استوقفها الزمن لحظة وهي تتأمل كلمات كتاب "الأيام" للراحل طه حسين، فشعرت بأنها ارتكبت خطأً فادحًا عندما تركت دراستها 4 سنوات متتالية، أصبح لديها يقين أن الإنسان لديه قدرة خارقة على فعل أي شيء "حتى لو قاعد على كرسي متحرك"، فالصبر والإرادة والقوة كافيان لصنع المستحيل.

ظروف قاسية وحياة أشبه بالجحيم جعلت من "بسمة أشرف" البالغة 21 عامًا فتاة قوية تقاتل من أجل هدفها، قررت العودة إلى دراستها بعد انقطاع دام 4 سنوات، ظروف مرضها العسيرة جعلت لديها رغبة عارمة في أن تصبح طبيبة بعد صراع طويل مع المرض: انقطعت عن المدرسة لأن بابا كان بيشيلني قدام زمايلى ومكنتش بعرف اروح بانتظام".

عادت "بسمة" إلي المدرسة لتعود إليها البسمة مرة أخري، وبالتزامن مع عودتها خاضت عالم الفيسبوك الذي وجدت فيه سهولة التواصل مع الأخرين دون الحاجة إلى الخروج من منزلها: "بدأت أنزل التقارير الطبية واطلب المساعدة من الناس"، اتهامات بالنصب وادعاء المرض كان تفسير الناس لحاجة بسمه للمساعدة فتوجهت إلى الفضائيات، وظهرت على قناتي المحور والصحة والجمال لعلها تجد من يساعدها في إجراء عملية زرع الخلايا الجزعية ولم يستجب أحد.

محاولات عديدة قامت بها بسمة ولكن بائت جميعها بالفشل، حب بسمة للكمبيوتر جعلها تتعلم فن الجرافيك رغم عجز يديها اليسري: "اتعملت الجرافيك من فيديوهات على يوتيوب، بعد 5 فيديوهات بدأت اشتغل، وكنت متحمسة لأنها حاجة مش هتتعب اللي حواليا والكرسي مش هيمنعنى منها"، تتذكر بسمة أول فيديو قامت بإعداده كان لطبيب أطفال تضمن الفيديو مراحل نمو الطفل: "رغم اني عملته بإيد واحدة عشان التانية فيها ضمور بس فرحت بتعبي وكنت مبسوطة جدًا".