آثار الموقف الذي اتخذته مصر في مجلس الأمن، بخصوص الأزمة السورية، جدلاً واسعًا في الأوساط العالمية والعربية، حيث شن كلاً من المملكة العربية السعودية وقطر، هجومًا حادًا على مصر بسبب قيام مندوبها بمجلس الأمن بالتصويت لصالح القرارين الخاصين بالأزمة في سوريا.

 

وكان مجلس الأمن، قد فشل في تمرير قرارين بخصوص سوريا، في جلسة استمرت قرابة ساعتين ونصف الساعة.

 

تُجدر الإشارة إلى أن القرارين اللذان تم طرحهم في مجلس الأمن: الأول مشروع «الفرنسي – إسباني» ويدعو لوقف إطلاق النار في حلب ووقف الغارات الجوية والطلعات الجوية العسكرية، وإيصال المساعدة الإنسانية إلى السكان المحاصرين في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بحلب، والثاني، "مشروع روسي" يدعو للاسترشاد بالاتفاق الأمريكي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورًا.

 

موقف مصري حاسم

قال عمرو عبد اللطيف، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن مصر قامت بالتصويت لصالح المشروعين الروسي والفرنسي، منتقدًا في الوقت ذاته طول المشاورات التي تُكرر المواقف دون جدوى أو إفادة جدية للشعب السوري.

 

وأوضح أن مصر كانت تدرك مسبقًا الفشل الحتمي للمشروعين، لكن رغم ذلك فإن تصويتنا لصالحهما لم يكن يستهدف سوى التعبير عن موقف مصر التي ضاقت ذرعًا من التلاعب بمصير الشعوب العربية بين القوى المؤثرة في الصراعات بالمنطقة.

 

غضب سعودي

وصف المندوب السعودى لدى منظمة الأمم المتحدة، عبدالله المعلمى، تأييد مصر لمشروع القرار الروسى بأنه «أمر مؤلم».

 

تصريحات قطرية معادية

ومن جانبها وصفت علياء آل ثاني، مندوبة قطر لدي الأمم المتحدة، الموقف المصري "بالمؤسف".

 

هجوم سعودي على السيسي

قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي المؤيد والداعم لجماعة الإخوان الإرهابية، مهنا الجبيل، في سلسلة تغريدات له عبر "تويتر"، "سيسعى نظام السيسي لتسجيل موقف اعتذاري وحفلة اعلامية لتغطية مواجهته لداعمه الخليجي وتقاطعه الذي يخدم محوري موسكو وواشنطن لكنه مستمر في مساره".

كما قام بنشر، مقطع فيديو من داخل قاعة مجلس الأمن يرصد حديثًا جانبيًا بين مندوب مصر السفير عمرو عبداللطيف، والمندوب السوري بشار الجعفري.

 

وقال الجبيل، إن الحديث بين مندوبى مصر وسوريا في الأمم المتحدة جاء قبل التصويت على القرار الروسي، لافتًا إلى أن موقف القاهرة تجاه الأزمة السورية ليس جديدًا.

مديح في المعزول وعصابته

واستكمل "الحبيل"، تغريداته المثيرة للجدل، في مدح المعزول وعصابته الإرهابية قائلاً: "كان هناك مشروع لتطويق الأسد في عهد مرسي وكان يعد اجتماع3+1 اي مصر والسعودية وتركيا مع ايران لضغط سياسي لانسحابها انتهى كل شيء بعد الانقلاب".

 

وتابع: "ذكرت مبكرًا أن افضل مشروع لمصلحة ايران  كان انقلاب مصر ضرب التوازن العربي وحيد مصر ثم استقطبها لصالحه وسحق ثورة سوريا فحققت طهران صفقة الغرب".

 

وواصل: "تصعيد الاعلامي الراشد على تركيا ودفاعه عن نظام السيسي غير مفهوم في ظل موقف اردوغان من جاستا وسلسلة زيارات سابقة وقادمة للقيادات السعودية".

 ويتضح من تغريدات الإعلامي السعودي "حبيل"، هجومه على الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى تأييده لجماعة الإخوان الإرهابية، من خلال التعظيم من شأن المعزول مرسي، وخلق أحداث من سرب الخيال.

قناة الجزيرة والوقيعة الكبرى

 مقطع الفيديو، الذي نشره الإعلامي السعودي مهنا الجبيل، وظهر فيه مندوبا مصر وسوريا بمجلس الأمن، يتناقشون في عدة أمور، بثته قناة الجزيرة ووضعت له عنوانًا يهدف للوقيعة بين القاهرة والرياض، ويُشعل من فتيل الأزمة.

 

وتحاول قناة الجزيرة، مرارًا وتكرارًا التدخل في الشأن المصري، ونقل صورة مغالطة عما يحدث في البلاد، بالإضافة إلى دعم وتأييد جماعة الإخوان "الإرهابية"، والهجوم على النظام الحالي، والرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

ومن الملاحظ استغلال قناة الجزيرة، للخلاف في وجهات النظر بين مصر والسعودية، بإشعال فتيل الأزمة، عن طريق تضخيم الحدث، كما قامت بوضع عنوان ملفت على المواد التي قامت بعرضها حول الأزمة.

 

رد قوي من الخارجية المصرية

قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصر رفضت التصويت على المشروع السعودي بشأن الأزمة السورية، ووافقت على المشروع الروسي، وذلك حقنًا لدماء الشعب السوري، ومكافحة الإرهاب.

 

وأضاف "أبو زيد"، أن مصر لن تخالف الموقف العربي، ولكن نظرنا للصالح العام، لافتًا إلى أنه لا يمكن أن تقف مصر لمعارضة قرار يُطالب بوقف نزيف الدماء السوري

 

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، أنه لا يوجد خلافات بين مصر والسعودية، ردًا على انتقادات المملكة للموقف المصري بشأن الأزمة السورية، والتصويت لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، قائلا: "نتفهم اعتبارات كل دولة ورؤيتها في تنفيذ مشاريعها.

 

وتابع: "المشروعان الروسي والسعودي متطابقان ويطالبان بوقف إطلاق النار وإطلاق العملية السياسية ومكافحة الإرهاب".

 

الإمارات تُنصف مصر والرئيس السيسي

علق الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، على تصويت مصر في اجتماع مجلس الأمن الاخيرة.

 

وكتب قرقاش، في تغريدة له عبر موقع التدوين العالمي "تويتر": "أتابع الجدل حول التصويت المصري في مجلس الأمن البارحة، أكثر الضجيج أصوات تبكي سقوط حكم الإخوان، وثورة الشعب المصري وإطاحة مرسي"، وذلك في إشارة منه إلى الهجوم على نظام الرئيس السيسي،