المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

هدى شعراوي.. "رمز النضال" التي ترعرت في بيت خائن البلاد.. |برفايل|

الإثنين 12/ديسمبر/2016 - 05:49 ص
فاطمة أبو الوفا
طباعة
هدى شعراوي، اسم لطالما اقترن بمحاولات لتحرير المرأة، ليس من الجهل والبدع والخرافة كما زعموا، ولكن لتحريرها من كل أمر أو نهي شرعي، أراد لها وللمجتمع المسلم في كل زمان ومكان الخير كله، في مثل هذا اليوم 12 ديسمبر 1947 رحلت عن عالمنا هدى هانم شعراوي بعد كفاح في قضايا المرأة، ولعل من أبرز ما قامت به شعراوي هو الدعوى إلى خلع الحجاب.

وُلِدت نور الهدى محمد سلطان أو هدى شعراوي في مدينة المنيا في صعيد مصـر، في 23 يونيو 1879م، وهي ابنة محمد سلطان باشا، رئيس المجلس النيابي الأول في مصر في عهد الخديوي توفيق، وهو حاكم الصعيد العام، وحتى نقف على عوامل النشأة التي قادتها إلي ذلك الفكر، وجعلتها ترتمي في أحضان الحضارة الغربية، فلابد من ذكر أسماء ثلاثة، كان لها أكبر الأثر فيما وصلت إليه هدى شعراوي، وهذه الشخصيات الثلاث هي:

والدها: محمد سلطان باشا، وزوجها: علي شعراوي باشا، وأستاذتها الفرنسية زوجة حسين رشدي باشا، أما عن والدها، فقد تربت هدى شعراوي في سنين حياتها الأولى في بيت والدها، والذي اشتهر بخيانته لبلاده وتعاونه الصريح مع الإنجليز، وتهيئة الأجواء لهم؛ لكي يبسطوا نفوذهم على مصـر، حيث يقول الدكتور عبد العزيز رفاعي عن والدها محمد سلطان: "إنه كان من أعلام الثورة العرابية، ولكنه تنكر لها في أحلك أوقاتها، ومشى في ركاب أعدائها: الخديو والإنجليز، حتى نال حظوته من الخديوي بالإحسان، ومن الإنجليز بالتقدير" فهذا هو البيت الذي نشأت وترعرعت في جنباته.

تُوفي والدها وهي في الخامسة من عمرها، يوم 14 من أغسطس سنة 1884م فى مدينة جراتسي بالنمسا، ومن ثم راعتها والدتها ونشأتها على دراسة العلوم واللغات وتعلم الموسيقى، وتعلمت مبادئ القراءة والكتابة، وتعلمت الفرنسية والتركية، وتزوجت هدى شعراوي وهي في الثالثة عشـر من عمرها من ابن عمتها علي شعراوي باشا وهو أحد قادة ثورة 1919، وكان الفرق بينهما حوالي 40 عامًا، كان زوجها لديه ابن في نفس عمرها، واشترطت أمها أن يطلق زوجته الأولى ليتزوج من الطفلة هدى، رزقت من زواجها به بطفلين هما بسمة ومحمد.

انشغلت هدى شعراوي بالعمل الاجتماعي، فأسست جمعية لرعاية الأطفال عام 1907م، وطالبت في عام 1908م القائمين على الجامعة المصـرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسائية والاجتماعية، فكان لها ما أرادت، وأسهمت في تأسيس "مبرة محمد علي" للأطفال المرضى سنة 1909م، قادت هدى شعراوي مظاهرات السيدات الأولى في تاريخ مصر عام 1919م، وكونت لجنة الوفد المركزية للسيدات، وأشرفت عليها، وألفت الاتحاد النسائي المصـري سنة 1923م، وشاركت في عدد من المؤتمرات النسائية الدولية، ومن هنا بدأ تأثرها بكثير من الأفكار الغربية يظهر إلى العلن، لتبدأ مرحلة الدعوة إلى الانحدار الفكري والأخلاقي في حياة هدى شعراوي.

بدأ عملها السياسي في 16 مارس سنة 1919م، عندما خرجت على رأس مظاهرة نسائية من 300 سيدة مصرية للمناداة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، منذ ذلك الحين وتخصص يوم 16 ليكون يومًا للمرأة المصرية، وساهمت فى إنشاء مبرة "محمد على" لمساعدة أطفال المرضي سنة 1909م، ولم تكن قد تجاوزت الثلاثين، وكانت من أول من ساهموا في تشكيل اتحاد المرأة المصرية المتعلمة عام 1914م، بهدف رفع مستوي المرأة الأدبي والاجتماعي للوصول به إلى حد يجعلها أهلًا للاشتراك مع الرجال في جميع الحقوق والواجبات.

أسست لجنة تحت إسم "جمعية الرقي الأدبي للسيدات" في أبريل سنة 1914م، وفي مايو سنة 1923م قامت شعراوي بخلع النقاب وطالبت برفع سن الزواج للفتاة إلى 16 سنة على الأقل، وقد تحقق لها ما أرادت في عام 1923م، وطالبت بفتح أبواب التعليم العالي للفتيات وإشراك النساء مع الرجال في حق الانتخاب وطالبت بسن قانون يمنع تعدد الزوجات إلا للضرورة، طالبت بمنع ما يسمى "بيت الطاعة" لطلب الزوجة بالقوة الجبرية بالعيش مع زوجها.

ظهر كتاب قاسم أمين "تحرير المرأة"، والذي كان بمثابة بداية الطريق بالنسبة لها، فكما تقول الدكتورة ليلي عامر: "قابلت هدى أفكار قاسم أمين بكثير من الفرح، ورأت فيه صاحب رسالة يعجز أعداؤه عن هزيمته، وتعجبت هدى من السيدات اللواتي استنكرن تصريحات قاسم أمين ومبادئه رغم أنها كانت في صالحهن؛ لأنها كانت تظهرن في الثوب الحقيقي من عدم الكفاءة وكان ذلك يجرح كبريائهن، فقد رأتهن صورة مشابهة للجواري اللائي عندما تعطي لهن ورقة العتق من الرق، يبكين على حياة العبودية والأسر".

اهتمت بالمسرح والفنون وكونت جماعة أصدقاء مختار لتخليد ذكرى أعمال المثّال العظيم محمود مختار، وتبرعت بجائزة سنوية مالية وميدالية تذكارية تمنح للمثال المصري الذي يخرج أجمل أثر فني خلال السنة، كانت هدى شعراوي أول من فكر في إقامة دار لحضانة الأطفال لرعاية أطفال الأمهات العاملة، حازت في حياتها على عدة أوسمة ونياشين من الدولة في العهد الملكي وأطلق إسمها على عديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر، توفيت بالسكتة القلبية بعد صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، وكانت تكتب بيانًا في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفًا واحدًا في قضية فلسطين.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads