طباعة

وزير فرنسي: من الضروري تكييف الإسلام مع قيم باريس العلمانية

الإثنين 29/08/2016 08:56 م

وكالات

قال وزير الداخلية الفرنسية برنار كازنوف إن بلاده في حالة حرب ضد عدو يحاول تحريض المسلمين ضد غير المسلمين، ما يجعل من الملح خلق رابطة قوية بين الدولة والمواطنين المسلمين.

أكد كازنوف أنه من الضروري أيضا تكييف الدين مع قيم فرنسا العلمانية "التي تعد ركيزة من ركائز الجمهورية".

جاء ذلك بعد مؤتمر طوال اليوم مع قادة إسلاميين وخبراء ونواب في محاولة لتبني مشروع يهدف إلى ربط المسلمين بالدولة وهي مهمة تكتسب أهمية، بعد انقسامات عميقة ظهرت بسبب حظر ارتداء البوركيني في 30 مدينة ساحلية فرنسية وبعد الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد وزادت من النظرة التي تصم المسلمين.

كانت محكمة عليا قد ألغت حظر البوركيني الجمعة، لكن الجدال الساخن وصل إلى المجال السياسي الفرنسي سريعا وكشف عن توترات كبيرة بين المؤسسة العلمانية وقطاعات من مسلمي فرنسا الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين مسلم، ويمثلون التعداد الأكبر للمسلمين في غرب أوروبا.

تحدث كازنوف إلى الصحفيين قائلا إن "علاقة قوية وهادئة مع المسلمين أمر ملح وضروري للغاية".

وأضاف "فرنسا في حرب مع الإرهابيين.. في حرب ضد عدو يحاول تقسيمها ووضع الفرنسيين في مواجهة بعضهم البعض.. يحاول كسر جسد الدولة واستنزاف الجمهورية".

وأردف قائلا "لا ينبغي علينا أن نقع في هذا الفخ ".

كان هجوم 14 يوليو على مصطافين في نيس، ومقتل كاهن في نورماندي في 26 يوليو ومقتل زوجين من أفراد الشرطة في يونيو في منزلهما، وكلها هجمات تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، قد زادت من تركيز التوترات على المسلمين.

فتح مدع عام فرنسي تحقيقا فيما يشتبه بأنه تمييز عنصري بعدما قالت امرأتان مسلمتان أنهما طردتا من مطعم مطلع الأسبوع، حيث قال صاحب المتجر في تسجيل مصور على جهاز آي فون "لا أريد أن أرى أشخاصا أمثالكم في مكاني.. أخرجا".

حذر برنار كازنوف، في حوار مع صحيفة لا كروا الكاثوليكية، من أنه إذا لم تتمكن الطبقة السياسية من توحيد كل الفرنسيين "فربما تثبت آليات الانقسام خطورتها." لكنه استبعد صدور قانون وطني يمنع البوركيني.

المؤتمر الذي جمع بين قادة مسلمين والمجتمع المدني وآخرين هو أحدث خطوة لخلق "إسلام فرنسا" الذي يحترم القيم العلمانية الفرنسية. ويتعين على المسلمين "الالتزام بالدفاع الكامل عن الجمهورية في وجه الإرهاب، في وجه السلفية"، حسبما قال كازنوف للصحيفة، مضيفا أنه يجب أن تسمو القيم الفرنسية فوق الجميع.

وفي فرنسا، وزير الداخلية مخول بالحفاظ على علاقات جيدة مع الطوائف الدينية.

في السياق ذاته، قال كازنوف إن فرنسا تسعى الآن لإنشاء مؤسسة تساعد في تعزيز "إسلام فرنسا" لتقوم بتدريب الأئمة على تاريخ الأمة وقيمها العلمانية، وتتبع بشكل أفضل التأثير الأجنبي على المسلمين الفرنسيين.

التخلص من التمويل الأجنبي صعب، لأن فرنسا بموجب القانون لا يمكن أن تمول بشكل مباشر دور العبادة، ولا يمكن أن دورات تدريبية للأئمة.

وقال عبد الله ذكري، الذي يرأس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا "ما هو على المحك مهم جدا. أولا، علينا إنهاء الجدال حول البوركيني، لأنه لا معنى له".

وأضاف للصحفيين أن البعض أراد استخدام البوركيني لوصم المسلمين، بينما يستغل الساسة الذين يضعون السباق الرئاسي لفرنسا 2017 نصب أعينهم القضية "لأهداف جمع الأصوات".

وقال أيضا إن إذلال المسلمين "سهل عمل مجندي داعش" الذين يستهدفون الشباب المسلم الضعيف.

كان المزيد من المسلمين الفرنسيين قد انضموا إلى صفوف مسلحي تنظيم الدولة أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، إذ أن هناك 600 مواطن فرنسي على الأقل في سوريا والعراق، قتل منهم 160، ويعتقد أن هناك 1800 مسلم فرنسي يفكر في الانضمام إلى التنظيم أو في الطريق إليه بالفعل.

حتى الآن هذا العام، رحلت فرنسا 15 أجنبيا اعتبروا خطرين، ستة منهم في أغسطس وأكثر من 80 شخصا إجمالا منذ 2012. واعتبر نحو 20 مسجدا وغرفة صلاة منبعا للتطرف وتم إغلاقه في الشهور الأخيرة.