قررت وزارة التضامن الاجتماعي، البدء بحملة لضبط إيقاع الحضانات على مستوى الجمهورية، والبالغ عددها وفقًا لحصر الوزارة نحو 14 ألف حضانة مرخصة وتخضع لإشراف التضامن الاجتماعي، بعضها يتبع جمعيات أهلية والبعض الآخر خاص يتبع أفراد، وذلك استعدادًا لبدء العام الدراسي الجديد، وعقب انتشار التجاوزات في دور الحضانات للأطفال حتى سن 4 سنوات.
وقالت دكتورة منال عبد الفضيل مسئولة ملف الحضانات بوزارة التضامن الاجتماعي، إن أي مؤسسة بها مشكلات، والحضانات في مصر من أكثر الملفات التي تعاني مشكلات، لافتة إلى أن أكثرها ينحصر بين العنف ضد الأطفال ومشاكل في المناهج التي يتم تلقينها، وعدم وجود معايير جودة ثابتة يتم تطبيقها على كافة الحضانات.
وبدأت الوزارة تتلافى هذه المشكلات بعدد من الإجراءات تسعى لتطبيقها، كشفت عنها مسئول الملف، حيث أكدت أن وزارة التضامن شرعت في وضع مسودة معايير جودة لدور الحضانات في مصر، وتم الانتهاء من وضعها وصياغتها بالتعاون بين الوزارة وعدد من الجهات المعنية مثل التربية والتعليم والجمعيات الأهلية ومنظمات دولية على رأسها اليونيسيف.
وأوضحت، أن تلك المسودة سيبدأ تطبيقها بشكل تجريبي قريبًا، لافتةً إلى أنه تم وضع هذه المعايير لتقيس 5 مجالات أسياسية في الحضانة، وهي جودة البيئة في الحضانة حفاظًًا على صحة الأطفال، وجودة برامج الرعاية المقدمة "سواء نفسية أو جسدية أو صحية أو اجتماعية"، ومعايير خاصة لجودة فريق العمل، وتنمية مهارات الطفل، وحثه على المشاركة المجتمعية.
وأشارت عبد الفضيل، إلى أن الوزارة ستبدأ عملية التجريب للمسودة في عينة من الحضانات سيتم اختيارها لتكون عينة ممثلة لكافة أنحاء الجمهورية، حيث سيتم اختيار حضانات من وجه بحري والوجه القبلي ومدن القناة والمدن الحدودية حتى تأتي النتيجة واقعية لجميع المجتمعات في مصر.
ولفتت إلى أن فترة التجريب سوف تستغرق ما يقرب من 2 إلى 3 أشهر، وفور مرحلة التجريب والنتائج سيتم اعتماد المعايير بشكل رسمي لتصبح ملزمة لكافة دور الحضانات على مستوى الجمهورية، كما سيتم استغلال تلك المعايير فور تطبيقها لوضع تقييم شامل لكافة الحضانات وفقًا لتلك المعايير وإنشاء قاعدة بيانات بالحضانات وتصنيفها بكافة التفاصيل التي تخص الهيكل الوظيفي والأنشطة المقدمة وجودة البيئة المحيطة.
ونبهت إلى أنه عقب تقييم الحضانات سيتم وضع خطة تطوير شاملة على مستوى الجمهورية تشمل جميع الحضانات وتعالج النقص في كل مؤسسة للارتقاء بكافة دور الحضانات، بما يؤهلها بالقيام بدورها في الرعاية والتربية كما ينبغى أن يكون.
ومن أبرز النقاط التي تسعى الوزارة إلى وضعها في خطتها، هو وضع منهج موحد لجميع الحضانات على مستوى الجمهورية، هذا المنهج يتضمن كافة الجوانب من حيث "مهارات اجتماعية – تعليم – أنشطة – مشاركة مجتمعية"، وذلك كخطوة هامة حتى لا يتم ترك الأطفال لأهواء أصحاب الحضانات وانتماءاتهم الفكرية والدينية والسياسية.
وأشارت مسئولة ملف الحضانات، إلى أن المنهج الذي سيتم وضعه للحضانات سيكون مؤهلاً لمرحلة رياض الأطفال التي تبدأ من سن 4 سنوات، مؤكدًة أن الوزارة مهتمة بالعمل على سد ثغرات الهيكل الوظيفي في الحضانات وإلزامهم بأخصائي اجتماعي ونفسي لمتابعة مشاكل الأطفال، وطبيب زائر بشكل منتظم.
