المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"سعدية" 13 سنة في الجراج.. "بحرسه وبنام فيه أنا وعيالي"

الأربعاء 14/ديسمبر/2016 - 02:19 ص
فاطمة أبو الوفا
طباعة
يظن البعض أن السنيما بدورها تبالغ في تجسيد الواقع، لكن يحدث ويتفوق الواقع على الخيال وأحيانًا يتفق معه في نفس الدرجة، فعندما أبدع المخرج علاء كريم في كتابة فيلم "الجراج" وبرع في سرد معاناة "نعيمة" لم يضع في الاعتبار أن تلك الظروف قد يمر بها شخصًا آخر بعد سنوات عديدة.

تدور أحداث الفيلم حول حياة "نعيمة" التي تعمل حارسة عمارة وسايسة فى جراج بإحدى العمارات في الزمالك، وهى أم لـ7 أطفال، حملت مسؤوليتهم على عاتقها بعد أن ترك زوجها "زينهم" العمل وصار منحرفًا يبحث عن متعته، لكن الأقدار كانت أكثر رفقًا بـ "سعدية" التي قضت 13 عامًا في الجراج بمنطقة "ترب اليهود" بالبساتين، بعد أن ضاق الحال بزوجها "سيد"، وقرر الانتقال من الصعيد إلى القاهرة، تعيش "سعدية" برفقة زوجها وأولادها الـ5، فتحرس الجراج نهارًا وزوجها ليلًا.

تبدأ "سعدية" يومها في السادسة صباحًا وتبدأ في تنظيف الجراج مع ابنتها الكبري أحلام 12 عامًا، ويتولى باقي الأبناء حماية شقيقهم الرضيع حتى تنتهي من العمل، تقوم بجمع أجرة الجراج من أصحاب السيارات ومن هنا تبدأ المعاناة: "اللي ميدفعش واللي يتأخر في الدفع واللي يتخانق معايا"، تنتقل سعدية للتحدث عن فلسفة الصعيد الآثمة التي ترفض التعليم للإناث وتسخط منها: " كان نفسي اتعلم وانفع عيالي لكن أهلي ظلموني بتفكيرهم"، كانت الأقدار أقوى من إرادة "سعدية" فحرمتها من إلحقاق ابنتيها بالمدرسة، بعدما تعرضت أحداهن للخطف من قبل مجرم بالمنطقة، وعندما تصاعد الأمر للشرطة وقدمت بلاغات عديدة، تركها وهرب: "من ساعتها بخاف اخرج عيالى بره الشارع وقعدتهم من المدرسة لأني شوفت أيام سودة لما خطفوها".

تتحدث المرأة الثلاثينية بنبرة حزن وسخط على ما يفعله زوجها، الذي يهدر رزقهم في تناول السجائر والمكيفات، فتلجأ إلى الاستدانة لتطعم أطفالها: "هما 800 جنيه اللي بناخدهم من الجراج وصاحب الجراج كان عاوز يمشينا ويجيب ناس تانية"، تتلخص حياة "سعدية خلف حائط بالجراج، تعم الفوضى في ثناياه، يحتوي سرير متهالك و"تشط" للغسيل والاستحمام معًا: "عشان معندناش حمام".

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads