المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

الطيار مصطفى الشافعي لـ«المواطن»: في حرب أكتوبر واجهنا منتخب العالم.. بعد النكسة كان الطيار المصري يتدرب 6 ساعات يوميا.. ومعاهدة السلام جعلت أمريكا تخشى ذكاء «السادات»

الثلاثاء 04/أكتوبر/2016 - 07:14 م
غادة وحيد
طباعة
التقى «المواطن» بالطيار مصطفى الشافعي الذي حكى لنا العديد عن إنجازات القوات المسلحة في انتصار أكتوبر ودور الشعب المصري العظيم.

في البداية، من هو طيار مصطفى؟

كابتن طيار سابقًا مصطفى الشافعي ونقيب طيار في حرب أكتوبر المجيدة حرب 1973 التي أعادت الكرامة للمصريين وللعرب أجمعين، وكنا ننتظر وقت الحرب ولا نعلم موعدها إلى أن جاء أمر بتجميع الطائرات، الساعة 2 وكانت الضربة الجوية الأولى.

كيف كان شعورك وقتها وزملائك كيف تلقوا الأوامر؟

شعرت بسعادة غامرة وشكرت الله على أن ساعة الفرج قد أتت بعد طول انتظار، وهذه اللحظة كانت هي الأسعد في حياتي، ولحظتها تلاقت عيناي بعيون زملائي وكنا نتسائل فيما بيننا عن المصير، من سيعود ومن سيلقي حتفه خاصة أننا وقعنا على أوراق تفيد بأن 50 % من المشاركين في العملية الأولى سيكونون في عداد الشهداء، ولكن الثأر كان هو كل همنا.

كيف كانت التدريبات بعد هزيمة 67؟

طوال فترة الحرب لم نكن نرى عائلاتنا، وفي هذه اللحظة لم أتذكر سوى الرغبة في الثأر، وحينما أضع قدمى في طائرتي يغيب عن ناظري كل شىء إلا الوطن، كان كل أملي تحرير أرض مصر ولم أفكر في مال أوعائلة فولائي وانتمائي لمصر.

وكيف بدأت وقت الحرب بسلاح الطيران؟

تمت المعركة بضرب أهداف محددة في سيناء للعدو وكنا على ارتفاعات منخفضة لتجنب رصد الرادرات والمدفعية المضادة واشترك في المعركة أكثر من 200 طيارة مقاتلة وكانت عبارة عن بوينج 17 وبوينج 21 وطائرات سوخوى 7 وسوخوى 20، والحمد لله حققنا 90%من الهدف، وعادات الطائرات بعد 20 دقيقة وخسرنا 5 طائرات فقط، واعتبر نسبة ضئيلة للعملية واكتفينا بالضربة الجوية الأولى لأنها حققت كل الهدف.

كان يتردد أنباء عن تفوق سلاح الطيران الإسرائيلي على مصر؟

في حرب أكتوبر واجهنا فيها منتخب العالم، فلم تكن القوات الإسرائيلية بمفردها على ساحة القتال، بل كانت تساندها الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ولكننا دافعنا عن أرضنا بشرف ولم نكن بالفريق الضعيف وتمكننا بعون الله من قطع دابر العدو لأن سماءنا محرقة ومياهنا مغرقة وهذه أرضنا وثأرت قواتنا المسلحة لهزيمة 67 وتكبد فيه العدو الغاشم خسائر فادحة في 6 ساعات فقط، وعبرت خلاله قناة السويس وأبهرت العالم ولقنت الجيش الإسرائيلي درسًا لن ينساه إلى أبد الآبدين.

ماذا عن أول ضربة جوية شاركت بها؟

لن أنسى لحظة عبورنا بالطائرات فوق القناة لتنفيذ الضربة الجوية الأولى، حينما كنا نرى الجنود المصريين يلقون بأنفسهم في المياه في لهفة للقتال ولم يستطيعوا الانتظار لحين انتهائنا من الضربة في رغبة حثيثة للقضاء على أسطورة بارليف الإسرائيلية، ومواجهة العدو الذي اغتصب أرضهم.

وكيف تبدل حال الجيش المصري خلال فترة زمنية قصيرة جدًا؟

الفضل في ذلك يرجع لعبد الناصر واختياراته، حيث عين بعد الهزيمة فورًا محمد فوزى وزيرًا للحربية، وكان رجلًا شديد الحب والولع بمصر، كما كان شديد الذكاء، و«عبد الناصر» هو أيضًا من اختار محمد حسني مبارك، رئيسًا للكلية الجوية، لما كان معروفًا عنه بالحسم الشديد، وبدأ «مبارك» في تربيتنا من جديد وقام بإنشاء الكلية وسلاح طيران آخر غير ما كنا نعرفه، وكان قدوة لنا في كل شيء، والفريق سعد الدين الشاذلي، هؤلاء الثلاثة من بنوا القوات المسلحة من الصفر.

صف لنا كيف كان حال الجنود والتجهيزات لحرب أكتوبر بعد حرب الاستنزاف؟

الهزيمة أكبر معلم، فقبل 1967 كان التدريب «تهريج» عبارة عن 5 أو 6 ساعات شهريًا، كلها كانت على ارتفاعات كبيرة، فكان الطيران المنخفض ممنوع نهائيًا، وأي طيار يحلق على ارتفاع منخفض يحصل على جزاء، وكانت هذه التدريبات التي على ارتفاعات عالية ليست ذات قيمة في المعركة، وكانت تدريبات كلاسيكية جدًا، فعندما تدربنا بأسلوب مغاير بعد النكسة اكتشفنا الخطأ وبدأنا نتدرب بأساليب صحيحة من طيران على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة إلى تدريبات قتالية إلى الهجوم على المواقع إلى اشتباكات مشتركة، مما أدى لحدوث طفرة في مستوى الطيار المصري، ففي حرب 1967 مثلًا دخل بعض الطيارين الحرب دون أن تضرب نار من الطائرة «صاروخ أو مدفع» منذ عام ونصف أو عامين، ولكن بعد الهزيمة أصبح الطيار المصري يضرب شهريا عشر مرات، أي 120 مرة في العام، ووصل التدريب إلى 20 ساعة شهريًا بدلا من 5 ساعات، فدخلنا حرب الاستنزاف ونحن متمكنين من طائراتنا واكسبتنا هذه الحرب خبرات جديدة، وكنا نعيش عنفوان الشباب.

هل كان الطيران الإسرائيلي متفوقًا على المصري كثيرًا ؟

متفوق جدًا علينا في ميزان القوة الجوية، عددًا ونوعية، فكنا نمتلك 352 طائرة وكانوا هم يمتلكون 504 طائرات، أي تقترب النسبة من 80% لمصلحتهم، ومع ذلك لو نظرنا لاشتباكات حرب الاستنزاف ككل، فلقد فقدنا فيها 80 طائرة وفقدوا هم 68 طائرة، وهو رقم جيد جدا، وبالطبع الدفاع الجوي اشترك في تدمير الطائرات الإسرائيلية، وإن كانت الأغلبية لنا كقوات جوية، ولكننا كنا محدودين في التصدي للعدو، وكان العدو يعرف حجم قدراتنا فيدفع بأضعاف أضعاف مانستطيع التصدي له، فكنا نتركه يقصفنا وفي نفس الوقت نعد العدة لنضرب نحن مواقعه، فكنا نوجه له ضربات مفاجأة في الصباح بتشكيلات كانت تصل إلى 24 طائرة، تتفرق إلى عدد من المواقع المعادية لضربها، أما التصدي المباشر وقتها فكان خطأ كبيرًا، فلا يجوز أن أتصدى 50 طائرة مثلا بـ10 طائرات فقط.

ما رأيك في الكلام الذي يردده البعض أن أول طلعة جوية قام بها مبارك؟

من يقول غير ذلك خائن وعميل ولا يتقي الله في هذا الرجل الذي تعلمنا على يديه معنى القدوة والإيمان بالله والعمل، ومبارك هو القائد، وهو من أعطى لنا الأوامر بالضربة الجوية الأولى، وخرج سرب 62 مقاتلات قاذفة، دمرنا خطوط الدفاع الإسرائيلية، وكان المخطط أن نخرج نحن بطائرتنا الصغيرة لندمرها، ثم الطلعة الثانية الطائرات الكبيرة، ولكننا دمرنا بفضل الله في الضربة الأولى كل دفاعات العدو، مما أذهل العالم قبل المصريين، واكتفينا يوم 6 أكتوبر بهذه الطلعة ثم واصلنا 10 طلعات في الأيام التالية والصدمة كانت كبيرة لدى الجانب الإسرائيلي فالضربة الجوية الأولى أربكته، هناك من قام بإضعاف الجهد الذي قام به «مبارك» لكن أحدًا لا يذكرهم على الاطلاق، فعلى سبيل المثال المهندس اللواء جمال محمد علي، رئيس الهيئة الهندسية، التي قامت ببناء كمية تفوق الخيال من المباني طوال السنوات الست التي سبقت الحرب ضمت بناء مطارات جديدة بالكامل وتطوير المطارات القديمة وبناء دشم حماية الطائرات في كل المطارت، وهذه الدشم كانت فكرة مصرية خالصة عبارة عن غرفة أسمنتية لحماية الطائرات قام ببناءها المهندسين والعمال المصريين بينهم أولاد وبنات في عمر الزهور رأيناهم بأعيننا.

ما رأيك في معاهدة السلام وموقف العرب منها؟

معاهدة السلام أعظم إنجاز تحقق ولكن ما حدث من العرب كان بتحريض من أمريكا لأنها كانت ومازالت حليفة إسرائيل، فإنتصار أكتوبر أحدث لديها حالة من الهلع والخوف من "ذكاء السادات"، وأرادوا تشويه أي عمل مصري عربي، ثم بدأ السادات في إنشاء الهيئة العربية للتصنيع، وكان الهدف الأساسي منها هو أن يتسلح الجيش من خلالها، ولا نستورد أسلحتنا بل نصنعها هنا وهو ما انتهى بمقتله.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads