طباعة

آفاق جديدة لخلافات «واشنطن» و«موسكو» بشأن الصراع في سوريا

الخميس 22/09/2016 12:12 م

واشنطن وموسكو

أخذت الولايات المتحدة وروسيا خلافاتهما بشأن الصراع في سوريا إلى آفاق جديدة، بعد أن تبادلا في مجلس الأمن الدولي مزاعم شديدة بالنفاق وارتكاب أعمال منافية للقانون.

وبعد اجتماع شهد انقساما أمس الأربعاء، من المقرر أن يتجادل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف مرة أخرى بشأن سوريا في تجمع لنحو 20 دولة لها اهتمام بالشأن السوري.

يأتي اجتماع اليوم الخميس للمجموعة الدولية لدعم سوريا بعد أن ألقى كيري ولافروف باللائمة على بعضهما البعض في إفساد وقف إطلاق النار في سوريا والذي جرى التوصل إليه في وقت سابق من الشهر الجاري.

وألقى كل طرف باللائمة على الطرف الآخر في حدوث انتهاكات.

كان كيري قد دعا إلى وقف الطلعات الجوية لكافة الطائرات الحربية فوق طرق المساعدات، في حين اقترح لافروف توقف للقتال مدته ثلاثة أيام كي تعود الهدنة إلى مسارها الصحيح.

اجتماع اليوم الخميس يأتي بعد يوم من تخلي كيري ولافروف عن المجاملات الدبلوماسية في مناقشة عامة منقسمة حول سوريا، حيث ألقى كلا منهما باللائمة على الآخر في فشل هدنة استمرت أسبوعا وعرض فترة مؤقتة فقط لوقف إراقة الدماء.

في جلسة لمجلس الأمن كان من المتخيل أنها سوف تكرس في الأصل من أجل هدنة التاسع من سبتمبر، أعربت القوى الدولية عن أسفها لاحتمال وجود مرحلة أكثر قتامة في الصراع السوري وسط تزايد الهجمات على العاملين في المجال الإنساني.

وسعت كافة دول مجلس الأمن لإحياء وقف اطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا، لكن اتضح مرة أخرى السبب وراء عدم قدرة هذه الدول على وقف الحرب الأهلية السورية الممتدة منذ خمس سنوات.

وقال كيري، الذي بدا غاضبا، للمجلس "يفترض أننا جميعا نسعى لنفس الهدف. لقد سمعت ذلك مرارا وتكرارا".

أضاف "الجميع يجلسون هنا ويقولون، نريد سوريا موحدة، وعلمانية، ونريد احترام حقوق جميع المواطنين، وأن يتمكن الشعب السوري من اختيار قياداته، لكننا نثبت بأن قدراتنا غير كافية بالمرة لنعود إلى الطاولة بحيث يكون هناك حوار من أجل تحقيق ذلك".

وفي حين تعارضت رؤى الولايات المتحدة وروسيا في السابق حول عدة قرارات مقترحة تنتقد الحكومة السورية، فإن جدول أعمال أمس الأربعاء لم يشتمل على مسار عمل مقترح.

وبدلا من ذلك، اعتبرت المناقشة التي امتدت ساعتين بالأمس تجهيزا لاجتماع اليوم الخميس في نيويورك الذي سيحضره كيري ولافروف ونظرائهما من أكثر من 10 دول أوروبية وعربية.

واتهم كيري روسيا، موبخا ما صوره كرد فعل ساخر على غارة جوية ضد قافلة مساعدات إنسانية هذا الأسبوع قتل فيها 20 مدنيا، وأثارت "شكا عميقا" حول استعداد روسيا وسوريا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.

وتعتقد الولايات المتحدة أن طائرة روسية نفذت الغارة، حسبما قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، الذي لم يكن مخولا بالتحدث علنا في هذا الشأن، وطلب عدم الكشف عن هويته.

ونفت روسيا ادعاءات الولايات المتحدة بمسؤولية موسكو عن الغارة، ولكن كيري ركز على تحويلها لتفسير ما قد يكون قد حدث. حيث قال كيري إنه في أول الأمر وصف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم بأنه "رد ضروري" على هجوم مزعوم من قبل متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة في أماكن أخرى من البلاد. ثم قال السفير الروسي إن القوات كانت تستهدف منطقة أخرى.

وأضاف كيري أن وزارة الدفاع الروسية أعقبت ذلك بقولها إن قافلة مساعدات كان برفقة متشددين في شاحنة صغيرة مع هاون، وأوضح أنه لا يوجد دليل على مثل هذا الأمر. ثم نفت الوزارة أي تورط روسي أو سوري حسبما اقترح الناطق باسمها، وبحسب وصف كيري فإن "الغذاء والدواء احترقا من تلقاء ذاتهما فحسب."

وقال كيري "هذه ليست مزحة"، حاثا الجميع على وقف "الألعاب الكلامية التي تخلي المسؤولية أو تتجنب الخيارات... بشأن الحرب والسلام، والموت والحياة."

حجج كيري تقاطعت مع بيان آخر للحكومة الروسية، والذي يقترح هذه المرة أن طائرة بدون طيار تابعة لتحالف أمريكي كانت تعمل في مكان قريب عندما وقع الهجوم على القافلة. وقال البنتاغون إنه لم تكن هناك طائرة بدون طيار في المنطقة في ذلك الوقت.

كانت تلك واحدة من النقاشات الأكثر مرارة لكيري مع موسكو كوزير للخارجية، وغلب عليها الذم والغضب.

لكن كيري قدم اقتراحا محددا لإحياء الآمال الدبلوماسية في سوريا، وهو عدم تحليق الطائرات في المناطق الرئيسية، والتركيز على حماية الطرق الرئيسية في شمالي سوريا، ولم يتضح ما إذا كانت سوريا وروسيا ستوافقان عليه.