"إحنا والحصان في أوضة واحدة"، بتلك الجملة بدأت "آمال محمد" في سرد واقعها المؤلم ومأساتها التي استمرت 13 عامًا، وسط حالة من الهرج والمرج والفوضى التى تملأ المكان، ملابس متناثرة يمنة ويسرة و"كراكيب" تعرقل حركة السير بالغرفة، ورائحة كريهة تنم عن وجود إسطبل خيل برفقتهم، تعيش "آمال" برفقة أولادها الـ5 وزوجها وحماتها، اتسعت غرفتهم لتحتوي "الحصان" الذي هو مصدر رزقهم، حيث ينامون برفقته وتحاصرهم الروائح الكريهة من جميع الجهات.


لم ترفق الظروف بحال المرأة الثلاثينية، ولم تتمكن من إلحاق أولادها بالمدارس لضيق ذات اليد، تقول:" جوزي شغال أرزقي على الحصان، لو حبة تراب يشيلهم على العربية بيكسب 15 جنيه ومش بيأكلوا الحصان حتى"، تمر الأيام قاسية وتنقضي بشيءً من الفول أو المش وعندما تحنو عليهم "بنشتري ربع كيلو لحمة مجمدة" وفق قولها.


"سرير واحد ومتكسر" هو ملاذ الأسرة، يمنح إليهم الدفء في الشتاء، ولكن تأتي الأمطار من ثنايا الأخشاب التي اتخذوا منها سقفًا لغرفتهم، فتفسد عليهم نومهم وتحرمهم من الراحة: "الدولاب عندنا في المطبخ وحياتنا ملغبطة، والسقف كل شوية يقع علينا، تقول "آمال" إن وجود الحصان معهم جعل الحياة أكثر قسوة، فرائحته الكريهة تلازمهم دائمًا، فضلًا عن الذباب والفئران والعرس المرافقة لهم طوال الوقت، وتضيف:" فكرنا نبيت الحصان عند أي حد بس محدش وافق وكمان هيحتاج إيجار هنجيب ليه منين؟!"، تؤكد "آمال" أنهم يحرصون على إطعام الحصان دائمًا لانه من يعولهم:" لما بيكون معانا فلوس الحصان لازم ياكل قبل مننا لأنه مصدر رزقنا وكمان هو طير أخرس، إحنا نستحمل الجوع لكن هو لأ".