندا وهولندا ولاتفيا هذا الوضع. أما بالنسبة إلى الدول الأخرى تراجعت الشحنات إلى أوروبا وانخفضت بنحو 70% في تموز/يوليو خلال عام واحد.
ورافضا أي لجوء جديد إلى غازبروم، سارع بيتكوف بإنشاء خط أنابيب غاز جديد مع اليونان المجاورة لتسلم الغاز الأذربيجاني اعتبارًا من أكتوبر. كما تفاوض على توريد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.
قال هريستوف لتبرير قرار اعادة التواصل مع غازبروم إن عمليات التسليم مضمونة لشهر ايلول/سبتمبر وجزئيًا فقط لشهر أكتوبر.
أسعار الغاز الطبيعي في بلغاريا ترتفع 60% خلال أغسطس
لأكثر من 156 دولارًا
تسبّبت الحرب الروسية على أوكرانيا في اشتعال أسعار الغاز الطبيعي أوروبيًا وعالميًا، مع استغلال موسكو مواردها الهائلة من الغاز سلاحًا لليِّ ذراع القارة العجوز التي اتخذت موقفًا معاديًا من الكرملين بسبب الهجوم غير المبرر على كييف.
وأجبرت اضطرابات الأسواق العالمية، منظم المرافق في بلغاريا، على زيادة أسعار الغاز بنسبة 60% خلال شهر أغسطس/آب الجاري (2022)، إذ ارتفع السعر الجديد إلى 297.89 ليف (156.24 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، باستثناء تكاليف النقل والضرائب والقيمة المضافة، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وعَزت هيئة تنظيم الطاقة والمياه (إي دبليو آر سي) في الدولة الواقعة جنوب شرق أوروبا، رفع أسعار الغاز الطبيعي في البلاد إلى تضاؤل الإمدادات الروسية وزيادة حالة عدم اليقين في السوق، جرّاء الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا في فبراير الماضي، وفقًا لموقع ذا صوفيا غلوبي.
قالت إي دبليو آر سي، إنه رغم الزيادة الأخيرة في أسعار الغاز الطبيعي في البلاد، إذ وصلت الأسعار إلى نحو 152 يورو لكل ميغاواط/ساعة، فإن المستهلكين البلغار سيدفعون أقل من السعر في مرافق الغاز الأوروبية، مع ارتفاع سعر مؤشر تي تي إف الهولندي، مؤخرًا إلى 212 يورو (217.57 دولارًا) للميغاواط/ساعة.
وتحتاج بلغاريا -أكثر دول الاتحاد الأوروبي فقرًا- إلى نحو 3 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا، وقد تلقت تقليديًا الجزء الأكبر من هذه الكمية من شركة غازبروم حتى نيسان (2022)، قبل أن تقطع الشركة الروسية الإمدادات بعد عدم تلبية طلبها من قبل الحكومة البلغارية السابقة بالدفع بالروبل الروسي، الذي لم يكن من ضمن بنود العقد المُبرم بين الطرفين.
وكانت عملاق الطاقة الروسية أعلنت في 27 أبريل وقف إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا لفشلهما في دفع ثمن الغاز بالروبل.
وتلبي بلغاريا أكثر من 90% من احتياجاتها من الغاز بإمدادات من روسيا، بموجب عقد طويل الأجل سينتهي في نهاية هذا العام، كما تنقل بلغاريا الغاز الروسي عبر امتداد خط أنابيب ترك ستريم إلى صربيا المجاورة ومن هناك إلى المجر.
وأضافت هيئة تنظيم الطاقة والمياه، في بيان، أن السبب الرئيسي لانخفاض السعر في بلغاريا هو شروط السعر المواتية في عقد تسليم الغاز مع أذربيجان.
وقالت إي دبليو آر سي: "جزء من الكميات، التي سُلّمت بسعر أقل بكثير وغير مرتبط بأسعار الغاز الطبيعي في المرافق الدولية، اُحتسبت بناء على أسعار النفط خلال الأشهر الـ6 السابقة".
وافقت شركة سوكار الأذربيجانية للنفط والغاز، المملوكة للدولة، في يوليو الماضي على تزويد بلغاريا بنحو مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، عبر خط الغاز الذي تم الانتهاء منه حديثًا بين بلغاريا واليونان، والذي من المقرر تشغيله قبل موسم التدفئة المقبل.
ومن المتوقع ترقية خط الأنابيب -الذي سيعمل بسعة أولية تبلغ 3 مليارات متر مكعب سنويًا- إلى 5 مليارات متر مكعب خلال 3-4 سنوات المقبلة، مع توقعات بنمو الطلب على الغاز.
وسيمكّن خط الغاز -الذي طوّره تحالف أي سي غي بي- من تدفق الغاز المسال إلى بلغاريا ومنطقة جنوب شرق أوروبا من محطة اليونان المخطط لها في ألكسندروبوليس، بالإضافة إلى المحطة الحالية في ريفيثوسا، ما يمهّد الطريق لواردات مستقبلية للغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، والجزائر، وقطر ومصر وموردين آخرين.
وصدّرت أذربيجان 160 مليون متر مكعب إلى بلغاريا في النصف الأول من عام 2022، وتخطّط لتصدير 600 مليون متر مكعب أخرى بحلول نهاية العام الجاري، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة الأذربيجانية.
وكررت هيئة تنظيم الطاقة والمياه في بلغاريا توصيتها السابقة لشركة الغاز المملوكة للدولة "بلغارغاز"، بأن تبذل قصارى جهدها، لضمان أمن عمليات التسليم واستقرار الأسعار للمستهلكين المنزليين والصناعيين.
وفي يوليو الماضي، وافقت بلغاريا على زيادة أسعار الغاز بنسبة 31.7%، إلى 186.17 ليف (95.51 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، باستثناء تكاليف النقل والضرائب وضريبة القيمة المضافة.
وبدأت فرق القوات الجوية البلغارية (باف) في أداء مهام تدريبية جوية في إطار عملية التدريب المشتركة "ثراسيان فيبر - 2022" التي يشارك بها قوات الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلنطي (ناتو) وتستغرق أسبوعين.
ذكر بيان للمكتب الصحفي لحلف الناتو أن عملية ثراسيان، التي بدأت في 8 أغسطس الجاري وتستمر حتى 19 أغسطس، تشارك فيها قوات جوية من اليونان وكندا ورومانيا والولايات المتحدة في المجال الجوي البلغاري.
وأضاف أن الفرق تنفذ المهام الخاصة بمجالي الطيران والدفاع الجوي، والتي ستزداد تعقيدًا مع تقدم التدريبات التي تستهدف بشكل رئيسي إعداد القوات للمشاركة في عمليات حلف الناتو.
وتشارك الدول الحليفة لبلغاريا بطائرات من طراز (إف-16) و(إف-18) و(ميج-29) و(سو-25)، بالإضافة إلى طائرات الهليكوبتر (إيه إس-532 كوجار).
يذكر أن القوات البلغارية تجري التدريب المشترك "ثراسيان فيبر" سنويًا منذ عام 2010 فوق المجال الجوي البلغاري، والذي يوفر فرصًا للقوات الجوية للدول المختلفة المشاركة فيها لإجراء تجربة غنية في ظروف التفاعل الحقيقي، كما يهدف إلى تحسين قدرتها على العمل معًا في العمليات الجوية العسكرية بجانب أنه يعتبر فرصة جيدة للقوات الجوية لدول الحلفاء لصقل مهاراتهم وسط بيئة دولية متعددة الجنسيات.