المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بالصور.. صناعة "السبحة" بين يد ذاكرة ربها.. وأخرى تناجي الحكومة تذكرها

الإثنين 17/أكتوبر/2016 - 11:00 م
هبة سيد - تصوبر: سهيل صالح
طباعة
بين مرورك داخل جدران المساجد تخطفك عينيك لرجل متكئًا على أحد العمدان تجدها بيده.. في طرقات المترو بين الوجوه العابرة تراها سلوتهم.. في أيد الرجل العجوز الذي مازال محتفظا بكرسييه أمام محله تجدها مؤنسته.. حتى أصحاب البدل والمراكز المرموقة يسبق اختيارهم لها اختيار كرفتاتهم.

"السبحة".. صناعة ربما جمعت بين الروح والعراقة، بين الذكر والمهارة، لا تمر أمام صانعيها إلا ويأخذك العجب، كيف لصبرهم.. تنقضي أيامهم في إخراج عدد من الحبيبات الصغيرة يربطها عقد من الخيط، كثيرا ما شبهه الناس بقوة تماسك الأشياء والتساقط والضعف بانفراطه.

فمنذ 300 عام، خرجت صناعة السبح مضيئة أنوار القاهرة الفاطمية وخاصة منطقة الحسين وخان الخليلي العريقة، حيث يوجد بها ما يقرب من 50 ورشة تعمل بتصنيعها.

عدسة "المواطن" تجولت بين هذه الورش، لتجد أن من ينتج السبح الـ"هلله هلله" حالها من الداخل "يعلم الله".. نعم ففي أضيق المساحات وبأقل الإمكانيات استطاع هؤلاء المصنعون إنجاز تحف فنية من الزخرفة والجمال.

"محمد الواحي"، عامل بأحد الورش، تحدث عن أسرار صناعته قائلا:"يوجد أنواع عديدة للسبح منها خامات طبيعية وخامات مُصنعة، فمن الخامات الطبيعية خامة تسمى "يُسر" منه الأبيض والأسود، يستخرج من الشُعب المرجانية، والمتداول في مصر اليُسر الأسود، وخامة العاج المصنع من أنياب الأفيال المستورد من الدول الأفريقية، بالإضافة لخامة الأخشاب بينها أخشاب الأبانوس والصندل وخشب الزيتون.

وأضاف، أن الخامات المصنعة منها المصري أو المستورد من دول بالخارج مثل تايلاند، مشيرًا أن أسعار السبح تبدأ من30 جنيه وتصل 100 ألف جنيه بحسب المادة المصنوعة منها، وأن أكبر منافسي تصدير السبح هي تركيا.

ومن أحدث أنواع السبح المصنعة والمستوردة من تركيا خامة تسمى "جلب طيارة"، وتصنع منها نوافذ الطائرات لصلابة مادتها واحتمالها للضغط العالي ومضادة للكسر.

وتابع الأسطى الموحي، أغلي خامات السبح هي " الكهرمان"، ويصل سعرها إلى 100 ألف جنيه لأنها خامة طبيعية 100%، وكلما مالت إلى اللون الأبيض كلما زاد سعرها، مضيفًا أن أكبر الدول المستوردة لها هي دول الخليج، وخاصة قطر والكويت والإمارات.

وأقل قيمة للسبحة تتكلف 30 جنيه وتسمي بخامة خشب " الكوك" الذي أشاع البعض أنه صنع منه عصا سيدنا "موسي"عليه السلام، وسفينة "نوح"عليه السلام، ويتم إنتاجه من ثمرة جوز الهند،

وكعادة كل جميل في مصر لا يخلو من حبيبات الملح الذي تفسد طعمه، تعددت شكاوى أصحاب الورش بين ضعف الإقبال والركود، وارتفاع أسعار الخامات المستوردة في ظل أزمة الدولار، وعلق أحدهم قائلا:"مش هجيب سبحة قبل ما أكل عيالي".

وأضاف آخر:"بعد الثورة مبقاش حد يطلب شغل، كان عندي 7 مخارط بعت 6 وبشتغل بواحدة، وكان عندي 12 صنايعي مشيتهم كلهم عشان اتحمل مسئولية نفسي بس"، متسائلا: "الأسر دي تعيش منين ساعدوني عشان أقدر أنتج بدل من 100 قطعة 500 قطعة وأرجع الناس دي تاني".

واختتم، هذه الحرف الصغيرة عصب للاقتصاد المصري، منتظرين من الحكومة حل أزمة تصدير السبح للخارج.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads